×
محافظة الحدود الشمالية

رفحاء: المسنون يشاركون في صناعة القرار

صورة الخبر

والله إن المرضى الذين يعانون من الأمراض النفسية ويقضون حياتهم في المستشفيات الصحية للعلاج اشك احياناً بأنهم افضل منا عيشاً وراحة نفسية، وما دفعني لهذا الاعتقاد هو أنهم لا يهتمون لما يجري حولهم من أمور تشغل بال المواطن وتجعله مهموم الذهن، وخائفاً مما تخفيه له الأيام من صعاب في حياته اليومية، ومستقبله، ومستقبل ابنائه. ومما يدفع المواطن لهذا الاعتقاد هو ما يراه، ويسمعه، ويقرأه من أخبار ومواقف معكوسة تجري في هذا البلد الذي يسعى القليل من ابنائه لعمل الخير، ومن جانب آخر نجد هناك الكثير من الناس عكس ذلك، بل يسعون لخرابها! فهل يصح هذا الفعل الذي يؤذي من يشاهده، ويسمعه، ويقرأه! وهناك ممن كان يحلم فقط بأن يكون نائباً او عضواً في مؤسسة مهمة يمثل قطاعاً عاماً ولما تحقق مبتغاه، نجده خرج من منزله يجهل كيف يعود إليه! وذلك من جهله بشوارعها، وطرقها والسبب عدم مخالطته بالناس وامتناعه، وعزلته وعدم حضور الفعاليات الاجتماعية والسياسية التي تؤهله لأن يتعرف على مخارج طرق الحياة التي لم يكن يوماً قد سلكها، ومع هذا وبقدرة قادر يتم تنصيبه! وبعد ان يتم اختياره يتعلم كيف يتسلق على الأكتاف ويتصل بمن لديهم القرار في التوظيف والعطاءات من أجل تحقيق مصالحه الشخصية ومصالح أقربائه! وكأنما تندرج ضمن اولوياته في حياته المهنية، والأعظم في ذلك هو من يستقبله ويفتح له ابواب مكاتبه وخزائنه التي أؤتمن عليها من ممثلي الدولة، ومع الأسف الشديد هذا المسؤول يرفض مقابلة من يريد مقابلته حتى ولو كان شخصية مرموقة وصاحب مواقف وطنية وداعماً للمشروع الاصلاحي الذي يقوده صاحب الجلالة الملك حفظه الله إلا ان هذا الشخص ليس لديه وظيفة مرموقة او حساسة في الدولة ولذلك يرفض طلب مقابلته المسؤول! وهنا يأتي الإحباط وقتل العزيمة للانسان الطموح حتى نجده يشكك في نفسه ويعتقد انه مريض عقلي، كما يأتيه الاحساس بأن من يعيش في العنابر الصحية النفسية افضل منه نفسياً! لأنهم لا يكترثون بمن يستقبلهم، هذا الوزير أو ذاك الوزير لأنهم لا يعنيهم في الأمر شيئاً، وهنا يأتي السؤال.. هل نحن نعيش في بلد كل ما فيه معكوس؟!