×
محافظة المنطقة الشرقية

الدور التنويري لأحمد عرابي في «سرنديب»

صورة الخبر

وجهت هيئة كبار العلماء، أعلى هيئة دينية في مصر، أمس، التقدير للسعودية على قرراها تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب، وقال عدد كبير من علمائها في مصر لـ«الشرق الأوسط»، إن التحالف الإسلامي المشترك خطوة جادة سوف تكون لها مصداقيتها العملية في الوطن العربي بهدف دحر الإرهاب ومواجهة السلاح بالسلاح وردع القوى الغربية التي تحاول النيل من الإسلام والمسلمين، لافتين إلى أن «التحالف سوف يعيد الوحدة العربية والإسلامية والتحرك على قلب رجل واحد في ميادين المعركة». في غضون ذلك، أعرب مجلس حكماء المسلمين برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عن ترحيبه الشديد بالتحالف، موضحا أنه يعد نقطة تحول حقيقية في تاريخ الأمة الإسلامية التي عانت كثيرا من هذا الوباء الخبيث. وأعلنت السعودية قبل يومين تكوين تحالف إسلامي عسكري من 34 دولة لمحاربة الإرهاب. وقال مجلس حكماء المسلمين في بيان له أمس إن هذا التحالف التاريخي بين دول العالم الإسلامي من شأنه العمل على القضاء على الإرهاب واجتثاثه من جذوره، وإرساء دعائم السلام ليس فقط في المجتمعات الإسلامية بل في العالم أجمع. وشدد المجلس على أنه طالب كثيرا بضرورة توحيد الجهود العربية والإسلامية في مواجهة الإرهاب، معربا عن تطلعه إلى أن يكون هذا التحالف بداية حقيقة وفألا حسنا لتعاون جاد بين دول العالم الإسلامي الذي نأمل أن يمتد لكل الأصعدة بما يحقق آمال وطموحات الشعوب. وأعرب المجلس عن دعمه الكامل لجهود هذا التحالف في القضاء على الإرهاب، داعيا جميع الدول الإسلامية إلى الانضمام لهذا التحالف وتوحيد جهود الأمة في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ الإنسانية من أجل أن يسود السلام بين الناس جميعا. من جانبه، أكد الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بمصر أن تأسيس هذا التحالف الإسلامي المشترك خطوة جادة سوف تكون لها مصداقيتها العملية في الوطن العربي بهدف دحر الإرهاب ومواجهة السلاح بالسلاح، وردع القوى الغربية التي تحاول النيل من الإسلام والمسلمين، مشددا على أنه آن الأوان ليدرك العالم أن الأمة الإسلامية لا تهاب العصابات الإرهابية المسلحة، وأنها تعمل لرفع الظلم عنها بأيدي أبنائها المخلصين وبجيوشها النابهة للمحاولات الغاشمة التي بطشت في الأرض فسادا، مشيرا إلى أن الوقت الراهن لا يحتمل سوى التحرك الميداني لرد العدوان ورفع الظلم عن أبناء الأمة التي لن تستسلم للقوى الإرهابية الساعية بقوة لتفتيت أراضيها والنيل من وحدتها. وأضاف هاشم لـ«الشرق الأوسط» أن تأسيس هذا التحالف الإسلامي سوف يقابل بالترحاب من قادة الدول العربية والإسلامية، خصوصا أنه سوف يعيد الوحدة العربية والإسلامية والتحرك على قلب رجل واحد في ميادين المعركة، التي شرعها المولى في كتابه العزيز، لأنها رد عن عدوان، مصداقا لقول الله تعالى «وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به»، لافتا إلى أنها خطوة جادة حظيت بتأييد الأزهر، وسوف تعيد للأمة أمجادها التي تحدثنا عنها طويلا لرفع مظالم أبنائنا والوقوف في وجه الدول الغربية الداعمة للإرهاب، لأن الصمت الذي دام طوال العقود الماضية جعل هذه الدول تأخذ طريقها للتوغل في بلادنا وأوطاننا، مناشدا حكام الأمة الإسلامية بالتوحد ونبذ الخلافات بينهم وأن يكونوا على قلب رجل واحد لمواجهة الإعصار الراهن (أي الإرهاب) والتحديات الخطيرة التي تحاك بالأمة. في السياق ذاته، أوضح الدكتور محمود مهنى، عضو الهيئة، أن التحالف الإسلامي المشترك من قبل الدول العربية خطوة تاريخية خالصة، لأن الله شرع الجهاد دفاعا عن الدين والأوطان وحماية لمقدسات الآخرين ورد الظلم الواقع على النفس البشرية، مشيرا إلى أن المولى تعالى أعلن للمسلمين أسباب القتال، لكن ما تقوم به الجماعات الإرهابية مثل «داعش» من أخذ الأموال واستباحة الدماء وانتهاك الأعراض وهدم المساجد والكنائس والمعابد وكل أشكال الطغيان الواقع على الأمة الإسلامية، يستوجب ردة فعل قوية من المسلمين، لرد الأموال والحفاظ على الأعراض والدفاع عن المساجد والكنائس والمعابد والمحافظة على أمن الأرض كلها، مصداقا لقوله تعالى «وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير». وأشار مهنى إلى أن التنظيمات الإرهابية خارجة عن القيم والدين والعادات الإسلامية التي تأمرنا بنشر الأمن والحب والسماحة، فالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام أمر بهذه الخطوة المباركة بصنعه رجال أقوياء على عينه لرد العدوان رغم قلة أعداد المسلمين آنذاك، لكن بعد وصول المسلمين إلى 2 مليار يستطيعون بث الأمن والأمان في أرجاء المعمورة ودحر الجماعات الإرهابية التي تنتسب زورا للإسلام. ووجه مهنى خالص التقدير والتحيات للسعودية، متمنيا انضمام جيوش العالم الإسلامي كله إلى هذا التنظيم الواعي صاحب الفكر العملي البعيد عن الكلمات والأقاويل غير القابلة للتطبيق، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن مباركة جند مصر المذكور في الأحاديث النبوية الشريفة بأنهم خير الأجناد بالمشاركة في هذا التعاون الإسلامي المبارك، سوف يبارك مجهودات هذه الخطوة، مصداقا لقوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون»، كما أن المولى تعالى يفضل الذين يقاتلون في سبيله كأنهم بنيان مرصوص، خاصة بعد اتحاد قوى العالم الغربية لإبادة الإسلام، بصنع الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي والحروب الفكرية الغاشمة، التي تعمد إلى إراقة دماء المسلمين. إلى ذلك، قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أمس، إن العلاقات المصرية - السعودية علاقات تاريخ وجوار قديم متميز على كل المستويات، تؤكدها المواقف العزيزة المشكورة للسعودية تجاه مصر وشعب مصر، والدور الإقليمي والعالمي للسعودية. مشيدا خلال استقباله السفير السعودي في القاهرة، أحمد القطان، بمقر مشيخة الأزهر، بالتحالف الإسلامي العسكري الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، واستجابت له كثير من الدول الإسلامية، في مقدمتها مصر، لافتا إلى أن «التحالف المبارك لقي ترحيبا واسعا في أروقة الأزهر جامعا وجامعة، وتمنى طلابه وعلماؤه أن يكون هذا التحالف نواة لوحدة حقيقية بين شعوب الأمة العربية والإسلامية في الظرف الدقيق والبالغ الحرج في تاريخ الأمتين».