عندما يحتفل العالم كله باليوم العالمي لمكافحة الفساد لابد أن نشاركهم في تفعيل هذا اليوم ولكن ليس عبر الكلمات المنمقة والاحتفالات واللوحات الإعلانية والدعائية ولكن بالممارسات الحقيقية وتحقيق مؤشرات نتحدث من خلالها عن القضاء على الواسطة والمحسوبية والمحاباة وإعطاء حقوق الناس ولا ندعي أننا أفضل من غيرنا بكلمات رنانة وفضفاضة ولا مقياس لها. الفساد ينخر في بعض المجتمعات وتتفاوت نسبته من مجتمع لآخر، أرى الفساد بعيني في أماكن كثيرة وللأسف لا نستطيع تغيير واقع مرير نعيشه لأن المحاسبية ضعيفة.. الفساد الإداري والمالي والأخلاقي والاجتماعي والبيئي.....الخ له شواهد كلنا نعلمها ولكن ما هو المخرج الحقيقي للقضاء عليه؟؟ إن لم نستحضر لحظة الموت والمحاسبة في أول ليلة نبيتها في قبورنا لن يتغير حالنا، لأننا لم نراع الله في الأمانة التي أنيطت في أعناقنا وتخلصنا من الأنانية وإسقاط كل العيوب على المجتمع وكأنني أنا وأنت لسنا من أفراد المجتمع. استمارات التقييم الذاتي تعبأ في كثير من الأحيان بالمجاملات والكذب على النفس أولًا، هناك أناس يكذبون ويصنعون الكذبة ويصدقونها وعار كبير أن يكذب ويجامل ويتلون كبير القوم أحيانًا وهو مكشوف أمام أصحاب العقول الواعية وهم كثر ولله الحمد. قد تصادف في حياتك الكثير من البشر وتتعجب من تلونهم وعدد الأقنعة التي يرتدونها وما علموا أن لكل شيء نهاية وأن الله لا يضيع أحدًا وعنده تلتقي الخصوم.. الحساب يوم الحساب سيكون كبيرًا وعسيرًا على من ولاه الله أمرًا من أمور الناس وهناك كتاب لا يضل ولا ينسى، نحتاج لقلوب تشعر وتحس وليست مشاعر متبلدة لا حياة فيها. المال العام والمسؤولية الكبرى التي وضعها ولي الأمر في أعناقنا سنسأل عنها، المعلم في فصله والمهندس في مصنعه، والطبيب مع مرضاه والموظف في كل قطاعات الدولة مسؤول عن تأدية واجبه حتى الطالب على مقاعد الدراسة سيسأل عن أداء حق العلم والمعلم.. لو عشنا بهذه الطريقة التي نتحرى فيها معاني الإحسان فنعبد الله كأننا نراه لتغيرت أحوالنا فهو جل في علاه يرانا في كل حين وعلى كل حال. أخاف أن يأتي يوم فأهضم حق أحد أو أحابي أحدًا أو أحرم أحدًا من حقه في منصب أو تزكية، اللهم أرشدني الصواب ولا تجعلني مصدر حزن وألم لأي إنسان، فإحساس مرارة الظلم لا يعرفها إلا من عاشها يومًا ما. Majdolena90@gmail.com