أشار تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» (الإثنين) قبل الماضي، إلى أن عدد المقاتلين الذين إلتحقوا بصفوف تنظيم «الدولة الإسلاميّة» (داعش)، من دول أوروبا الغربية زاد إلى أكثر من الضعف منذ العام 2014، بينما ظلت الأعداد القادمة من أميركا الشمالية ثابتة. وعلى مدى أكثر من عام، فشلت الجهود الدولية في وقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية والعراق، فيما تضاعفت أعداد المسلحين الذين انضموا إلى «داعش» وغيره من الجماعات المتشددة. وأفاد التقرير الذي أعدته مؤسسة الإستشارات الأمنية «مجموعة صوفان»، بأن نحو 31 ألف شخصاً من 86 بلداً على الأقل، سافروا إلى الشرق الأوسط للإلتحاق بالتنظيم المتشدد، بينما كان العدد في حزيران (يونيو) العام الماضي، 12 ألف شخصاً من 81 دولة. وقالت الصحيفة إن التقرير يدعم اتجاه، لاحظه مشرعو القوانين والمسؤولون في أجهزة الإستخبارات والمحللون، تسعى فيه الولايات المتحدة وحلفاءها لسد فجوة تدفق المقاتلين الأجانب، ونشر قوات عسكرية كبيرة لمواجهة توسع «داعش». وأشار تقرير «لجنة الأمن القومي» الذي صدر في أيلول (سبتمبر) العام الماضي، إلى أنه منذ العام 2011، سافر نحو 30 ألف مقاتل أجنبي، من بينهم 250 أميركي، إلى سورية والعراق للإلتحاق بـ«داعش» وغيرها من الجماعات المتشددة. وقالت «مجموعة صوفان»: «على رغم أن بلدان العالم اتخذت خطوات لمنع تدفق المقاتلين الأجانب من أو إلى الشرق الأوسط، إلا أن التنظيم المتشدد لا زال يجتذب مقاتلين جدد»، موضحة أن عدد المقاتلين الأجانب الذين سافروا إلى الشرق الأوسط من أميركا الشمالية ظل ثابتاً، بينما تضاعف العدد القادم من أوروبا الغربية، بالإضافة إلى أن العدد القادم من روسيا وآسيا الوسطى زاد بنسبة 300 في المائة. وأضافت "غالبية المجندين في صفوف التنظيم أتوا من تونس والمملكة العربية السعودية والأردن وتركيا". وكانت صحيفة «دايلي مايل» البريطانية نشرت الأسبوع قبل الماضي، أبحاث أشارت الى أن ثلاثة أرباع المجندين في صفوف الجماعات الإرهابية اقتنعوا بالانضام إليها عن طريق الأصدقاء، بينما 20 في المائة انضموا عن طريق العائلة. وأفاد الخبير في شؤون الإرهاب في «جامعة أوكسفورد» البريطانية سكوت أتران بأن «المجندين ينضمون الى التنظيم بسبب أنهم يرون فيه نداءً الى المجد والمغامرة ووسيلة ليصبحوا أبطالاً»، مشيراً إلى سمة في التنظيم تُسمّى "الجذب الثوري" وتشبه ما كان موجوداً في الثورات الفرنسية والبلشفية في روسيا. يذكر أن المقاتلين الأجانب في تنظيم «داعش» أو التنظيمات المتطرفة الأخرى،باستثناء بعض الحالات القليلة، ينحدرون من أصول عربية وإسلامية، واكتسبوا الجنسيات الغربية بالهجرة أو الولادة، وورثوا عن آبائهم العرق واللون والدين. وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" قد أعدم 100 من مقاتليه الأجانب في كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي، بعدما حاولوا مغادرة مدينة الرقة، والتي تعدّ معقلاً للتنظيم، هرباً من المعارك.