التجميع أو ما أطلق عليه مرشحون «التحشيد»، أصبح الشغل الشاغل للمرشحين قبل يوم الاقتراع، إذ لجأ إليه البعض مع انطلاق الحملات الانتخابية في ١٧ من الشهر الماضي، ولا تعتبر عملية «التحشيد» عشوائية، فهي تعتمد - وفقاً إلى مرشحين - على «عملية حسابية»، من خلال حساب عدد المقاعد في المجلس البلدي، وعدد السكان في الدائرة، ليصل المرشح إلى الحد الأدنى من عدد الناخبين، الذين غالباً لا يقل عددهم عن ٣٠٠ صوت. وما يأتي بعد إتمام العملية الحسابية هو بداية «التحشيد وجمع الأصوات»، إذ يتواصل المرشح مع معارفه وأصدقائه، «مسجلاً جميع الأسماء بالعدد الذي يحتاجه، ويتواصل معهم هاتفياً لضمان أصواتهم، وتذكيرهم قبل يوم الاقتراع عبر رسائل نصية، ليتأكد من وصولهم إلى مركز الاقتراع والإدلاء بأصواتهم»، فيما لا تخلو مراكز الاقتراع من «نواب للمرشحين» يتولون «الترويج للمرشح وسؤال الناخب عن صوته، إلى من سيذهب؟». واعتبر بعض المرشحين عملية «التحشيد»، «غير مجدية» وعزوا السبب إلى «احتمال تغيير الناخب رأيه، في اللحظات الأخيرة وهو في غرفة الاقتراع، إذ لا ضمان للمرشح بأن الناخب سيدلي بصوته له، ولو بكلمة قد يقولها الناخب، ويؤيد بها مرشح من باب الخجل». واتضح من خلال التجربة الحالية، أن ناخبين عملوا مع مرشحين بعينهم، بينما ذهبت أصواتهم إلى مرشحين آخرين». وتابع مرشحون صفحات ناخبين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتبين لهم حجم «الإحجام عن التصويت» أو تشتت الأصوات لدى البعض، والترويج لمرشحين لدى البعض الآخر، الأمر الذي لن يحسم سوى بدخول الناخبين إلى غرفة الاقتراع. وأكد هؤلاء المرشحين، أنه على رغم حرص ومتابعة لجنة الانتخابات، «إلا أن الأمر لم يخل من دخول سلطة القبيلة، وسطوة التيار أو التوجه الفكري الواحد».