دخول مجلس التعاون الخليجي بثقله للمشاركة في إيجاد حل للأزمتين السورية واليمنية، والتوصل إلى اتفاق سياسي بدلاً من حالة الحرب التي تعيشها الأطراف المتنازعة من شأنه أن يكون عنصراً مساعداً بشكل كبير في مساعدة هاتين الدولتين على الوصول إلى نقاط التقاء يمكن الانطلاق منها إلى حلول أشمل، وقد كانت كلمة خادم الحرمين الشريفين في الجلسة الافتتاحية للقمة الخليجية السادسة والثلاثين في الرياض أمس، واضحة في رغبة المملكة، ومجلس التعاون الخليجي في دعم الحل السياسي للأزمتين السورية واليمنية. وعلى هامش أجواء القمة الخليجية أمس، كان لافتاً الحضور اليمني والسوري في العاصمة السعودية الرياض، وذلك الزخم الذي شهدناه في الرياض يؤكد أن هناك نية صادقة ورغبة قوية، وعملاً جاداً لمساعدة الأشقاء من حولنا، وهذا الدور الخليجي ليس بالغريب على دول المجلس التي لطالما عملت على إطفاء الحرائق التي يشعلها البعض في المنطقة، والمهم في هذا الجهد الخليجي هو أن يستمر بنفس الزخم والحماس، والأمر الآخر المهم، هو أن تدرك أطراف النزاع في تلك الدول المسؤولية الملقاة على عاتقها في حل أزماتها، وذلك بالتركيز على البحث عن نقاط اتفاق، وعن حلول، بدلاً من التركيز على نقاط الخلاف وإثارة مشكلات إضافية. وفي خضم انشغال دول المجلس التعاون الخليجي بأزمات المنطقة، وخلافات الأشقاء أصبح من المهم جداً ألا تنسى هذه الدول التحديات التي تواجه كيان مجلس التعاون الخليجي، وأن تدرك أن عليها مسؤولية الاهتمام بالبيت الخليجي، فمجلس التعاون الخليجي ككيان سياسي عانى الكثير من التحديات، وأحياناً الخلافات والاختلافات بين أعضائه، وكادت تلك الخلافات في بعض الأحيان أن تشق الصف الخليجي لولا حكمة قادة دول المجلس، وهذا ما يدعونا لأن نؤكد أن تركيز دول المجلس على المصلحة الخليجية المشتركة أصبح أمراً لا يمكن تجاهله، ويجب في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة والخطيرة أن تأتي المصلحة الخاصة لكل دولة بعد المصلحة الخليجية، وليس في ذلك جدال، لأن الحقيقة التي نراها أن دول الخليج لا تعيش ترفاً من الوقت كي تضيعه في التفكير في مصالحها القطرية، بل تعيش تحديات صعبة، وعليها جميعاً بذل قصارى الجهد لتعزيز التعاون بين دولها، وإن التأخر في ترتيب البيت الخليجي يعني إعطاء فرصة أكبر للأخطار التي تهدد هذا البيت.