عظم الله جل وعلا شأن (الكلمة)، فإذا أراد سبحانه شيئاً قال له كلمة ( كن) فيكون مهما عظم ذاك الأمر، فهو العظيم الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وبيده ملكوت كل شيء والقادر على كل شيء جل شأنه، وله المثل الأعلى في السماوات والأرض، لذلك جاء ديننا يعظم شأن الكلمة؛ إيجاباً إن كانت كلمة طيبة او سلباً إن كانت غير ذلك. كلمات يسيرة أخبرنا الرسول ﷺبأنها تهوي بصاحبها في النار سبعين خريفاً، وأخرى ترقى بصاحبها لأعلى الدرجات. فالدخول في الإسلام يكون (بكلمة) وهي الشهادتين، جعلنا الله من أهلها، ويترتب عليها حقوق وواجبات وتكون بها النجاة من الخلود في النار وقد يرتد شخص ما كذلك عن الدين بكلمه كأن يشتم الله أو رسوله ﷺعياذاً بالله. كما أن الزواج واقتران الرجل بامرأة أجنبية عنه لتكون شريكة حياته ويبنى معها أسرة ويخلو بها وينجب منها ويكون التوارث بينهما ؛يكون بكلمة: (زوجتك ) و(قبلت) وفق عقد سماه الله تعالى (ميثاقاً غليظاً ). وأيضاً فسخ هذا الرابط وإنهاء تلك الحياة الأسرية يكون بكلمة واحدة (طالق)!! حروبٌ قامت على مر العصور وتهدمت بسببها دول وتشتت شعوب بسبب (كلمة) أرى تحت الرماد وميض جمر ويوشك أن يكون له ضرام فإن النار بالعودين تُذكى وإن الحرب مبدؤها كلام وكلمات خير وحكمة أصلحت بين أفراد وقبائل ودول، فحفظت الحرث والنسل وحقنت الدماء، وأطفأت الشرر والنار. فالكلمة لها مفعول السحر إن من البيان لسحراً، كثير من التشجيع والنجاح في هذه الحياة كان بسبب عبارات إيجابية وكلمات تشجيعية دفعت أصحابها إلى المثابرة والإنجاز والنجاح. وكثير من التثبيط والإحباط والفشل أيضا كان بسبب البرمجة السلبية بعبارات الاستهزاء والتحجيم والتحطيم وخصوصاً تلك البرمجة التي تكون في مرحلتي الطفولة والمراهقة وبالأخص- من الوالدين والأقران والمعلمين، فهي أشد أنواع العبارات السلبية لعظم أثرها وفعلها في الشخص ورسوخها في عقله الباطن: جراحات اللسان لها التئام ولا يلتئم ما جرح اللسان وأصبح للكلمات اليوم في خضم هذا البحر المتلاطم من التقنيات الكثير من القنوات لإيصالها غير الخطاب المباشر، كالرسائل النصية وبرامج التراسل، ووسائل التواصل الافتراضي وغيرها الكثير. فبضغطة لزر أو لمسة لشاشة تخرج الكلمات عابرة البحار والمحيطات ومتجاوزة حدود الدول وجدران المنازل وأسوار المباني لتبلغ الآفاق. وهي إما نصيحة أو دعوة أو أمر مباح كمعلومة أو ثقافة، أو إشاعة وتحريض وغيبة وشتم وغير ذلك. وما من كاتب إلا سيفنى ويبقى الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب يمينك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه فلنتق الله في كلماتنا