هناك توجيه شريف بإعطاء الأجير أجره قبل أن يجف عرقه، لأن مثل هذا العطاء يعد من باب البر والمسارعة إلى الخير، ولكن هذا التوجيه قد لا يحفل به أو يطبقه كثير من الناس عند تعاملهم اليومي مع من تحت أيديهم من عمال أو موظفين، بل يتصرف بعكس اتجاه التوجيه دون تقديم أي مبرر معقول لتصرفه القبيح، فإن كان أولئك العمال أو الموظفون قد أدوا عملا يستحقون عليه أجرا أو أن لهم بدلات سنوية أو دورية تدفع لهم في تاريخ محدد ويكونون عادة في انتظار تسلمها لتغطية التزامات مالية مستحقة عليهم في موعد معين، فإن قيام المسؤول صاحب القرار بالتلكؤ في صرف تلك البدلات هو تصرف غير مبرر من الناحية الإدارية أو المالية، وربما يدل على عدم توفيق، وقد يجد من المحرومين الذين أخرت أوامره تسليمهم مستحقاتهم من يدعو عليه بما يستحق من دعاء، بدل أن يبادر ويأمر بصرف تلك المستحقات في موعدها المحدد فيجلب لنفسه الثناء الحسن والدعاء الصادق! إن بعض الناس يسعون سعيا إلى جعل أصحاب الحاجات يستجدونهم للحصول على حقوقهم الثابتة فيتعمدون تأخير صرفها تحت مبررات شتى ليس من بينها مبرر قوي أو صادق وترتاح نفوسهم إذا ما جاءهم من يرجوهم ويستعطفهم بإلغاء قرار التجميد وصرف الحقوق المجمدة أو على أساس أن خير البر عاجله، وربما يرضي غرورهم ما يسمعونه من عبارات استعطاف وقد تنتفخ أوداجهم مما يسمعونه فيزداد الواحد منهم غطرسة وكبرا، حتى يقوده ذلك إلى أسوأ نهاية!؟