لا ينبغي للطلاب وحدهم أن يتوجسوا خيفة من اختبار القدرات، فهو ليس اختبارا لهم وحدهم وإنما هو اختبار للنظام التعليمي الذي كان من المفترض أن ينمي فيهم القدرات التي يستهدف اختبار القدرات قياسها، مثل القدرة على فهم المقروء والقدرة على إدراك العلاقات المنطقية والقدرة على الاستنتاج والقياس، وهي القدرات التي ينبغي أن تكون مناط العملية التربوية برمتها والتي لا يمكن بدونها أن يكون الطالب مؤهلا لمواصلة تعليمه الجامعي فضلا عن أن يكون قادرا على مواجهة التحديات التي تفرضها عليه الحياة في مختلف جوانبها على نحو لا يصبح معه اختبار القدرات اختبارا لتأهيل الطالب للجامعة وإنما لتأهيله للحياة العامة. اختبار القدرات اختبار لمدى نجاح العملية التربوية التي مر بها الطلاب على مدار اثني عشر عاما، وحينما يتعثر كثير من الطلاب في هذا الاختبار ويتشكك كثيرون آخرون في قدراتهم على تجاوزه فإن ذلك يضع عددا من علامات الاستفهام حول البرامج التعليمية التي مروا بها وعما إذا كانت هذه البرامج تستهدف تلقين الطلاب جملة من المعارف والمعلومات أو تبني فيهم التفكير السليم وتنمي لديهم القدرة على مساءلة هذه المعارف والمعلومات بعد تمحيصها وفق آليات القياس والاستنتاج والمنطق السليم، وحينما تتباين نتائج الطلاب بين ما يحققونه من علامات في اختبارات مدارسهم وما يعجزون عن تحقيقه في اختبار القدرات، فإن ذلك يعني أن على أنظمة التعليم مراجعة مناهجها كما أن عليها أن تعتمد نتائج اختبار القدرات مؤشرا على مقدار نجاحها وفشلها، وذلك لا يتحقق ما لم تعتبر وزارة التعليم اختبار القدرات اختبارا لها وليس للطلاب والطالبات وحدهم.