مع بداية موسم "السياحة الشتوية" تتجه أنظار الهاربين من برد أعالي قمم السراة بمنطقة عسير إلى سواحل تهامة التي باتت الحضن الدافئ لأهالي المنطقة. وتعد محافظة البرك التي تبعد قرابة ال 170 كلم عن مدينة أبها من أبرز المواقع التي يرتادها المشتين على ساحل البحر الأحمر بمنطقة عسير، هذه المحافظة بدأت منذ ما يزيد عن الثلاث سنوات الأخيرة بالبدء في أعمال مشروعات تخدم السياحة، وذلك بتطوير سواحلها الممتدة وإنشاء حدائق عامة ذات خدمات متكاملة، إضافة إلى توسعة المسطحات الخضراء، ومشروعات للأرصفة والتجميل. وتأتي تلك الأعمال في ظل مبادرة "عسير وجهة سياحية طوال العام"، والتي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، وسمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني. تنوع طبيعي بالشواطئ والجزر وتتميز "البرك" بتنوع طبيعتها ما بين شواطئها الممتدة وكذلك جزرها التي تتوسط مياه البحر الأحمر، إضافة إلى المواقع الأثرية المتعددة، ومن أبرز تلك الشواطئ "شاطئ النهود"، ويقع شمال البرك بحوالي خمسة كيلومترات، والذي إكتملت فيه الخدمات البلدية وأصبح متنفساً للزوار على ساحل البحر، كذلك "شاطئ المحاجي" الواقع شمال البرك بحوالي 18 كم ويتميز بنظافة تربته، ويعتبر موقعاً محبباً لمحبي رياضة الغوص حيث توجد به شعب مرجانية. ويتميز "شاطئ زهران" بأشجار المنجروف التي تحف الشاطئ التي منحت المكان جمال طبيعي مختلف، وكذلك "شاطئ العش" والواقع إلى جنوب البرك بحوالي عشرة كيلومترات عند مصب وادي الداهن، وبه اشجار المنجروف ونقوش أثرية وكهوف في أعلى الجبل ويطل هذا الجبل على البحر مباشرة، و"شاطئ الحباك" بذهبان الواقع جنوب البرك بحوالي 15 كم ويتميز برماله النظيفة. وتحتضن مياه البحر الأحمر المقابلة لمحافظة البرك عدد من الجزر التابعة ومنها: "جزيرة حصر" والتي تبعد حوالي عشرة كيلومترات عن البرك وكيلومترين عن اليابسة، وفيها غابات وطيور النورس وطيور أخرى محلياً، وكذلك "جزيرة جبل ذهبان" والتي كانت موطناً لأهل الأبل سابقاً للحماية، و"جزيرة موقط" الواقعة في منتصف البحر ومسافتها حوالي ساعة بالمركب البحري المتوسط، و"جزيرة الظهر" التي تبعد 30 كم عن الشاطئ، وتتميز هذه الجزيرة بطيور تسمى القران، ولا يوجد أي سكان أو آثار لوجود سكان بها. مشروعات لخدمة السياحة "الرياض" تعرفت على أهم المشروعات البلدية في محافظة البرك، والتي تسعى من خلالها النجاح لتحقيق مبادرة "عسير وجهة سياحية"، حيث تحدث رئيس بلدية البرك سعيد بن علي حافظ عن الخدمات المقدمة من قبل البلدية. وقال: " إنه انطلاقاً من توجيهات الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير، وبمتابعة أمين المنطقة، ببناء مدينة سياحية تتركز على دعائم السياحية الثلاثة الطرق والترفيه والإيواء، عزمت البلدية على تخطيط وتطوير الواجهة البحرية ودارسة وترسيه المشروعات المتعلق بها، لتحقيق وجه سياحية تتوافق مع المخطط التفصيلي لعموم شواطئ منطقة عسير على أربعة مراحل ومده تنفيذها خلال خمسة سنوات وفقاً للميزانيات المتاحة. وتابع: "المرحلة الأولى" تمثلت في صيانة مشروع كورنيش البرك بمبلغ اجمالي وقدرة مليونين ريال، شملت إعادة تأهيل المسطحات الخضراء وزراعة نخيل، وبناء دورات مياه، وجلسة عائلية ذات خصوصية، وإعادة تأهيل أعمده الإنارة وزيادتها، وكذلك تأهيل ممرات المشاة ومواقف السيارات، وبلغت نسبة الانجاز 100% وذلك خلال العام المالي 1435/1436ه، وتم دعم هذه المرحلة بإنشاء ممر مشاه لربط المحافظة بالكورنيش خلال ميزانية هذا العام الحالي بمبلغ وقدره مليونين ريال. مراحل تطوير الواجهة البحرية وأشار حافظ إلى أن "المرحلة الثانية" تمثلت في مشروعين، تطوير الواجهات البحرية والكورنيش، ومشروع تطوير الطرق والشوارع والميادين باجمالي تكلفه 18 ميلون ريال، تم الاخذ بعين الاعتبار ايجاد مواقف وممرات خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة بجميع مرافق المشروع، ونسبة الانجاز في المشروع حاليا بلغت 90%، والعمل جاري حالياً وذلك خلال ميزانية العام المالي 1435/1436ه، وتم دعم هذا المشروع بمشروع تطوير الواجهات البحرية والكورنيش مبلغ وقدرة اربعة ملايين خلال ميزانية هذا العام. وأضاف رئيس بلدية البرك بأن "المرحلة الثالثة" تمثلت في عد مشروعات جاري تنفيذها، وبلغت اجمالي تكاليف تلك المشروعات 24 مليون ونسبة الانجاز 100%، أمّا المرحلة الرابعة تمثلت في تطوير المناطق السياحية بالشواطئ البحرية، والتي يرتدها المواطنين ومنها شاطئ كورنيش "النهود"، وسيتم استكمال التطوير من خلال مشروع تطوير المناطق السياحية بقيمة أربعة ملايين ريال، وشملت الخدمات البلدية شاطئ "المحاجي"، فيما تم العمل في شاطئ مركز"ذهبان". رصد "الرياض" للمقومات السياحية ورصدت "الرياض" خلال جولتها، أن محافظة "البرك" تعاني عزوف المستثمرين في قطاع الإيواء السياحي وذلك بحسب حديث زوارها، حيث تفتقد للمجمعات السكنية ذات الخدمات العالية، إضافة إلى غياب المنتجعات السياحية، لاسيما أن البرك تعتبر واجهة سياحية متميزة لا تنتقطع من الزوار، وذلك بما تمتلكه من مقومات سياحية متنوعة ما بين إرثها المكاني والتاريخي وسواحلها ذات الطبيعة المختلفة، إضافة إلى أجوائها المعتدلة معظم فصول العام، فما تمتلكه من مراكز إيواء حالياً لا يتناسب مع هذه المكانة السياحية.