الأحساء ـ مصطفى الشريدة تحت الأمير بدر بن محمد بن جلوي جاءت فعالية الندوة التي عقدت بكلية الآداب صباح اليوم بقاعة الواحة في إطار فعاليات جامعة الملك فيصل بالشراكة مع نادي الأحساء الأدبي ومركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، وقد أقيمت الندوة بإشراف عميد كلية الآداب الدكتور علي بن حسين البسام، وقدمها الدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن الخثلان، وأدارها الدكتور ظافر الشهري. وقال الدكتور البسام في كلمته في بدء الاحتفالية:أسمحوا لي أن أعبر عن سعادتي البالغة وأنا أرى كليتنا تتزين اليوم باللغة العربية الفصحى في فعاليات متعددة تؤكد حرص الكلية على الاهتمام بلغة القرآن الكريم . ولقد حددت الأمم المتحدة الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام؛ ليكون يوما عالميا للاحتفال باللغة العربية، ولاشكَّ أن ذلك عرفان بقيمة العربية ودورها الحضاري في ريادة العالم قرابة ألف عام. لقد كانت اللغة العربية دائمًا مظهرًا من مظاهر الإسلام، وعنصراً من مكونات الهوية الإسلامية. إن العربية التي حفظها لنا القرآن الكريم لهي الهوية التي تعرف بها أمتنا وهي عنوان حضارتنا إذا أردنا أن نعيد أمجادنا. ويجب علينا اليوم نحن أبناء الأمة وأخص- حاملي راية العربية من دارسين ومتعلمين أن نستعيد همة أجدادنا الأوائل وأن نستدرك ما فاتنا من البحث عن مكنوناتها وما تلك الفعاليات إلا بداية حقيقية لرقيها. وقال الدكتور ظافر الشهري: تأتي هذه الندوة تتويجا بتكريم لغة أعزها الله –جلت قدرته – بقرآنه، ودعوني أثمن هذا التعاون المثمر بين نادي الأحساء الأدبي وكلية الآداب ، حيث انبثقت فكرة الاحتفاء بهذا اليوم من خلال التنسيق بين النادي والجامعة ومركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية. وبدأ الدكتور عبد العزيز الخثلان ندوته مبرزا أهمية اللغة العربية حيث ربطها بالعلوم الإسلامية وأكد على أن أبرز أدوار اللغة في المجتمع أنها وسيلة التواصل الأبرز والأهم، وما وسائل التواصل الأخرى في المجتمع إلا فروع عنها، ودلالات عليها. وأضاف أن اللغة تلعب دوراً محورياً في الفكر الإنساني؛ وذلك لما لها من أثر في عملية التفكير. ولما كانت ا للغة العربية لغة الإسلام فإن علوم الإسلام أصبحت كلها مدونةً باللغة العربية، بل إن اللغة ذاتها جزء من هذه العلوم، وعُدَّت من علوم الآلة التي يستعان بها لمعرفة مصدري التشريع الإسلامي الكتاب والسنة وفهمهما، واستنباط الأحكام منهما ولقد تعددت المداخلات ومنها: تساؤل الدكتور عمر شيخ الشباب عن خدمة اللغة العربية دون الدوران حول القديم فقط، بل بما تستحق من دراسات لغوية حديثة، والدكتور شهير دكروري عن مكمن السبب في عدم وصول العربية إلى مكانة الإنجليزية في عالم اليوم، والدكتور عبد القادر بن حسون عن مدى ملازمة اللغة للتفكير، والدكتور خليفة الميساوي عن علاقة اللغة العربية بالعلوم الإنسانية ، والدكتور محمد كمال الشيخ عن علاقة اللغة العربية بالعلوم الطبيعية. وأجاب الدكتور عبد العزيز الخثلان عن تلك التساؤلات بما يؤكد امتلاكه لأدواته وتعمقه في موضوعه الذي حال الوقت دون أن يستعرض جزئيات بحثه كاملا..فكانت في إجاباته زوايا أخرى استفاد منها الحاضرون.