ظهرت صورة ونشر مقطع فيديو للوحة تعريفية موجودة أمام مشروع إنشاء ملعب بقرية الرفائع شمالي مدينة بيشة بقيمة قاربت ثلاثة ملايين ريال، مما أثار استغراب الأهالي لضخامة قيمة المشروع! ورغم أن بلدية النقيع التابعة لها القرية قالت إن المشروع يشمل إنشاء حدائق وساحات بمبلغ 2997820 ريالاً، وتمت ترسيته على المقاول في منافسة عامة بهذا المبلغ، ويشمل (ملعب الرفائع وملعب الحشرج بكامل تجهيزاتهما، وأرصفة في مدخل النقيع، ودواراً وأرصفة في وسط النقيع، وكذلك أعمال ممشى الرقيطاء بإنارته). وربما تكاسل المقاول باختصار كتابة كل التفاصيل ووضع هذه اللوحة في موقع واحد من ضمن الأعمال المعتمدة بالمشروع، بينما تنص الأنظمة والتعليمات المتبعة على ذكر التفاصيل كاملة، وهي «اسم المشروع وتفاصيله ورقمه وقيمة العقد كاملة، ومدة تنفيذه، واسم الجهة المشرفة، واسم المقاول المنفِّذ». وأن يُنشأ ملعب لشباب القرية فهو حق لهم، ومظهر حضاري تستحقه الرفايع كجزء غال من بلادنا، ولكن تشكيك الأهالي حصل لأن اللوحة خلت من التوضيح سوى صورة مشروع الملعب المستقبلية الذي يدركون أنه لا يستحق صرف كل هذه المبالغ عليه! وكان جديراً بالمقاول احترام إدراك الأهالي وحسهم الوطني وتوضيح بنود الصرف كيلا يكون عُرضة للشبهة والتدقيق. ويبدو أن تنامي الوعي الاجتماعي لدى المواطنين ونشرهم كل ما يسترعي الانتباه ويثير الشك صار رقيباً ومحاسباً في ظل شعورهم بالإحباط من تخاذل هيئة مكافحة الفساد الذي يفترض أن تكون شريكة لأبناء الوطن لمحاربة التجاوزات الإدارية والمالية، بدلاً من عدم تفاعلها مع قضايا الفساد الذي جعل المواطن ييأس ويلجأ لقنوات التواصل الاجتماعي ويجعلها سبيلاً للتشكيك ويحجم عن إيصال البلاغ إلى «نزاهة» وهو ما يعد خللاً يجب عليها إصلاحه ومراجعته. إن استنكار أهالي قرية الرفايع لرصد مبلغ كبير مقابل صورة ملعب محدود يستحق الشكر والإكبار من لدن هيئة مكافحة الفساد الذي يجب عليها تعزيز قيم النزاهة ومقاومة الغش والتدليس، وتدعيم قيم الانتماء الوطني، وتعميق الشعور بالمواطنة، وتنمية الوازع الديني والأخلاقي لنبذ الفساد والشعور بواجب مكافحته. كما أن عليها واجب الجدية بتلقي البلاغات من المواطنين وعدم إلزامهم بالإفصاح عن أسمائهم أو أرقام هوياتهم تحسباً لأي حرج يقعون به أو ضرر قد يلحق بهم! تحية لأهل قرية الرفايع الذين أثارتهم صورة المشروع المبهم وشكراً لحسهم المفعم بالوطنية الحقة. مقالات أخرى للكاتب سقطات الوعاظ !! هندسة المرور الغائبة! المرأة السعودية والإيدز!! يوم القراء التاسع والسبعون محلات النجارة والخطر الكامن!