عندما كانت الطلقات تنهمر من البنادق التي يحملها أفراد خلية باريس الإرهابية، ويسقط جراءها الموجودون في مسرح الباتكلان، كان الإرهابيون يصوتون عبر رصاصهم المنهمر في صناديق اقتراع الانتخابات الفرنسية، وتحديداً لصالح حزب الجبهة الوطنية المتطرفة، بقيادة ماري لوبان التي فيما يبدو كانت الوحيدة التي تبتسم في تلك اللحظات، وهي ترى أن إرهابيي داعش مهدوا لها الطريق نحو قصر الإليزية، الذي حلمت به هي ووالدها المتطرف الآخر لسنوات، ولكن صار حلمها أقرب ممّا مضى بحسب النتائج الأولية التي أعلنت في فرنسا. وكشفت تقديرات وزارة الداخلية الفرنسية عن أن الحزب اليميني، حقق تقدماً قياسياً على الأحزاب التقليدية في الجولة الأولى من الانتخابات المحلّية، بأكثر من 28% وحل الحزب بالطليعة في ست مناطق على الأقل من أصل 13 بالدورة الأولى من انتخابات المناطق. وسارع الحزب الاشتراكي الحاكم الذي حل ثالثاً في هذه الجولة إلى إعلان انسحابه من منطقتين رئيسيتين على الأقل بالدورة الثانية من انتخابات المناطق المقررة يوم 13 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بهدف تشكيل سد جمهوري لمنع اليمين المتطرف من الفوز بها. وأعلن الأمين العام للحزب الاشتراكي جان كريستوف كامباديليس أن حزبه سيسمح للاشتراكيين بتأييد المحافظين في المنطقتين بجولة الانتخابات الثانية الحاسمة التي تجري الأحد المقبل. قال كامباديليس، في كلمة بمقر الحزب في باريس: إن الحزب الاشتراكي سيساعد على وضع حاجز أمام اليمين المتطرف بالمناطق المعرضة لخطر من الجبهة الوطنية، والتي تراجع فيها اليسار أمام تقدم اليمين. من جهته، سارع زعيم المعارضة اليمينية الرئيس السابق نيكولا ساركوزي إلى رفض أي تحالف مع اليسار بالدورة الثانية من هذه الانتخابات لقطع الطريق أمام اليمين المتطرف، ما قد يزيد من فرص حزب الجبهة الوطنية في تعزيز نتائجه بالدورة الثانية. ورفض ساركوزي أي اندماج مع الاشتراكيين وأي سحب للوائح حزبه (الجمهوريين) الذي قال إنه يمثل البديل الوحيد الممكن بالمناطق التي قد يفوز فيها حزب الجبهة الوطنية. وترى صحيفة الغارديان أن ماري لوبان زعيمة الحزب، نجحت في إزالة العقبات التي كانت تقف في طريق الحزب بالابتعاد عن العنصرية، ومعاداة السامية، لكن مازال الحزب متشدداً تجاه الإسلام والهجرة وأن هجمات باريس جعلت شواغل الناخبين هي اللاجئين، والأمن، والإسلام والهوية الوطنية، وأن لوبان استثمرت جيداً في هذه الشواغل، واستفادت من مزاج الخوف والغضب من هجمات باريس، وصعدت حملتها باتجاه الأمن، والربط بين الإرهاب والهجرة. ويذكر الجميع تصريح لوبان في الاجتماع الحاشد في مدينة كورسيكا: لتستحق الجنسية الفرنسية، عليك أن تتكلم الفرنسية، وتناول الفرنسية وتعيش على الطريقة الفرنسية. بينما قالت ابنة أختها ماريشال- لوبن، والتي تعد أكثر تطرفاً من خالتها واكتسحت الانتخابات الأخيرة بحصولها على 40% من الأصوات أن المسلمين لا يمكن أن يكونوا فرنسيين إلا إذا اتبعوا طريقتنا في الحياة الموروثة من التقاليد المسيحية في فرنسا. وهو ما دعا رئيس الوزراء الاشتراكي مانويل فالس إلى وصف حزب لوبان بالعنصرية ومعاداة السامية محذراً من أن فوز هذا الحزب سيفتح أبواب الجحيم على فرنسا، ودعا أنصار الحزب من اليساريين إلى دعم حزب ساركوزي اليميني المعتدل، لمنع لوبان من تحقيق انتصار سياسي. لكن إذا أمعنا النظر جيداً نجد أن الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند ارتفعت شعبيته بعد رد فعله المتشدد على هجمات باريس، إلا أن ذلك لم يترجم إلى زيادة في نتائج حزبه نتيجة لارتفاع معدلات البطالة، والتدهور الاقتصادي، وهو ما يشير إلى أن ماري لوبان، استفادت من هجمات باريس لكنها لم تكن الرافع الأساسي لتحقيقها هذه النتيجة القياسية، ففشل حزب هولاند في إقرار سياسات اقتصادية صب في مصلحتها وهو ما نلحظه عبر النتيجة الشخصية التي حققتها لوبان في المنطقة الشمالية (نور بادو- كاليه -بيكاردي) التي تعد من أفقر المناطق في البر الفرنسي، والتي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين. وحصدت لوبان 40% من أصوات هذه المنطقة التي تضررت من إغلاق الصناعات الثقيلة، وكانت تقليدياً معقلاً لليسار، لكن ارتفاع معدلات البطالة والفقر ساعد لوبان كثيراً في بناء قاعدة انتخابية لها، إضافة إلى استفادتها من أزمة اللاجئين الذين يعيشون داخل خيام في غابات هذه المنطقة، وهو ما ساعدها لتحصل على 50% من الأصوات في منطقة كاليه التي يوجد بها المهاجرون المتطلعون لدخول بريطانيا. أنت لست مسلماً إذا عبرنا بحر المانش باتجاه بريطانيا نجد أن الصورة مختلفة تماماً، رغم تأثر شعبها البالغ لهجمات باريس، ومحاولة أحد المسلمين طعن مواطنين بريطانيين في محطة المترو في ليتونستون، شرقي لندن مساء السبت، وأصاب ثلاثة أشخاص على الأقل بجروح، أحدهم إصابته خطرة، وقال قائد شرطة مكافحة الإرهاب ريتشارد والتون في بيان: نحن نتعامل مع الأمر على أنه عمل إرهابي، أدعو الناس للبقاء هادئين، ولكن في نفس الوقت متيقظين ومتنبهين. إلا أن ردة الفعل الشعبي العام كانت مختلفة جداً، حيث انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاق أنت لست مسلماً يا صاح وهو المستوحى من عبارة رجل الشرطة الذي قام بتوقيف الإرهابي، وعبر الكثير من البريطانيين عبر هذا (الهاشتاق) عن إدانة الإرهابيين والتفريق بينهم وبين جموع المسلمين في بريطانيا، وهو ما يعد انتصاراً على دعاة الإرهاب الذين يغزون مشاعر الإسلاموفوبيا بتصرفاتهم الإجرامية، ويكشف في الوقت نفسه الوعي الكبير الذي يتمتع به الشعب البريطاني تجاه مثل هذه القضايا. لكن الصورة ليست وردية بشكل كامل إذا نظرنا إلى إلقاء الشرطة القبض على كريغ والاس (23 عاماً)، وهو أحد الإنجليز الذين تحولوا إلى الإسلام من المسيحية ثم انحدر نحو الإرهاب وقام بكتابة تدوينة على موقع فيس بوك، يهدد من خلالها النائبة شارلوت ليزلي من حزب المحافظين عن منطقة بريستول، حيث كتب لها أنا سوف آتي إليك وأحطم نوافذ منزلك وسألقي قنبلة على سريرك مع بعض الألفاظ النابية لشارلوت لتصويتها لصالح الضربات الجوية في سوريا، واعتبرت الشرطة هذا تهديداً جدياً خاصة أن المتهم عرف عنه التطرف والترويج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لكن يمكن اعتبار ذلك حادثاً معزولاً خاصة إذا نظرنا إلى العريضة التي وقع فيها 250 ألف بريطاني، طلبت من الحكومة البريطانية حظر المرشح الجمهوري المثير للجدل بتصريحاته المعادية للمسلمين دونالد ترامب من دخول بريطانيا. وقالت العريضة لقد حظرت المملكة المتحدة دخول العديد من الأفراد نسبة لخطاب الكراهية الذي يبثوه ويحق لوزارة الداخلية البريطانية منع أي شخص من دخول البلاد إذا كان يبث خطاب الكراهية بين الناس. هجوم من داخل البيت عند وصولك إلى الولايات المتحدة هذه الأيام، ستجد أن جميع محطات التلفزيون، والصحف وعلى الطرقات، يدور حديث واحد عن يمينية وتطرف المرشح الجمهوري دونالد ترامب، بعد أن ظهر على سطح حاملة طائرات من الحرب العالمية الثانية التي تعد معلماً سياحياً وترسو على يورك تاون، ويفجر من خلالها قنبلته السياسية، وهو يقول: سأمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة حال فوزي بالرئاسة، ومن المفارقات أن ترامب ألقى بحديثه السمج هذا وهو يبعد أمتاراً من جسر آرثر رافينيل الابن الذي أصبح رمزاً للوحدة الوطنية، والذي قامت عليه أكبر تظاهرة جمعت البيض والسود في جنوب كاليفورنيا، احتجاجاً على مذبحة الكنيسة التي راح ضحيتها تسعة من السود. وفور انتشار تصريحات ترامب سارع منافسوه في الترشح عن الحزب الجمهوري للرئاسة للهجوم عليه، حيث اعتبر المرشح ليندسي غراهام، هذه التصريحات بأنها تعرض الجنود الأمريكيين حول العالم للخطر. وقال مخاطباً أنصار ترامب في مقابلة حصرية أما ما تشترونه من ترامب فهو أنه شخص عنصري مصاب برهاب الأجانب والديانات، هو لا يمثل حزبياً ولا يمثل القيم التي يقاتل من أجلها جنودنا، كنت في سلاح الجو ل33 عاماً وتقاعدت في يونيو، وعلى فكرة ترامب هو رجل داعش للعام. وأضاف: القيادة الدبلوماسية والنواة العسكرية، وهم قلقون من هذا، لأن الأعداء من الممكن أن يستخدموه ضدنا، لدينا رجال ونساء في مناطق خطرة بمختلف مناطق العالم، وخصوصاً في الشرق الأوسط. رغم الغضب الذي أثارته تصريحات ترامب، إلا أنه لم يعدم من يناصره في أوساط الإعلام المحافظ الأمريكي، رغم الاحتجاجات التي صدرت في أوساط محافظة أمريكية. حيث قال المعلق السياسي المحافظ، راش ليمبو، صاحب البرنامج الإذاعي الشهير في أمريكا، إن مقترح ترامب فاشي وغير دستوري معتبراً أن المرشح الأمريكي يتلاعب بوسائل الإعلام مثل الكمنجة ويطرح مقترحات يدرك بأن الإعلام سيقوم بتناقلها بشكل محموم وسريع، غير أنه رأى بأن المرشح المثير للجدل تمكن من التمايز ضمن المتنافسين على المنصب. ورأى ليمبو أن مناصري ترامب يعرفون بأن تصريحاته تلك قد لا تكون أكثر من تعليقات صاخبة تشكل جزءاً من استراتيجية الترشيح وهو يدرك بالمقابل أنهم ينتظرون منه مواقف مماثلة مضيفاً: كل هذا الصخب وهذه القنابل هدفها امتلاك وسائل الإعلام والسيطرة على الأخبار فيها، وهذا يعيد تشكيل وسائل الإعلام كل يوم. الغضب العارم في أوساط الجمهوريين ربما يحرم ترامب من تمثيل الحزب في انتخابات الرئاسة، لكن ما تقشعر له الأبدان هو أن المسح الذي قامت به إحدى المؤسسات البحثية خلص إلى أن 68٪ من مؤيدي ترامب من الجمهوريين قالوا إنهم سيصوتون لصالحه لو أبعد من الحزب الجمهوري واضطر لدخول المنافسة على الرئاسة بصفته مستقلاً. نظرية المؤامرة سبق لترامب أن قدم التبرعات لحملات الديمقراطيين الانتخابية، بينما حضر آل كلينتون شخصياً حفلة زفافه، وهناك علاقة صداقة تربط بين ابنته إيفانكا، وابنتهما تشيلسي، ودفعت هذه العلاقة القديمة بين الجانبي سائر المرشحين الجمهوريين إلى بدء التحدث همساً عن خدمات يقدمها ترامب لكلينتون من خلال تصريحاته التي تصب بشكل كبير في صالحها من خلال استثارة غضب الكثير من الشرائح الاجتماعية ضد الجمهوريين وطروحاتهم. وفي هذا الإطار، قال المرشح الجمهوري المنافس لترامب، كارلي فيورينا، في تعليق له عبر حسابه بموقع تويتر حول تصريحات ترامب حيال المسلمين: دونالد ترامب هو هدية عيد الميلاد المقدمة لهيلاري كلينتون في حين كان المنافس البارز الآخر على الترشيح الجمهوري، جيب بوش، أكثر وضوحاً في تعليقه بتوتير قائلاً: ربما توصل ترامب إلى اتفاق مع صديقته هيلاري كلينتون، الاستمرار بهذا الطريق سيضمن لها الوصول إلى البيت الأبيض. بينما سارعت كلينتون للاستفادة من تصريحات ترامب في النيل من جميع مرشحي الحزب الجمهوري عبر ربط مواقف ترامب بغيره من المرشحين الآخرين للانتخابات الرئاسية لعام 2016، والذين أظهروا آراء مشابهة ضد المسلمين، مثل بن كارسون الذي قال إنه يجب على المسلمين ألاّ يترشحوا للرئاسة الأمريكية، والسناتور ماركو روبيو الذي قال إنه سيغلق المساجد التي تساهم بتشجيع التشدد بين المسلمين، والحاكم السابق لولاية كاليفورنيا، جيب بوش، والسناتور تيد كروز، لأنهما أصرا بأنه يجب السماح للسوريين المسيحيين فقط دخول الولايات المتحدة. جافني رائد الإسلاموفوبيا بعيداً عن الضجة التي أثارتها تصريحات ترامب والتصريحات المضادة لها نجد أن الرجل لم يخترع كراهية الإسلام في الولايات المتحدة. فعند النظر إلى استطلاع مؤسسة بيو للأبحاث العام الماضي، والتي طلبت من الناس ترتيب تقبلهم للديانات جاء الإسلام في المرتبة قبل الأخيرة رقم 40 وخلفه في المركز الأخير الملحدين بالرقم (41). وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تقدم معهد البحوث العامة للأديان في أمريكا بسؤال مفاده هل قيم الإسلام على خلاف مع القيم الأمريكية وطريقة الحياة فيها وافق نحو 56% من جميع الأمريكيين على أن القيم الإسلامية لا تتفق مع القيم الأمريكية. وارتفعت النسبة لدى جمهور ترامب لتصل إلى 76%، وكان ترامب في تبريره لتصريحاته المعادية للمسلمين قال إنه استند إلى استطلاعات مركز السياسة الأمنية (CSP)، وهو مؤسسة بحثية مقرها واشنطن العاصمة، يترأسها مسؤول بوزارة الدفاع في إدارة ريغان واسمه فرانك جافني، والتي أظهرت أن 25% من المسلمين الأمريكيين اتفقوا على أن العنف ضدهم في الولايات المتحدة له ما يبرره باعتباره جزءاً من الجهاد العالمي و51% من الذين شملهم الاستطلاع اتفقوا على أن المسلمين في أمريكا يجب أن يكون لهم الخيار في الاحتكام لنصوص الشريعة الإسلامية. لكن اليك فاوندر في مجلة فورين بوليسي، هاجم تبريرات ترامب باعتماده على استطلاعات مركز جافني واعتبر أن المركز يتبع منهجية مشكوكاً فيها في الاستطلاعات، وأن لفرانك جافني تاريخاً طويلاً في معادة المسلمين ونظريات المؤامرة التي تتبعها، وأن جافني الذي يعد الممول الأول مادياً وبالأفكار لحملة ترامب هو الذي يغزى الإسلاموفوبيا في أمريكا، وقال الكاتب في فورين بوليسي: في الواقع، لا يحتاج المرء أن ينظر كثيراً ليرى أوجه التشابه الوثيقة بين السياسات المعادية للمسلمين التي يروج لها جافني والبيانات الخارجة من حملة ترامب، وكان جافني علق على تصريحات ترامب بمنع دخول المسلمين بالقول إن تعليق المزيد من هجرتهم هو الحكمة بعينها، ويرى الكاتب الكبير اوين جونس في صحيفة الغارديان أن تصريحات ترامب مؤثرة وتهدد ليس أمن الولايات المتحدة، ولكن في خارجها أيضاً، لذا دعا لعدم التهاون معها وأن تصريحاته تدفع غير المتطرفين من المسلمين للارتماء في أحضان داعش. لكن مع هذا زعم ترامب، أن أصدقاءه من المسلمين يشعرون بالسرور حيال المواقف التي أطلقها وطالب عبرها بحظر دخول المسلمين إلى أمريكا، مضيفاً أن تلك التصريحات مهمة المسلمين، وأن شخصية مهمة جداً من الشرق الأوسط اتصلت به لتؤكد له ذلك، كما رفض تشبيهه بهتلر أو اتهامه بالإسلاموفوبيا. وعن طبيعة الأمور التي يرغب في معرفتها بالضبط عن المسلمين قال ترامب: أريد معرفة سبب وجود كل هذا الكره والبغض، ولماذا يريد أحدهم قيادة طائرة وتحطيمها عبر صدمها ببرج التجارة العالمي، من أين يأتي هذا الكره وما سببه؟ يجب اكتشاف هذا الأمر لأن لدينا مشاكل، فعندما نفرض مراقبة على المساجد - وهو أمر جر عليّ الكثير من الانتقادات - ولكن الناس اليوم تطالب به، وعندما قلت إن علينا دراسة ما يحصل تعرضت لانتقادات، ولكنني لم أكترث، أتعرف لماذا؟ لأنني على حق. وحول التطبيق العملي المفترض لمقترحه بحال توليه الرئاسة قال ترامب: يجب أن يمر المرء بسلسلة من التحقيقات والمعاملات الورقية، ويجب معرفة من أين يأتي إلينا، ولكن لا يمكننا السماح بدخول المتشددين القتلة إلى بلدنا، لا يمكننا ذلك، لدينا ما يكفي من المشاكل. خسارة مالية وسياسية تصريحات ترامب لم تجر عليه خسارة سياسية، ولكن صارت تهدد أعماله التجارية، حيث ردت مجموعة لاندمارك الإماراتية، إحدى أكبر شركات تجارة التجزئة بالشرق الأوسط، على تصريحاته المسيئة بإعلانها سحب منتجاته من متاجرها. وكانت لاندمارك قد أبرمت اتفاقاً حصرياً مع دونالد ترامب هوم ماركس إنترناشيونال لبيع منتجات ترامب هوم، بما في ذلك أدوات الإضاءة والمرايا وصناديق المجوهرات، في متاجر تابعة لها في الكويت والإمارات والسعودية وقطر. وقال الرئيس التنفيذي، ساشين مندوا: في ضوء التصريحات الأخيرة للمرشح الرئاسي (المحتمل) في وسائل الإعلام الأمريكية، علقنا بيع كل منتجات سلسلة ترامب هوم، وسخرت قناة (سي.ان.ان ) من تصريحات ترامب المعادية للمسلمين في حين أن إقرار الذمة المالي له يكشف عن أن جزءاً من ثروته تكون في بلاد ذات أغلبية مسلمة وتوقعت انحسار أعماله خاصة في أذربيجان، حيث يمتلك برج ترامب انترنايشونال في باكو الذي يدر عليه 2.5 مليون دولار سنوياً، إلى جانب أبراج ترامب في منطقة سيسلي بأسطنبول، هي عبارة عن برج سكني مكون من 40 طابقاً التي جنى منها بين مليونين وخمسة ملايين دولار.