بعد قصة حب جمعتهما تقدم لخطبتها، لكن بسبب الخلاف على منزل الزوجية هددته بفسخ الخطوبة، فاستدرجها بحجة مشاهدة شقة شقيقته المسافرة مع زوجها إلى الخارج والمعروضة للبيع، وحاول الاعتداء عليها، معتقداً أنها لن تمانع، والدليل من وجهة نظره هو موافقتها على الحضور معه إلى شقة شقيقته الخالية. نهرته بعنف فلم يتراجع وحاول السيطرة عليها فقاومته بشراسة وحاولت الهرب من الشقة، فلحق بها وكتم أنفاسها بيده، سحبها إلى غرفة النوم لكنها بدأت بالصراخ والاستغاثة من جديد وهددته بإبلاغ الشرطة ضده، فقرر التخلص منها حتى لا تفضح أمره، فزاد من ضغطه على رقبتها وخلال ثوان قليلة كانت بين يديه بلا حراك، ووضع جثتها في جوال ونقلها بسيارة أحد أقاربه إلى منطقة المقابر ثم أرسل إلى والدتها رسالة بالمحمول لإخبارها بمكان وجود ابنتها، وهكذا كانت حساباته خاطئة. جمع الطريق المتجه من القرية إلى المدينة بينهما علي يذهب إلى كليته الجامعية، بينما رحاب تتوجه إلى مدرستها. في البداية كان الأمر بالنسبة إليه مجرد تضييع للوقت الذي يمر بطيئاً ولم يكن يخطر بباله أن المسألة يمكن أن تصل إلى هذا الموقف. لكن مع تكرار اللقاء يومياً تحولت النظرات إلى ابتسامات وكلمات وضحكات وهمسات، وشيئاً فشيئاً استجمع شجاعته وصارحها بحبه وتعجب في قرارة نفسه عندما وجدها لا تصده ولا تنهره كما كان يتوقع، فشعر وقتها بأن قلبه لا يسعه من شدة الفرحة، ونشأت بينهما قصة حب بريئة استمرت على مدى عامين كاملين، وأصبح الطريق شاهداً على العلاقة التي تربط بينهما، وجمعت بينهما الأحلام، وأصبحت بالنسبة إليه كل نساء العالم، ولم يعرف فتاة غيرها. تركزت كل أمانيه في الانتهاء من دراسته بأسرع ما يمكن حتى يستطيع تتويج قصة حبه بالزواج. وبالفعل بذل جهداً فائقاً في دراسته ولم يشغله الحب الكبير الذي يشعر به تجاه رحاب حتى حقق نجاحاً باهراً، وكانت فرحته طاغية عندما انتهى من دراسته، وبعد الانتهاء من مدة الخدمة العسكرية التحق بالعمل في إحدى الشركات الاستثمارية براتب كبير، فقرر أن يتقدم لخطبتها، حيث انتهت هي الأخرى من دراستها وحصلت على وظيفة في أحد الأحياء. أبلغ والديه بأنه عثر على العروس المناسبة ففرحا بقرار ابنهما الأكبر حتى يريا أحفادهما ويفرحا بهم، فطلب منها التمهيد لدى والديها ليتقدم لخطبتها، وبالفعل تم تحديد اليوم وتقدم ليطلب يدها فتلقى الإجابة من والديها بالموافقة، تم إعلان الخطوبة في حفل عائلي بسيط في منزل العروس وغادر علي بيت الحبيبة وهو يريد أن يقبل السماء أو يسجد على الأرض شكراً لله، فقد حدث كل ما كان يتمناه، لكن بعد الخطوبة بفترة قصيرة بدأ يلاحظ أن رحاب تتعامل معه معاملة الند للند، وبعقلها لا بقلبها، كما كان يتوقع ويتمنى لكنه تغاضى عن ذلك أملاً في أن تتغير طريقتها في معاملته خلال مدة الخطوبة، لكنه كان واهماً، فقد استمرت معاملتها له على المنوال نفسه من دون أي تغيير يذكر، وعندما دعاها لمشاهدة الشقة التي أعدها في الطابق العلوي بمنزل أسرته لتكون عشاً للزوجية حيث تعيش أسرته في الطابق الأرضي، فوجئ بأنها لم تعجبها، وقررت أنها غير ملائمة، فحاول أن يقنعها لكنها لم تقتنع وأصرت على موقفها وأن الشقة لا تصلح للزواج فيها، ووصلت الخلافات بينهما إلى طريق مسدود، ولاحظ علي نفورها منه وعدم الحرص على استقباله عندما يحضر لزيارتهم، وفي النهاية أعلنت أمام والديها عن رغبتها في فسخ الخطوبة، فلم يتمالك نفسه وانهال عليها بألفاظ السباب وألقى في وجهها دبلة الخطوبة وغادر المنزل غاضباً. بعد عدة أيام كان علي قد هدأ وأدرك أنه لن يستطيع التخلص من حب رحاب، رغم المحاولات المضنية التي بذلها، فقد ظلت ذكرياته معها تراوده ومرت عليه الأيام من دون أن يذق خلالها الطعم الحقيقي للنوم. ولم يمر يوم من دون أن يتذكرها، فقرر أن ينهي هذا الموقف بأي طريقة ومهما كانت النتائج، انتظرها أثنا خروجها من عملها، وبمجرد ظهورها أندفع إليها ولم يترك لها الفرصة لإبداء رأيها وجذبها من يديها حتى سارت معه، طالبها بسرعة إتمام الزواج لكنها التزمت الصمت، وعندما ألح عليها وحاول تذكيرها بالحب الذي جمع بينهما فوجئ بعلامات الغضب تبدو عليها، وطلبت منه بحسم عدم التفكير في هذا الأمر مطلقاً مرة أخرى حفظاً لماء وجهه، وتركته وانصرفت غاضبة، وعندما وجد أمله يتسرب من بين يديه وحلمه يتبخر قرر أن ينقذ حبه من الموت، وأن يدافع عنه بكل جهده، إما أن ينجح وإما سيكون له تصرف آخر. اتصل بها هاتفياً وأخذ يعتذر لها ويعاتبها على كلماتها القاسية ويعدها بالبحث عن شقة أخرى في أقرب وقت، وأمام كلماته المعسولة وافقت على عدم فسخ الخطوبة وأعطته مهلة لتدبير شقة أخرى مناسبة. تلقت الشرطة بلاغاً بالعثور على جثة رحاب (22 سنة موظفة)ملقاة في جوال بمنطقة المقابر، فأسرع رجال المباحث إلى مكان العثور على الجثة وبمعاينتها تبين إصابتها بسحجات وكدمات في مختلف أجزاء الجسم وآثار مقاومة بأظافر القتيلة، ما يرجح أنها قاومت القاتل، كما تبين تمزق ملابسها ما يشير إلى تعرضها للاعتداء. لكن تقرير الطبيب الشرعي أكد أن القاتل لم يتمكن من ذلك، وأفادت والدتها بأنها تلقت اتصالاً على هاتفها المحمول من مجهول يفيد بوجود ابنتها في المقابر، فأسرعت إلى هناك حيث عثرت عليها متوفاة، فقامت بنقلها إلى المستشفى ولم تتهم أو تشتبه في أحد بالتسبب بذلك، كما نفت وجود خلافات مع آخرين يمكن أن تكون دافعاً للجريمة. تم تشكيل فريق بحث لكشف غموض الحادث، وتبين أنها مخطوبة لمهندس شاب بعد قصة حب كبيرة جمعت بينهما على مدى أكثر من عامين علم بها الجميع، لكن حدثت بينهما خلافات في الآونة الأخيرة بسبب اعتراضها على منزل الزوجية مع والديه ورغبتها في الإقامة في منزل مستقل، وأن خطيبها علي كان آخر من شوهد معها، حيث تقابل معها أثناء خروجها من عملها ما يرجح ضلوعه في الجريمة. تم ضبط المتهم وتبين وجود آثار جروح على يده من آثار مقاومة المجني عليها، وبمواجهته انهار وأدلى باعتراف تفصيلي عن الجريمة البشعة التي ارتكبها، وأنه في يوم الحادث انتظرها أثناء خروجها من عملها وأخبرها بأن شقيقته المسافرة مع زوجها للعمل في الخارج تعرض شقتها للبيع بثمن مناسب، وطلب منها اصطحابه حتى تراها قبل أن يشتريها إذا أعجبتها، فوافقت وسارت بصحبته حتى وصلا إلى المنزل ودخلا معاً وأخرج مفتاح الشقة من جيبه وقام بفتح الباب ودعاها للدخول، شعرت رحاب بالخوف وحاولت التراجع، لكنه أقنعها بأنها مجرد لحظات قليلة، لكنه فوجئ بالمقاومة العنيفة منها التي لم يكن ينتظرها، ونهرته بعنف وصرخت في وجهه، ومع ذلك لم يتراجع وحاول السيطرة عليها بالقوة لكنها لم تستسلم ودفعته بكل قوتها فسقط على الأرض، ثم حاولت إطلاق صيحات الاستغاثة وهي تجري في اتجاه باب الشقة إلا أنه كان أسرع منها فلحق بها وكتم أنفاسها بيده بكل قوة حتى لا تستمر في إطلاق صيحات الاستغاثة، فسقطت على الأرض، فسحبها إلى غرفة النوم وبدأت بالصراخ والاستغاثة من جديد فلم يجد وسيلة لإسكاتها إلا لف غطاء الرأس حول عنقها، مهدداً إياها بالقتل لو استغاثت، لكنها لم تهتم بتهديده وصرخت في وجهه، وأخذت تهدده بإبلاغ الشرطة ضده، وعندما فشل في تهدئتها قام بكتم أنفاسها لمنعها من الصراخ حتى لا يشعر الجيران، لكنها لفظت أنفاسها بين يديه لتتحول إلى جثة هامدة في لحظات. أفاق على بشاعة الجريمة التي ارتكبها، فكل ما كان يخطط له هو إذلالها وتحطيم كبريائها فوجد نفسه قد تحول إلى قاتل، انتظر إلى أن حل المساء ووضع الجثة في حقيبة سفر كبيرة وحملها في سيارة قريبه إلى منطقة المقابر، وانصرف بالسيارة وترك الحقيبة وبداخلها الجثة وغادر المكان مسرعاً ثم اتصل بأمّها بعد أن غير صوته. اصطحبت النيابة المتهم إلى مسرح جريمته في حراسة أمنية مشددة وأجرى معاينة تصويرية للحادث اعترف خلالها بتفاصيل جريمته وملابساتها ودوافعه لارتكابها، فأمرت النيابة بحبسه على ذمة التحقيق بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، والشروع في الاعتداء على المجني عليها، وأحالته إلى محكمة الجنايات وطالبت بإعدامه.