قد لا تعني قمة باريس بالنسبة لكثيرين أمرا مهما، لكنها بكل تأكيد مسألة حياة أو موت بالنسبة لجزر المالديف في المحيط الهندي. وتعود أسباب عدم الاكتراث إلى أن ارتفاع منسوب مياه البحر مترين أو ثلاثة لن يؤثر في معظم الدول، لكن بالنسبة للمالديف التي ترتفع معظم جزرها 1.5 متر عن سطح البحر فإن ارتفاع الماء قليلا يعني محوها عن الوجود. وافتتحت قمة المناخ في 30 نوفمبر الماضي بمشاركة 195 دولة، وشارك فيها عدد من زعماء العالم، تبعا لنتيجة المباحثات بين ممثلي الدول، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز". وتسعى قمة المناخ إلى إبرام اتفاق عالمي يقضي بالحد من الانبعاثات المتزايدة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بقدر درجتين مئويتين. ويكمن خطر الاحتباس الحراري في أنه يرفع درجات حرارة الأرض، الأمر الذي يؤدي إلى ذوبان الجليد وازدياد الفيضانات وغرق عديد من المناطق الساحلية في العالم، ومن ضمنها جزر المالديف وعاصمتها ماليه. وحذرت المالديف، التي يبلغ عدد جزرها 1190، مرارا من أن ظاهرة الاحتباس الحراري تهدد باختفائها عن الوجود. وترتفع جزر المالديف 1.5 متر فوق سطح البحر، الأمر الذي يعني أنه في حال ارتفاع منسوب مياه البحر بمعدل 59 سم كل 100 عام فإن الأمر يحتاج لقرنين لغرق الجزر، إلا أن وتيرة الاحتباس الحراري تزداد بسرعة، ما يعني أن غرقها قد يكون قبل ذلك، إذ زادت نسب تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بين عامي 2012 و2013 بأسرع وتيرة لها منذ عام 1984. وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن الإحصاءات الجديدة تبرز الحاجة إلى معاهدة دولية بشأن المناخ. وانضمت المالديف في السنوات الأخيرة إلى الجهود الدولية لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، وعملت على وضع القضية على الأجندة الدولية من أجل تخفيض درجة حرارة الأرض. وقال أحمد سارير سفير المالديف لدى الأمم المتحدة: "إن تاريخ المالديف الذي يزيد على ثلاثة آلاف عام، واللغة والثقافة والتقاليد يمكن أن يختفي إذا سمح بارتفاع مستوى سطح البحر"، وفق ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.