بعد ست مباريات فقط من قيادته للفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتفاق، نجح المدرب الصربي غوران في نقل الفريق من المركز قبل الأخير للمركز الخامس مع نهاية الدور الأول من دوري عبداللطيف جميل دون أن يحصل على لاعبين جدد أو إضافات.. فقط نجح في توظيف اللاعبين الموجودين لديه وإعادة رسم خريطة الطريق للنواخذة.. وبرهن غوران أن العلة التي كان يعاني منها الفريق في بداية الدوري كانت فنية بالدرجة الأولى. بعد النتائج السيئة التي حققها فارس الدهناء في الموسم الرياضي المنصرم ورحيل عدد كبير من الأسماء البارزة والدولية في الخارطة الاتفاقية مثل الحارس فايز السبيعي والمهاجم الدولي يوسف السالم اللذين انتقلا للهلال وصانع اللعب يحيى الشهري الذي انتقل للنصر ولاعب المحور عبدالله الدوسري للفتح وإعارة الظهير الدولي علي الزبيدي للأهلي، حاولت الإدارة الاتفاقية ترميم الفريق وتعديل مساره وإعادته إلى جادة البطولات.. وقامت الإدارة الاتفاقية منذ بداية الموسم بغربلة شاملة للفريق على جميع الأصعدة سواء الإدارية أو الفنية أو العناصرية، وأبرمت الإدارة العديد من الصفقات سواء المحلية أو الأجنبية، فاستبدلت الإدارة الثلاثي الأجنبي العماني أحمد كانو والغاني برنس تاجو والبرازيلي ماركوس برباعي مكون من الدولي الأردني القادم من الفيصلي السعودي ياسين البخيت الذي سبق له أن مثل التعاون السعودي كذلك، والبرازيلي داني والروماني نيكولاي والسنغالي بابا ويغو القادم من الوحدة الإماراتي. وعلى الصعيد المحلي استقطبت الإدارة عشرة أسماء هم حارس الفتح بطل الدوري محمد شريفي ومهاجم التعاون المخضرم محمد الراشد وظهير الاتحاد إبراهيم هزازي ومهاجمي الهابطين لدوري ركاء مهاجم نادي الوحدة إسلام سراج وقائد نادي هجر خالد الرجيب وكذلك صانع ألعابه توفيق بوحيمد، كما تم التعاقد مع ظهير التعاون سلطان اليامي، وكان لأندية دوري ركاء نصيب من التعاقدات الاتفاقية، حيث تم التعاقد مع مدافع نادي أبها ياسر القحطاني ولم تكتف الإدارة الاتفاقية بهذه التعاقدات فقط بل طالت التعاقدات أندية الدرجتين الثانية والثالثة، فتم التعاقد مع لاعب النجمة إبراهيم المطيري ولاعب رأس تنورة خالد الحامضي، وتم التعاقد مع جهاز فني ألماني بقيادة الخبير ثيو بوكير خلفا للمدرب سكورزا.. وأيضا تمت الاستعانة بالخبير صالح خليفة لإدارة الكرة خلفا لخالد الحوار.. كانت المحصلة النهائية أربعة عشر لاعبا منهم أربعة أسماء أجنبية وعشرة أسماء محلية .. وخلال فترة البداية استغنى الاتفاق عن سلطان اليامي وإبراهيم المطيري اللذين لم يقتنع بوكير بإمكانياتهما ولحق بهما خالد الرجيب الذي أبعده المدرب الحالي غوران ..غير أن كل تلك التغييرات لم تكن كافية لتعويض مافقده الاتفاق فساءت نتائجه في بداية الدوري بشكل كبير احتل بسببها المركز قبل الأخير.. وسعت الإدارة لتحسين الوضع فألغت عقد المدرب الألماني ثيو بوكير وتعاقدت مع الصربي غوران مدرب المنتخب الكويتي الأسبق. أثمر هذا التغيير عن صحوة اتفاقية بدأت بثلاثة تعادلات قبل أن يتذوق طعم الانتصارات في ثلاث مباريات متتاليات على حساب الفيصلي والفتح وأخيرا الأهلي ليتقدم مركز الفريق إلى الخامس بـ19 نقطة. أجانب أي كلام وينتقد مدرب المنتخب السعودي للشباب فيصل البدين الرباعي الأجنبي ويصفهم بعديمي الفائدة .. ويقول عنهم :"لايوجد لهم تأثير فني على الفريق حيث لاحظ الجميع جلوسهم غالبا على مقاعد الاحتياط وهذا يدل على عدم فائدتهم للفريق ويجب استبدالهم بلاعبين ينتشلون الفريق ويضيفون له ويكونوا أفضل من اللاعبين المحليين، فما نشاهده حاليا أن المحليين أفضل من الأجانب وهم أقل من طموح المشجع الاتفاقي".. وتابع :"من أكبر الأخطاء المرتكبة هي التعاقد مع بوكير حيث لم تتوافق الإدارة في التعاقد معه وخسر الفريق وقت الاستعداد مع مدرب لم يستمر طويلا، وكثرة التعاقدات أضرت بالفريق من ناحية الانسجام والتفاهم وتحتاج إلى مدرب يستطيع خلق التجانس والتفاهم، ويحسب للإدارة التعاقد مع المدرب الصربي غوران الذي حقق نتائج إيجابية منذ قدومه ماعدا في مباراة واحدة هي مباراة الفتح في كأس ولي العهد على الرغم من أن المستوى كان جيدا لكن الفريق خسر وعمله واضح إنه إيجابي". ويضيف متحدثا عن التعاقدات المحلية :"ليس شرطا أن يشارك جميع من تم التعاقد معه أساسيا، هناك بعض الأسماء تم جلبها لتقوية دكة الاحتياط، فالإدارة تعاقدت مع عدد كبير تعويضا للأسماء التي غادرت للانتقال النهائي أو الإعارة، ويعتبر أبرز تلك الصفقات المحلية إبراهيم هزازي القادم من الاتحاد والحارس محمد شريفي القادم من الفتح أما بقية الأسماء فلم تكن على مستوى الطموح، ولاعبو الاتفاق أفضل منهم وإن كان بعضهم لم يأخذ فرصته بشكل كامل". حلول هجومية من جانبه يثني لاعب الاتفاق السابق والمحلل في القنوات الرياضية السعودية عبدالله صالح على إمكانيات المدرب الصربي غوران، مؤكدا أنه استطاع أن يصنع كرة جماعية في الفريق بعد أن نظم الدفاع الاتفاقي وحل بعض المشاكل الهجومية وأوجد هوية للفريق بشكل عام .. ويقول :"أتوقع أن لديه الكثير ليقدمه لكن يجب استمراره حتى يحصل التجانس ويقوم باختيار اللاعبين الأجانب حسب احتياجاته وليس أن تقوم الإدارة بجلب اللاعبين، حيث لاحظ الجميع الخطأ الذي وقعت فيه الإدارة عندما تعاقدت مع اللاعبين الأجانب قبل التعاقد مع المدرب بوكير وهذه من السلبيات الكبيرة ويجب أن تستفيد الإدارة من هذا الدرس". ويتابع :"تقييمي للمدرب بوكير فهو مدرب ممتاز ويملك تاريخاً حافلاً لكن لم يتوفق للوصول للتكتيك الذي هو يريده، واللاعبون لم يستطيعوا فهم طريقته ولعب بطريقة لاتناسب لاعبينا بينما غوران لعب بطريقته التي تناسب لاعبيه ومانشاهده الآن طريقة 2/4/4 حيث إن حمد الحمد يلعب بجانب بابا ويقو والاتفاق يتميز دائما باللعب بمهاجمين والاعتماد على الأطراف". ويضيف صالح متحدثا عن اللاعبين الأجانب "جميعهم سواء ياسين البخيت أو نيكولاي أو داني لايضيفون للفريق ويمكن الوحيد المقنع هو بابا ويقو فمن الظلم أن يشارك نيكولاي على حساب أحد الشباب مثل كنو أو البراهيم أو يحيى عتين أو حتى البرقان، فأداؤه لايفوقهم وأتمنى أن يتم استبداله بمهاجم أجنبي هداف أو صانع لعب يساند حمد الحمد، وكذلك داني من يتحمل عبء الدفاع جمعان الجمعان وليس داني، بالعكس لاشخصية قيادية ولا أسلوب دفاعي يعتمد عليه ولايوجد تفاهم بينه وبين زملائه ".. ويتابع :"أما ياسين البخيت فأعتقد أنه تم الاستغناء عنه وهذه وجهة نظر المدرب ويجب أن نحترمها مع أنه لايوجد من يلعب أفضل منه في خانته ويجب إيجاد بديل له، أما بابا ويقو فهو ليس رأس الحربة التقليدي الهداف الذي ينهي الهجمة لكنه مشاغب ونشيط ويشغل الدفاع ويجب أن يشارك بجانبه لاعب ينهي الهجمة ويعرف طريق المرمى، الاتفاق اشتهر باختيار الأجانب المميزين في السابق فيجب أن تبتعد العاطفة ويتم إحضار أجانب يصنعون الفارق في الفريق وليس أجانب في مستوى المحليين وربما يكون المحليون أفضل منهم، وأنا لايهمني جنسية اللاعب المحترف سواء برازيلي أو أوروبي أو إفريقي بقدر مايهمني أن من اختاره المدرب وليس اجتهاداً من الإدارة ويكون عطاؤه يخدم الفريق". نجاح محدود ويشدد عبدالله صالح على أن إبراهيم هزازي ومحمد شريفي فقط من نجحا من التعاقدات الجديدة، وأضاف :"رغم أن بداية شريفي لم تكن جيدة بحكم حداثة انضمامه للفريق لكنه اثبت نفسه حاليا ويستعيد ثقته وكذلك هزازي يعتبر مكسباً بغض النظر عن مشاغباته والأشياء الأخرى، أما محمد الراشد يعتبر لاعباً هدافاً وهو من يجب أن يشارك بجانب بابا ويقو لأنه لاعب صندوق وعنده حس تهديفي ويعتبر مكسباً"يتابع :" إسلام سراج وتوفيق بوحيمد أسماء مميزة لكن لانستطيع الحكم عليها لعدم حصولها على الفرصة، وياسر القحطاني كذلك لاعب صغير ولم يمنح الفرصة ومن الممكن أن يعطي الفرصة، وأنا أرى أن تمنح الفرصة لتوفيق بوحيمد .. أما سلطان اليامي وإبراهيم المطيري وخالد الرجيب لاتعليق لأنه تم استقطابهم ومن ثم مخالصتهم دون منحهم الفرصة أو معرفة أسباب استبعادهم، ومن ناحية الشاب خالد الحامضي أعتقد أنه من الممكن أن يكون لاعباً مميزاً في القريب ويحتاج للثقة والفرصة".