يعدّ سوق خميس مشيط الرمضاني من أشهر الأسواق في منطقة عسير وأهمها من حيث الحركة التجارية، ففي ساعات اليوم الأخيرة تشهد ساحة الممشى شمال خميس مشيط حركة تجارية نشطة وإقبالاً متزايداً في مكان واحد ليكون الأهالي والمصطافون والزوار على موعد مع هذا الحدث الاقتصادي المهم. وحال قدومك يلفت انتباهك أصوات الباعة والمتسوقين في حركة ديناميكية وصفها محللون اقتصاديون بأنها الأسرع من حيث البيع والشراء، فكل ما يعرض من مواد غذائية ومنتجات أسرية تطهى في المنازل، تلقى رواجاً في وقت قياسي لا يتجاوز الثلاث ساعات يومياً طيلة أيام الشهر. ويباع في السوق التمور والعسل والخضروات والفواكه والأشجار العطرية والبخور والعديد من المواد المتنوعة بمتابعة وإشراف مباشر من بلدية محافظة خميس مشيط لما يعرض في هذا السوق من مواد غذائية. ويصف عبدالرحمن الشهري السوق بأنه مكان جميل لاجتماع الأصحاب ولقاء الزملاء وتداول الحديث والأمور اليومية قبيل ساعات الإفطار. أما البائع عبدالله محمد عسيري فيؤكد أن مبيعاته اليومية منذ بداية الشهر حققت إيرادات عالية، مشيراً إلى أنه يقضي وقت فراغه فيما يعود عليه بالنفع المادي من خلال بيع المأكولات التي يكثر الإقبال عليها مثل السمبوسة والحلبة ممتدحاً عملية إعداد الأطعمة من القلي وتجهيز المأكولات أمام الزبائن ما يشعرهم بالاطمئنان والارتياح. ولم يقتصر البيع في السوق على الرجال فحسب، بل شمل النساء اللاتي يعرضن أصنافاً متعددة من الطعام تم طهيها بأيديهن مسبقاً في منازلهن. وتقول أم حسين: أجلب خبز التنور والشوربة واللحوح والحلبة والخمير، التي تلقى رواجاً وإقبالا سريعاً من المتسوقين حيث تتجاوز مبيعاتها اليومية 500 ريال في وقت وجيز. ويُعرض في السوق أنواع كثيرة من المأكولات الشعبية التي تتميز بها منطقة عسير، من أشهرها الحنيذ والسمبوسة والمعجنات والحلبة والجريش وأنواع مختلفة من الحلويات وخبز التنور والخمير والشعير والبر والذرة، إضافة إلى عرض المنتجات المحلية من الفواكه الموسمية كالبرشومي والخوخ والكمثرى والتفاح البلدي والبخاري. وعلى أطراف السوق وفي المداخل والمخارج تقف سيارات الدوريات الأمنية ورجال الأمن لتنظيم السير، في حركة انسيابية تامة وأجواء إيمانية تملأ المكان، وسط أجواء جميلة تصاحبها زخات المطر ونسيم الهواء البارد..