نشرت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) أول أمس الجمعة مجموعة جديدة من الصور لكوكب بلوتو، وصفتها بأنها الأكثر دقة حتى الآن التي التقطها مسبار الفضاء نيو هورايزونزأثناء تحليقه فوقأقرب نقطة لهمع بلوتو في يوليو/تموز الماضي،حيثتُظهر تشكيلة واسعة من تضاريسه الجبلية والجليدية. وسلسلة الصور التي التقطها المسبار من مسافة تبعد نحو 16 ألف كيلومتر عن سطح الكوكب ذات دقة تبلغ 7685 مترا لكل بكسل، مما يجعلها -وفقا لناسا- أفضل بست مرات من خريطة بلوتو التي أصدرتها في وقت سابق، وبخمس مرات من صور تريتو -أكبر أقمار نيبتون- التي التقطها المسبار فيوياجر 2 عام 1989. ويرسل نيو هورايزونز الذي لا يتجاوز حجمه حجم البيانو، كل أسبوع بيانات مخزنة على مسجِّلاته الرقمية من رحلته حول بلوتو يوم 14 يوليو/تموز الماضي. وعند وضعها معا، فإن الصور التي نشرت أمس تشكل شريطا بطول ثمانين كيلومترا مليئا بالحفر وحقول الجليد والجبال التي تظهر بشكل واضح جدا كما لو أنها مجرد عرض لإحدى المناطق القطبية مصورة من على متن طائرة مروحية. الحفر كما تبدو على سطح بلوتو الذي حلق المسبارفوق أقرب نقطة منه في يوليو/تموز 2015 (رويترز) ومن جانبه، قال آلان ستيرن الباحث الرئيسي لنيو هورايزونز، من معهد أبحاث الجنوب الغربي في بولدر بولاية كولورادو الأميركية، إن "هذه الصور الجديدة تعطينا نافذة ثورية بدقة فائقة لجيولوجيا بلوتو". وأضاف "لم تتح لنا هذه الجودة لكوكب الزهرة أو المريخ، إذ استغرق الأمر عقودا بعد أول عملية تحليق حولهما، ولكن بالنسبة لبلوتو نجد أنفسنا على الكوكب -هناك بين الحفر وحقول الجليد والجبال- وذلك بعد أقل من خمسة أشهر من التحليق، ببساطة العلم الذي يمكننا القيام به مع هذه الصور أمر لا يمكن تصديقه". ويتوقع علماء البعثة مزيدا من الصور من هذه المجموعة خلال الأيام القليلة القادمة، والتي تبين المزيد من التضاريس بمثل هذه الدقة العالية. ويواصل نيو هورايزونز، الذي استغرقت رحلته إلى بلوتو زهاءعشر سنوات، الانطلاق بسرعة فائقة ناهزت 51.5 ألف كيلومتر في الساعة، لاكتشاف حزام كويبر، وهو الآن على بعد 167 مليون كيلومتر من بلوتو و5.2 مليارات كيلومتر عن الأرض، وكل أنظمته سليمة وتعمل جيدا. وقد بلغت تكلفة هذا المسبارسبعمئة مليون دولار، وهو مزود بسبعة أجهزة تمكنه من التقاط صور مقربة عن تفاصيل سطح بلوتو وأقماره الخمسة وسماتها الجيولوجية وأجوائها. كما أنه مزود بوقود يكفيه لاستكمال رحلته الاستكشافية.