حققت الإمارات نمواً حضارياً ونهضة تنموية، وصلت من خلالها إلى مصاف دول عالمية متقدمة، محققة أرقاماً قياسية في مجالات شتى، لتصبح نموذجاً عربياً وصل العالمية بإنجازاته، حيث حلت للعام الرابع على التوالي في المرتبة الأولى على قائمة الدول المفضلة للشباب العربي للعيش والإقامة، والنموذج الذي يرغبون أن تحذو بلدانهم حذوه في مجال التنمية والتطور. و لم يكن ذلك ليتحقق لولا جهود قيادة تسعى إلى تحقيق حياة كريمة للإنسان الذي يعتبر المورد الأساسي لعمليات التنمية والتقدم و ازدهار الشعب، وتمكينه في كافة المجالات والأصعدة، لذا اهتمت بالمعرفة التي تعتبر في عصرنا الحالي سلاح القوة، والتي يشق المرء طريقه إليها من خلال القراءة زاد العقول، و نافذة الإطلاع على شؤون وشجون العالم، وتوسع مدارك الإنسان، و تسهم في تغيير نظرته في أمور ومتغيرات الحياة العصرية سريعة الوتيرة، فالأمة التي تقرأ هي التي بفكرها ترقى. من هذا كان تركيز الإمارات على هذه القوة، التي تؤمن بأنها مفتاح رقي و تقدم الشعوب، ولا يغفل قارئ التاريخ عن الإشادة بالجانب المعرفي الذي اهتمت به الدولة العباسية في العصر الأول من عمرها آنذاك، حيث كان محض اهتمامها وهو ما ساهم في تفتق عقول عباسية كانت قوتها المعرفة الثقافية في شؤون الحياة المختلفة لتنشئ بفكرها العقلي دولة عباسية عاشت أطول العصور السياسية التاريخية للعرب. فنحن أمة عرفت بالقراءة، كما جاء في محكم آيات القرآن اقرأ وهي أول الرسائل السماوية.ولأن الإمارات تحرص على أن تتبنى وتشجع وتدعم كل ما من شأنه منح العقول معرفة وتحصيلاً ثقافياً، حيث طرحت ضمن مشاريعها الهادفة، و بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أن يكون عام 2106 عام القراءة لإعداد جيل قارئ من الباحثين و المبتكرين و العلماء والأطباء، وتعزيز التسامح والانفتاح والتواصل، وتبني شعباً متحضراً بعيداً عن التشدد والإنغلاق.