ودع اهالي مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة الليلة قبل الماضية جثمان الشهيدة الطفلة هديل وجيه عواد (14 عاما)، بعد ستة وعشرين يوما من الاحتجاز عقب اعدامها ميدانيا بذريعة محاولتها تنفيذ عملية طعن في الشطر الغربي من المدينة. وكانت وكالات الانباء ومواقع التواصل الاجتماعي بثت في 23 من الشهر الماضي، شريطا التقطته كاميرات المراقبة ويظهر فيه حراس امن اسرائيليون يطلقون الرصاص على الطفلة عواد وعلى ابنة عمها نورهان بعدما اشهرتا سكينتين وحاولتا تنفيذ عملية طعن مشتركة، ولكن دون ان تمثل تهديدا حقيقيا لحياة اي منهم، ولم يكتف احد الحراس باصابتهما بل عاود اطلاق الرصاص عليهما بقصد الاجهاز عليهما وهما ملقاتان على الارض بلا حراك، وهو ما اعتبرته جهات اسرائيلية خرقا للقواعد المعمول بها حتى في دولة الاحتلال كونه جرى «تحييد» الفتاتين ولم تكن هناك حاجة للاجهاز عليهما. وكغيرها من عشرات الشهداء فقد جرى احتجاز جثمان الشهيدة الطفلة هديل قرابة الشهر حيث افرجت سلطات الاحتلال عنه عقب تحركات حقوقية وشعبية مساء امس وسلمته لذويها لمواراته الثرى، فيما لا تزال ابنة عمها قيد الاعتقال والتحقيق بعد علاجها. وفي هذا السياق ذكر المحامي محمد محمود الذي يتولى متابعة ملف جثامين الشهداء المقدسيين أن جهاز المخابرات الإسرائيلي أبلغه عن نيته تسليم جثامين الشهداء، خلال الأيام القادمة. وكان طاقم المحامين المؤلف من المحامين محمد محمود وطارق برغوث ومدحت ديبة، قاموا خلال الشهرين الماضيين بعمل عشرات المراسلات خاطبوا فيها وزير الأمن الداخلي والمستشار القضائي للشرطة الإسرائيلية وجهاز المخابرات إضافة الى تقديم 10 التماسات مصغرة للنيابة العامة، ومحادثات يومية مع الشرطة، طالبوا خلالها بتسليم الجثامين، لدفنهم حسب الشريعة والأصول. وأوضح المحامي محمود في تصريح له أن الجهات الإسرائيلية المختلفة كانت ترفض الطلبات التي قدمت بحجة «انه من غير ممكن في ظل الأوضاع الأمنية في المدينة تسليم الجثامين، واحتجاز الجثامين يردع الشبان الفلسطينيين عن تنفيذ عمليات فريدة مشابهة وحتى لا تكون هذه العمليات مثالا يحتذى به من قبل الآخرين، حيث ان العمليات تؤدي الى تأجيج الأوضاع في القدس، وتشجع عمليات «القتل». وتواصل سلطات الاحتلال احتجاز 13 شهيدا مقدسيا، أولهم محتجز منذ الثامن من شهر أكتوبر الماضي، ومن بين الشهداء 4 أطفال. وفي قرية سنجل شمال رام الله شيع الاهالي، اليوم السبت، جثمان الشهيد نشأت جمال عصفور (33 عاماً)، والذي استشهد مساء أمس الجمعة متأثرا باصابته برصاص الاحتلال في وقت سابق من نهار الجمعة خلال المواجهات التي اندلعت مع قوات الاحتلال عند مدخل القرية. واصيب عصفور بعيار ناري في الصدر نقل على اثرها الى مجمع فلسطين الطبي الا ان الطواقم الطبية فشلت في انقاذ حياته، حيث ترك خلفه زوجة وثلاثة اطفال. وكان استشهد عصر امس الشاب محمد عبدالرحمن عياد (21 عاماً)، من بلدة سلواد شرق رام الله عقب محاولته تنفيذ عملية دهس لجنود الاحتلال عند مدخل بلدته دون اصابة اي منهم. وكان عياد الذي يحمل الجنسية الاميركية عاد من الولايات المتحدة قبل اسبوعين فقط لاتمام مراسم زواجه الاسبوع المقبل الا انه قرر القيام بعملية الدهس ردا على ما تقترفه قوات الاحتلال من جرائم بحقه ابناء شعبه وفي القدس والمسجد الاقصى، حيث دهم بسيارته مجموعة من جنود الاحتلال الذين تمكنوا من الاحتماء خلف كتل اسمنتية فاصطدم بها قبل ان يمطره الجنود بالرصاص. وترك الشهيد عياد وصية مكتوبة بخط يده يطلب من والديه وذويه وخطيبته واصدقائه ان يسامحوه لانه قرر الثار للشهداء وللمسجد الاقصى.