بلا شك فإن الملفات الخليجية أمام قمة الرياض كبيرة ومتعددة وخطيرة ويجب أن نتشارك جميعًا كدول في حملها وحلها، ويأتي في مقدمة ذلك ما تفضل به حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في تصريحه لدى وصوله الى الرياض أمس للمشاركة في قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي يعبر بروح عالية عن شعور كل مواطن خليجي مخلص في السمو بالتعاون الخليجي إلى مرحلة التكامل والاتحاد. وأمام المخاطر الداهمة والمتغيرات والتطورات المتسارعة على الساحتين الإقليمية والدولية فقد أكد جلالة الملك المفدى في تصريح جلالته أن هذه التحديات تحتّم علينا انسجامًا وتنسيقًا عاليًا في التحرك الخليجي؛ تعزيزًا للتعاون المشترك، وعملاً دؤوبًا لتفعيل وتطوير دور مجلس التعاون، على نحو يستشعره المواطن الخليجي في تحقيق آماله وتطلعاته في التقارب والتلاحم والتعاون، ويسمو به إلى التكامل والاتحاد. فمنذ تدشين مجلس التعاون لدول الخليج العربية فإن الهدف كان الوصول إلى التكامل والاتحاد، والبحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه تؤمن إيمانًا كبيرًا بهذا الهدف الأسمى، وتزداد قناعة يومًا بعد الاخر بهذا الكيان الخليجي الواحد المشترك، وهذا ما أكد ويؤكد عليه جلالة الملك في مختلف المناسبات من تمسك البحرين بنهج التكامل والاتحاد، سلوكًا وعملاً، وأنه لا تراجع عن هذا الهدف في مختلف الظروف والأحوال باعتبار أن هذا الكيان الخليجي المشترك أحد الثوابت الرئيسية التي يجب أن لا نفرّط فيها. إن مجلس التعاون يجب أن يظل هو مرجعيتنا التي نعود إليها لكي نبحث في طيّاتها وبين بنودها ومقرراتها، ما يعيننا على أن نزيل العثرات ونستكمل مسيرتنا نحو التكامل والاتحاد. وإننا في الوقت الذي نهنئ فيه الأشقاء في المملكة العربية السعودية بترؤسهم الدورة القادمة لمجلس التعاون، فإننا على ثقة في قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية رئيس الدورة القادمة في تفعيل القرارات اللازمة والتي تلبي طموحات وآمال شعوب مجلس التعاون كافة في التلاحم والتكاتف والتكامل وصولاً إلى الاتحاد المنشود.