اكتظ جامع خادم الحرمين الشريفين في سكاكا بالمصلين، الذين توافدوا للصلاة على قائد القوة الخاصة السعودية في اليمن العقيد الركن عبدالله السهيان، الذي استشهد فجر الإثنين الماضي أثناء أدائه مهامه العسكرية في «تعز»، فيما تفاعلت عدد من المدارس والجهات الحكومية بالسماح لمنسوبيها بالخروج باكراً للصلاة على الشهيد. وشهد الجامع والمقبرة آلاف المواطنين والمقيمين من منطقة الجوف وخارجها الذين حرصوا على المشاركة في تشييع الشهيد، جاء بينهم مجموعة من كبار السن والمقعدين وعدد من أفراد الجالية اليمنية، إلى جانب مشاركة أمير منطقة الجوف فهد بن بدر، وعدد من المسؤولين والعسكريين من مختلف القطاعات، شاركوا ابني الشهيد فيصل وعلي وذويهم الحزن على فقدان السهيان، الذي ظلّ لأشهر عدة قائداً للقوات السعودية في اليمن، حظي إثر ذلك بوسام الشجاعة من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. واستقبل ابنا الشهيد فيصل وعلي المعزّين، مؤكدين أن والدهما شرّفهما بما بذله خلال مهمته العسكرية في سبيل خدمة دينه ووطنه، مبينين أن الجنود في الحد الجنوبي الذين كان منهم والدهما، قدّموا دروساً في الحرص على حماية الوطن والتصدّي للأعداء. وتفاعل رواد موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مع استشهاد السهيان بآلاف التغريدات والصور، فيما أطلق نادي الجندل في محافظة دومة الجندل مسابقة لأفضل قصيدة عن الشهيد، قيمة جائزتها 10 آلاف ريال. بدوره، أكد أحد كبار العائلة حمود السهيان، بأنهم تلقوا تعازي القيادة من وفد عسكري من مدينة الرياض، كاشفاً أنه تمّت ترقيته إلى رتبة عميد وتم صرف مبلغ مليون ريال، مع إعطاء بعض المزايا لأبنائه مثل أحقيّة الالتحاق والابتعاث في أي مجال. وأضاف في حديث إلى «الحياة»: «كانت آخر زيارة للشهيد في عيد الأضحى الماضي، إذ كان من المقرر أن يعود بعد أسبوعين قبل أن يكتب الله له الشهادة، وعائلة الشهيد تفخر بابنها الذي كان في خدمة الدين والوطن، كما تشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد، وولي ولي العهد، ولأمير منطقة الجوف، تعازيهم واهتمامهم بعائلة الشهيد، فمواساتهم خففت الكثير من أحزاننا». وكان عبدالله السهيان استشهد أثناء قيامه بواجبه في متابعة سير عمليات تحرير تعز، ضمن عملية «إعادة الأمل» في اليمن الإثنين الماضي.