واصلت طائرات نظام الرئيس بشار الأسد شن غاراتها على أحياء في مدينة حلب في شمال سورية، الأمر الذي اعتبرته المعارضة السورية دليلاً إلى رفض الحل السياسي وإفشال مؤتمر «جنيف2». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «استشهد 13 شخصاً بينهم طفلان وفتى وسيدة في قصف بالطيران الحربي على مناطق في حي الشعار» الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في شرق حلب كبرى مدن شمال سورية. وأضاف «المرصد» أن عشرين شخصاً قتلوا في الغارات الجوية أول من أمس، هم 12 شخصاً بينهم أربعة أطفال في حي الإنذارات، وثمانية رجال في حي الأنصاري. وقُتل الأحد 76 شخصاً بينهم 28 طفلاً في قصف بـ «البراميل المتفجرة» نفذته القوات النظامية على ستة أحياء في حلب على الأقل، في حصيلة هي من الأكثر دموية منذ لجوء النظام إلى سلاح الطيران في مواجهته مع المقاتلين المعارضين قبل 18 شهراً. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أمس في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» إن «ثمة تصعيداً واضحاً في استهداف المناطق التي تسيطر عليها الكتائب المقاتلة في حلب، وهدفه على ما يبدو خلق الذعر بين السكان في هذه المناطق». وأضاف: «عادة ما يكون القصف المتكرر ناتجاً من نية النظام التقدم»، مشيراً إلى أن غالبية الأحياء المستهدفة في حلب «هي على تماس مع مناطق يتواجد فيها النظام». ويتم إلقاء البراميل من الطائرات من دون أي نظام توجيه، بحسب «المرصد»، ما يتسبب بقتل الكثيرين ويجعل القصف بواسطتها غير دقيق، لكنه، بحسب خبراء عسكريين، أقل كلفة من الصواريخ أو القنابل. من جهته، أفاد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض: «في خرق جديد لميثاق جنيف، قام الطيران الحربي التابع لكتائب الأسد صباح الاثنين باستهداف مدرسة طيبة للتعليم الأساسي، في حي الإنذارات في مدينة حلب مخلفاً 18 شهيداً من الأطفال ومعلمتين وموظف، بالإضافة إلى سقوط 40 جريحاً بعضهم في حالة خطرة، وقد تم الهجوم المتعمد على المدرسة أثناء إخلاء التلاميذ بعد أن استهدفت الطائرات مناطق أخرى في الحي»، مضيفاً أن غارات نفذها الطيران (أول من) أمس على أحياء متفرقة في حلب أسفرت عن سقوط نحو 43 قتيلاً منهم 17 في حي الشعار بينهم 5 أطفال وعدد من الجرحى بالبراميل المتفجرة، فيما لا يزال من الصعب توثيق أعداد وأسماء الكثيرين من الضحايا. وأضاف «الائتلاف»: «تكشف هذه الغارات الممنهجة عن حقيقة الموقف الذي يتبناه النظام من جنيف2 ومن أي حل سياسي، فبعد فشل حملته الأخيرة على حلب وعجزه عن احتلال أي جزء من المناطق المحررة، يشن النظام حملة عشوائية تهدف إلى نشر الفوضى والدماء وتفريغ المناطق التي فشل في دخولها». وكان «الائتلاف» قال إن استمرار النظام بـ «قتل المدنيين في جميع أنحاء سورية ومنع قوافل الإغاثة من الوصول إلى المناطق المنكوبة في سورية والامتناع عن إطلاق سراح المعتقلين يكرس في شكل عملي رفضه للحل السياسي وسعيه الحثيث لإجهاض أي جهود تسعى لإيجاد ذلك الحل». إلى ذلك، أفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن «الجيش السوري الحر استهدف بأربعة صواريخ غراد مدينة القرداحة في اللاذقية غرب البلاد، مسقط الرئيس السوري، وبثلاث صواريخ غراد مطار جبلة ما أسفر عن تحقيق إصابات مباشرة في المكانين المذكورين، حيث شوهدت سيارات الإسعاف تهرع لنقل الجرحى»، مشيرة إلى أن ذلك جاء «ضمن معركة «غزوة الثأر للنبك» التي كان أعلن عنها الحر في وقت سابق». وفي دمشق، شنت قوات النظام هجوماً بقذائف الهاون والأسلحة الثقيلة على مخيم اليرموك جنوب العاصمة «ما أدى إلى اندلاع الحرائق في شارعي اليرموك الرئيسي ولوبية تزامن ذلك مع اشتباكات خاضها الحر ضد قوات النظام على مدخل المخيم». ودارت مواجهات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في حي برزة البلد لدى محاولة الجيش النظامي اقتحام الحي في شمال العاصمة. وتابعت «الهيئة العامة»: «في سياق تطورات المعارك على جبهة مدينة عدرا العمالية، دارت معارك عنيفة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام التي استهدفت المدينة بالقصف العنيف من المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ». وأشارت إلى أن مقاتلي المعارضة قتلوا سبعة عناصر من القوات النظامية قرب جسر النبك - يبرود في القلمون ما أدى إلى تعطل الطريق بين دمشق وحمص في وسط البلاد. وفي شمال شرقي البلاد، أفاد «المرصد» أن «مقاتلاً فجر نفسه بسيارة مفخخة على حاجز البانوراما بالمدخل الجنوبي لمدينة دير الزور مع توافر معلومات عن قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية، في وقت دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في حي الجورة مع توافر أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». الأردن: وفاة لاجئ وطفليه إثر حريق في الزعتري عمان - أ ف ب - توفي لاجئ سوري وطفلاه أمس جراء حروق شديدة أصيبوا بها اثر انفجار أسطوانة غاز في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في شمال الأردن، وفق مصدر طبي أردني. وقال الدكتور سمير المشاقبة، مدير مستشفى المفرق الحكومي، لوكالة «فرانس برس» إن «لاجئاً سورياً (40 سنة) وابنته (3 سنوات) وشقيقها (8 سنوات) توفوا اليوم (أمس) نتيجة حروق شديدة أصيبوا بها إثر حريق في مخيم الزعتري» الذي يقع على بعد نحو 85 كيلومتراً شمال شرقي عمان. وأوضح أن «الأب ياسين الحريري وأطفاله الثلاثة أدخلوا مساء الاثنين إلى المستشفى إثر إصابتهم بحروق مختلفة من الدرجة الثالثة غطت 80 في المئة من أجسادهم نتيجة انفجار أسطوانة غاز في منزل متحرك يقطنوه». وأشار إلى أن «الطفلة الثالثة (12 سنة) حالتها سيئة كذلك وتم تحويلها إلى مستشفى البشير الحكومي في عمان للعلاج». وقال مصدر امني لـ «فرانس برس» إن «الحريق نتج من تسرب غاز أدى إلى انفجار الأسطوانة، وتم إثره إسعاف 4 أصابات، الأب وأطفاله الثلاثة، ونقلهم إلى مستشفى المفرق الحكومي لتلقي العلاج». وتستخدم أسطوانات الغاز المنزلي للطبخ والتدفئة في المملكة. ويستضيف الأردن الذي يملك حدوداً تمتد إلى أكثر من 370 كيلومتراً مع سورية، أكثر من نصف مليون لاجئ سوري منهم نحو 120 ألفاً في مخيم الزعتري شمال المملكة قرب الحدود مع سورية. وتشهد دول المنطقة منذ أيام موجة برد قارس ناتجة من عاصفة جوية ضربتها منذ نحو أسبوع وتسببت بتساقط الأمطار والثلوج وتدني درجات الحرارة على نطاق واسع لا سيما في لبنان وسورية والأردن. وقالت مديرية الدفاع المدني في بيان أمس إنها تعاملت مع 22 حادثاً خلال الأيام الخمسة الماضية أسفرت عن وفاة شخصين وتسجيل 93 إصابة اندرجت في حوادث الاختناق بسبب المدافئ». وحذّرت الأمم المتحدة الاثنين من أن عدد السوريين اللاجئين خارج بلادهم قد يصل إلى حوالى 4.10 مليون لاجئ نهاية 2014 مقابل 2.4 مليون حالياً مع فرارهم بأعداد متزايدة هرباً من النزاع في سورية. ... وطبيب بريطاني في السجن لندن - أ ف ب - توفي طبيب بريطاني كان يعمل كمتطوع في مستشفيات ميدانية في سوريا في السجن بعد أكثر من عام على اعتقاله من قبل نظام الرئيس بشار الأسد، بحسب ما أفادت عائلته لإذاعة «بي بي سي». وعباس خان الذي يبلغ من العمر 32 عاماً، هو جراح عظام من لندن وتم توقيفه في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 في حلب عندما كان متوجهاً لإسعاف جرحى مدنيين. وبحسب شقيقه أفروز، فإن السلطات السورية كانت قد وعدت بإطلاق سراحه هذا الاسبوع قبل أن تؤكد وفاته الإثنين لوالدته الموجودة في سورية منذ أربعة أشهر للمطالبة بإطلاق سراحه. ولم تؤكد وزارة الخارجية البريطانية خبر وفاة الطبيب البريطاني، لكن الوزارة أعربت عن «قلقها الشديد من إعلان وفاة خان أثناء اعتقاله في سورية». وقال أفروز خان إن «شقيقي كان على استعداد للعودة للمنزل، وكان سعيداً وينتظر إطلاق سراحه بفارغ الصبر»، مشيراً إلى أنه لم يتلق أي تفاصيل حول ظروف وفاة شقيقه. وأضاف: «نحن منهارون متأثرون جداً ونشعر بالغضب حيال وزارة الخارجية التي أبطأت خطواتها لنحو 13 شهراً». من جهته، قال ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية: «إذا كانت هذه المعلومات صحيحة، فإن مسؤولية وفاة الطبيب خان تقع عليهم (السلطات السورية) ونحن سنضغط للحصول على إجابات حول ما جرى». وقالت الوزارة إنها طلبت الوصول إلى الطبيب، لكن طلباتها تم تجاهلها. اتفاق بين «الجبهة الإسلامية» و «ثوار سورية» لندن - «الحياة» - وقعت «الجبهة الاسلامية» و»جبهة ثوار سورية» اتفاق مصالحة بينهما تضمن أربعة بنود، بينها أن الجبهتين «إخوة في مسيرة الجهاد». وجاء في الاتفاق الذي وقعه المسؤول السياسي في «الجبهة الإسلامية» حسان عبود (ابو عبد الله الحموي) وقائد «جبهة ثوار سورية» جمال معروف، اتفاقهما على «وقف جميع الحملات الإعلامية بينهما وحذف جميع البيانات السابقة لعدم اعتمادها على الموثوقية، وأن الجبهة الإسلامية وجبهة ثوار سورية إخوة في مسيرة الجهاد وتشكيل لجنة حكم تبت في جميع القضايا الخلافية، وهي مفوضة، وقرارها ملزِم»، إضافة إلى نفي رغبة كل منهما «باستهداف» الآخر. وكانت «جبهة ثوار سورية» أفرجت عن معتقلين احتجزتهم بعد سيطرة «الجبهة الإسلامية» على معبر باب الهوى في شمال سورية قرب حدود تركيا ومستودعات ذخيرة تابعة لهيئة الأركان في «الجيش الحر» للضغط عليها للانسحاب من هذه المواقع. وتشكلت «الجبهة الإسلامية» من ست تنظيمات بينها أكبر أربع تنظيمات، هي «صقور الشام» و «احرار الشام» و «لواء التوحيد» و «جيش الإسلام» قبل أن يشكل معروف تكتلاً من 14 تنظيماً أصغر تحت اسم «جبهة ثوار سورية».