كتب - محمد حافظ: صناعة الحبال حرفة قديمة وتقليدية مارسها الآباء والأجداد منذ القدم، وارتبطت قديمًا بالعديد من المهن التي كانت موجودة في ذلك الوقت خاصة المهن البحرية التي ارتبطت بالبحر والغوص والصيد وصناعة السفن وغيرها من المهن الأخرى، ففي تلك المهنة يحرّك صانعها أصابعه للأعلى والأسفل في مشهد يدعو للانبهار والذوق الإبداعي رغم صعوبة إمكانية تعلمها، إلا أن الكثير من آبائنا وأجدادنا ترتسم على قسمات وجوههم الخبرة والمهارة في صنعها قديمًا وبالرغم من اندثار تلك المهنة بصورة كاملة نتيجة تبدّل الحال من المهن اليدوية إلى الصناعات الميكانيكية التي يعتمد فيها على الآلات والأدوات الآلية إلا أنها ما زالت تحتفظ بوجودها على الأقل في ذاكرة الأولين وحكايات البحر والبحارة. وداخل محل العمارة الذي يقع ضمن فاعلية البدع بدرب الساعي، توجد الكثير من أنواع الحبال ضمن الكثير من الأغراض الأخرى التي كانت تستخدم في البيوت القديمة أو المهن، فمحل العمارة هو مستودع كل الأغراض اللازمة للبناء والصيد وغيرها من مستلزمات البيت القطري القديم. ويحكي الحبّال قصة هذه الحرفة الشعبية القديمة التي لم تندثر بعد، ويقول: تعتبر صناعة الحبال من الحرف اليدوية التي أصبحت مهدّدة بالاندثار في الوقت الحاضر ليحل بدلاً منها الكثير من الأنواع المصنعة من الحبال مثل البلاستيك والقطن والليف وغيرها من الأنواع الأخرى التي حلت الماكينات والآلات الحديثة محل العمل اليدوي فيها. وأضاف: صناعة الحبال قديمًا كانت من الليف الذي يؤخذ من النخيل حيث يفتل الليف ثم تصنع الحبال منه وبعد ذلك يمرر على النخيل ليكون ملمسه ناعمًا حيث تتعدّد استخداماته وأغراضه. ويواصل: كانت الحبال في الماضي شيئًا أساسيًا في العديد من أنشطة الحياة اليومية، مؤكدًا أنها موروث قديم بل هي حرفة مشتركة للجميع، غير أنها في هذا الوقت بدأت تندثر تمامًا ولم نعد نشهدها إلا في المهرجانات التراثية، ففي القديم لم يكن يخلو بيت من هذه الصناعة. وأضاف: عملت بهذه المهنة سنوات طويلة وهي تختلف من منطقة لأخرى حسب الأشجار الموجودة في تلك المناطق، ففي المناطق التي تكثر بها أشجار النخيل يصنعون الحبال من ليف النخيل حيث يتم قطع ليف النخيل ثم يغسل وينشف عبر أشعة الشمس وهذه العملية تساعد على تفكك الليف ليكون جاهزًا للغزل بعد الغسيل والتجفيف والضرب والتمشيط. وأكد أن حرفة فتل الحبال من الحرف الشاقة التي كانت في السابق تمتهن لكونها المهنة الوحيدة التي من خلالها يتم صنع الحبال، حيث تُستخدم راحتا اليدين في عملية الفتل. وأضاف: يتم برم عدّة أنواع ومنها مربوع ومثلوث ومثنى، حيث إن كل نوع له عمله ويعمل له وصلة بين الدلو والرشاء ويتم أيضًا استخدام حباله في إنزال قنوان التمر من رأس النخلة ويعمل أيضًا منه مجادل يجمع بها الحطب والأخشاب وتوضع على ظهور الإبل والدواب ويجرّ بها الحجارة الكبيرة مثل الصفاة وغيرها. القرية المرورية تستقبل مئات الطلاب يوميًا الدوحة - الراية: واصلت القرية المرورية بدرب الساعي أمس استقبال المئات من الطلاب، حيث حرص مسؤولو جناح الإدارة العامة للمرور على تعليمهم كيفية الركوب الآمن للباصات والنزول منها، وأيضًا كيفية عبور الشارع، بطريقة سليمة، كما حرصت الإدارة العامة من خلال جناحها على تعليم الطلاب أثر استخدام الهاتف على قيادة السيارة، حيث تضمّ القرية المرورية جهاز "محاكاة" يرصد من خلاله الطالب بنفسه مدى تأثير استخدام الهاتف على قيادته للسيارة. وأكّد النقيب رياض أحمد صالح مسؤول القرية المرورية حرص الإدارة العامة على المشاركة في فعاليات درب الساعي لنشر الثقافة والوعي المروري بين الزائرين سواء كانوا كبارًا أو صغارًا، مُوجهًا الشكر لجميع الجهات الداعمة والمُساهمة في الأنشطة التي تقوم بها الإدارة العامة وبصفة خاصة مركز بطابط التابع لوزارة الشباب والرياضة ومشاركته في الإشراف على الدراجات النارية الصحراوية الموجودة بالقرية. بدوره، قال الملازم أوّل عبدالواحد العنزي إن هناك العشرات من المدارس التي تزور القرية يوميًا خلال الفترة الصباحية، حيث يتمّ اصطحاب الطلاب في جولة داخل أقسامها المختلفة، لاسيما جهاز الـ "محاكاة"، حيث يقومون فيه بممارسة عملية القيادة بشكل عملي، كما يقوم الأطفال بالتعرف على الأسلوب الصحيح للقيادة والمُخالفات التي يرتكبونها أثناء القيادة، لاسيما استخدام الهاتف وتأثير ذلك على عملية القيادة.