سفيرة الاتحاد الأوروبي في بيروت أنجيلينا إيخهورست بدأت منذ الإثنين الفائت -اليوم الذي أدرج فيه المجلس الوزاري الأوروبي «حزب الله» بجناحه العسكري على لائحته الإرهابية- جولات مكّوكية وصلت بها إلى ضاحية بيروت الجنوبية، معقل «حزب الله» حيث قابلت مسؤول العلاقات الدولية عمّار الموسوي ووزير التنمية الإدارية محمّد فنيش. ولا شكّ بأن السفيرة الأوروبية عاشت أصعب اللحظات وهي تحاول أن تشرح للمسؤولين الحزبيين حيثيات القرار الأوروبي، وأبلغتهما بأن «القرار سياسي لا يطال كلّ «حزب الله» لكن الجناح العسكري فحسب، وأن الدول الأوروبية لا تعارض مشاركة الحزب في أية حكومة لبنانية». وسمعت إيخهورست كلاما واضحا من الموسوي الذي قال لها إنه « لا يمكن لأوروبا أن تصافحنا بيد وتهدّدنا باليد الأخرى» وأبلغها بأنّ « قيادة الحزب تدرس إمكانية إبقاء التواصل مع الأوروبيين أو عدمه». وقالت إيخهورست ردّا على أسئلة «الرياض» إنّ « الاتحاد الأوروبي يمتلك أدلة دامغة على تورّط «حزب الله» بجناحه العسكري المتمثّل ب»المجلس الجهادي» و» لجنة الأمن الخارجية» بتفجير بورغاس». لافتة:» لا يمكن لوزراء الخارجية الأوروبيين ال28 أن يتخذوا قرارا مماثلا من دون أن يكونوا مستندين إلى أدلّة مقنعة وخصوصا أنه توجد محاكم أوروبية تنظر بأيّة دعوى طعن قد ترفعها الجهات المتضرّرة».ومن المتوقّع أن يقود «حزب الله» من جهته حملة مضادّة للقرار الأوروبي الذي صدر يوم أمس الجمعة في الجريدة الرسمية الأوروبية، بغية حثّ الدول ال28 على التراجع عن قرارها بعد 6 أشهر، وهو أمر ليس سهلا لأنّ أيّ قرار على مستوى المجلس الوزاري الأوروبيّ يحتاج إلى إجماع. من جهته، ردّ مصدر دبلوماسي أوروبي على قول بعض المسؤولين اللبنانيين أن الدبلوماسية الإسرائيلية لعبت دورا واضحا في إقناع الأوروبيين وقال ل»الرياض» «هذا القرار مطروح على البحث منذ شهور عدّة، فلم لم يقم المسؤولون اللبنانيون بحملة مشابهة لتبديل الرأي العام الأوروبي؟». ولفت الدبلوماسي المذكور إلى أنّ «المخاوف الأوروبية تذهب اليوم نحو قوات الطوارئ الدولية في الجنوب اللبناني حيث 33 في المئة من الجنود المشاركين هم من دول أوروبية، وخصوصا أن «حزب الله» هو مفتاح أساسي في الجنوب اللبناني إلى جانب القوى العسكرية ممثلة بالجيش». متوقعا أن «تنصبّ الجهود المستقبلية على معالجة هذه النقطة بالذات، ومستبعدا كليا أن يقوم «حزب الله» بعمليات ضدّ «اليونيفيل» لأن لا مصلحة للحزب بتفريغ الجنوب من هذه القوى».