أنور إبراهيم (القاهرة) منذ وصول الهولندي لويس فان جال في عام 2014 إلى أولد ترافورد معقل مانشستر يونايتد الإنجليزي، والفريق يعاني من سوء إدارته وتعامله مع اللاعبين وسوء تقييمه للأمور، ويرى البعض أن سيطرته على مقاليد السلطة في الفريق تحولت إلى «كابوس» ولاسيما بعد هزيمة «الشياطين الحمر» من فولفسبورج الألماني وخروجه للمرة الرابعة في تاريخه من دور المجموعات لدوري الأبطال الأوروبي «الشامبيونز ليج».. وأصبحت شخصيته تثير الانتقادات لأنه ارتكب على حد قول مجلة «فرانس فوتبول» خمسة أخطاء: أولها أنه باعد بينه وبين النجوم القدامى في النادي، فالدبلوماسية ولغة الحوار ليستا من صفات الهولندي فان جال، وأول هؤلاء القدامى بول سكولز، بل إن ريان جيجز مساعده في الجهاز التدريبي لم يسلم من سخريته وتهكمه عليه، لدرجة أنه عند حديثه عن صفقة انتقال اللاعب الفرنسي أنطوني مارسيال لليونايتد، قال فان جال - وهو يشير بأصابعه إلى جيجز - لقد اشتريت مارسيال من أجل المدير الفني القادم ! وكان جيجز يقف إلى جواره تماما. وثانياً لم يعرف كيف «يروض» الأرجنتيني أنخيل دي ماريا، فعندما وصل هذا الأخير إلى مانشستر، لم يحاول فان جال أن يشجعه على التأقلم ولم يسهل له الأمور في بلد جديد وفريق جديد، وبعد البداية الطيبة لدى ماريا التي كانت تنبئ بموسم قوي له، إذا بفان جال ينقله من مركز إلى مركز (تارة جناح أيسر وتارة أخرى جناح أيمن، وتارة ثالثة في الوسط إلى أن انتهى المطاف باللاعب على دكة البدلاء وأحيانا خارج الفريق تماما!. ولهذا كان من الطبيعي أن يرحل دي ماريا بسبب فان جال وقال عنه: «من الصعب التأقلم والانسجام مع هذا المدرب. وثالث أخطاء فان جال أنه لم يحتفظ في الفريق بأي هداف من أصحاب الخبرة الطويلة، بينما دفع كل المهاجمين الهدافين الآخرين دفعاً نحو الرحيل مثل فان بيرسي وخافيير هيرنانديز وكانت له تحفظات على فالكاو. ولم يعد موجوداً من أصحاب الخبرة سوى واين روني وهو لم يكن رأس حربة صريحا ومعه أنطوني مارسيال الشاب الفرنسي صغير السن (20 سنة). ورابعاً استقدامه لاعبين جددا بعدد كبير وتكديسهم رغم أن بعضهم يلعبون في نفس المركز، فبمجرد وصول فان جال أنفق ثروة في شراء اللاعبين: لوك شاو (33 مليون يورو) وماركوس روخو (20 مليونا) ودالي بليند (5و17 مليون) واندر هيريرا (36 مليونا) ومروان فيلاني (5 و32 مليون) وشفاينشتايجر(21 مليونا) ومورجان شاندرلان (35 مليون يورو)، وبين هؤلاء اللاعبين 3 ظهراء جنب و4 لاعبي وسط مدافع، وتعلق المجلة قائلة: لم تكن المشكلة في إنفاق المال الكثير طالما أن المديونية تسمح، ولكن المشكلة في «تكدس» اللاعبين في مراكز بعينها. وخامساً انعدام سياسة استقرار الفريق، فالرجل يقوم بتغيير مستمر لمراكز اللاعبين، فاللاعب الواحد يلعب مدافع جنب أو قلب دفاع أو لاعب وسط، ومع التسليم بان تلك ميزة في أحيان كثيرة بالنسبة للاعب الذي يجيد في أكثر من مركز، إلا أنها بالنسبة للمدرب «تشوش» على فكره وتؤثر على ثبات التشكيل وانسجامه. وختمت المجلة تقريرها بأن هذه الأخطاء وغيرها قد تعجل برحيل فان جال من مانشستر يونايتد، ولاسيما بعد خروج الفريق من دوري الأبطال، وان كان مازال ينافس على الدوري الانجليزي «البريمير ليج»، ولهذا فانه من المستبعد أن يتم التفكير في ذلك خلال الميركاتو الشتوي، وإنما سيتم تأجيل الأمر إلى نهاية الموسم.