شدد القائم بأعمال السفارة الأميركية لدى لبنان السفير ريتشارد جونز بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، على أهمية «الانتخابات الرئاسية في لبنان وتأثيرها على سير عمل المؤسسات الدستورية لما فيه خير الشعب اللبناني». ووصف اللقاء مع الراعي بأنه «ودي، تخلله الحديث عن الوضع في المنطقة وتحديداً الوضع في لبنان، وتم التركيز على المرحلة السياسية الحالية التي تحتاج الى انتخاب رئيس للجمهورية، وتوافقنا تماماً على أنه حان وقت إجراء الانتخابات الرئاسية وعلى الأحزاب المعنية أن تعمل معاً وتختار رئيساً للبلاد. ولا يجوز وضع العراقيل على طريق هذه العملية. وكان هناك توافق على أن الوضع الحالي يسوده ارتباك وأن على الأطراف إتمام الحوار في ما بينهم للوصول إلى انتخابات رئاسية». وقال جونز: «نعتقد أن موعد إجراء الانتخابات هو الآن، لأن استمرار تعطيل عمل المؤسسات والفراغ لا يناسب أحداً وخصوصاً في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة اضطرابات وتحديات كبيرة، لذلك يجب أن يكون هناك رئيس يعمل مع الحكومة وأن يتاح للشعب أن ينال ما ينتظره من حكومته من أمن واستقرار». وإذ أشار جونز إلى أن «الوضع الأمني جيد في لبنان»، استدرك قائلاً: «لكنني أظن أنه مع الاستقرار السياسي سيكون أفضل بكثير وهكذا يتمكن المواطنون من الاستثمار في بلدهم مع توفير فرص عمل لهم. لهذه الأسباب لا بد من انتخاب رئيس للجمهورية لأنه عامل مهم لاستقرار البلد. ونعتقد أنه يجري العمل على تسوية منطقية، فإذا لم يتم القبول بها، نأمل من جميع الأطراف اللبنانيين أن يعملوا معاً على تسوية تأتي برئيس للجمهورية اللبنانية في أقرب وقت». أما السفير المصري محمد بدر الدين زايد، فزار الراعي عشية زيارة الأخير مصر والتي سيشمل برنامجها لقاءات سياسية وروحية مهمة، وفي مقدمها لقاءان مع الرئيس عبدالفتاح السيسي وشيخ الأزهر. وأوضح الديبلوماسي المصري أن اللقاء تطرق إلى «الفراغ الرئاسي وأكدنا وبقوة الموقف المصري المتمثل بضرورة إنهائه وتجنيب البلد الاستقطاب الإقليمي. وكان هناك توافق على أنه مع تطور الأوضاع الداخلية والخارجية أصبح من غير المقبول الاستمرار في الفراغ الرئاسي، وكان هناك نقاش في المبادرة المهمة المطروحة في شأن رئاسة الجمهورية والمشاورات الكثيفة التي تدور بين الأطراف السياسيين، وتشاركنا الأمل بأن تسفر هذه الجهود عن إنهاء الفراغ الرئاسي». وكان السفير المصري عرض الأوضاع في لبنان والمنطقة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وقال: «نحن حريصون في مصر على أن تسفر الاتصالات والمشاورات عن حل يرضي جميع الأطراف اللبنانيين. فمصر بحكم علاقتها الوثيقة بكل طوائف اللبنانيين والقوى السياسية، ومن بينها الطائفة المسيحية بكل تركيباتها، حريصة على أن يكون هناك توافق مهم يتم التوصل إليه، بما ينهي هذه الأزمة التي يجب ان ننظر إليها جميعاً من زاوية التعطيل الحكومي ومن زاوية الظروف الاقليمية الصعبة والدقيقة والمحيطة بلبنان والتي تفرض كلها ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي». وفي إطار الحركة الديبلوماسية، التقى رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط مساء أول من امس، سفيري المملكة العربية السعودية علي بن عواض عسيري ودولة الإمارات العربية المتحدة حمد بن سعيد الشامسي. وحضر اللقاء وزيرا الصحة وائل أبو فاعور والزراعة أكرم شهيب وتيمور جنبلاط. وتطرق البحث، وفق مكتب جنبلاط الإعلامي، إلى التطورات الراهنة. إلى ذلك، أكد رئيس مكتب الإعلام والبروتوكول في بكركي وليد غياض ان زيارة الراعي الأحد الماضي لطرطوس واللاذقية «كانت راعوية ولم يلتق شخصيات سياسية سورية ولم يتكلم في السياسة هناك».