-يعتقد فابيو كابيلو مدرب روسيا أن متطلبات فترة عيد الميلاد على اللاعبين جنونية لكن بالنسبة لأغلب الناس في انجلترا فهي تمثل مقدارا اضافيا من كرة القدم في أجواء احتفالية. وبينما تحصل العديد من بطولات الدوري الكبرى في اوروبا على فترة راحة قصيرة في نهاية العام - أو فترة أطول في المانيا - فان جدول المباريات الانجليزي يكون مزدحما بشدة في هذا الوقت من العام. ورغم كل الحديث عن الارهاق والضرر الذي يصيب فرص انجلترا على المستوى الدولي إلا أن مشجعي كرة القدم تسعدهم المباريات خلال فترة عيد الميلاد ويسعد الدوري الانجليزي الممتاز ورابطة الدوري ومسؤولو التلفزيون توفير ذلك لهم ايضا. وبداية من يوم السبت القادم سيتعين على كل فريق في الدوري الممتاز خوض اربع مباريات في 12 يوما وهو عبء هائل لكنه على الأقل ليس مثل الماضي عندما كانت الفرق الانجليزية تلعب في يوم عيد الميلاد واليوم التالي له حتى عام 1957. وقال ارسين فينجر مدرب ارسنال في وقت سابق من العام الجاري إنها ليست مصادفة أن يصل بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند الى نهائي دوري أبطال اوروبا 2013 إذ تتاح للاعبيهم فرصة اعادة شحن طاقتهم ومداواة جراحهم خلال فترة توقف شتوية. والاعباء على اللاعبين ستكون أكبر هذا الموسم في ظل اقتراب نهائيات كأس العالم في البرازيل في يونيو حزيران. واثار كابيلو مدرب انجلترا السابق مخاوف حول فريقه القديم اثناء قرعة كأس العالم مؤخرا التي وضعته في مواجهة ايطاليا في مباراة ستقام في اجواء شديدة الحرارة في ماناوس. وقال المدرب الايطالي "ايطاليا في بعض الأحيان تكون مرهقة لكن في انجلترا كرة القدم أقوى واسرع.. إنهم لا يتوقفون ابدا." وتابع كابيلو قوله "في ايطاليا هناك فترة توقف قصيرة" مضيفا أن الارهاق كان احد العوامل اثناء توليه المسؤولية خلال الظهور المحبط لانجلترا في كأس العالم 2010. ومضى كابيلو قائلا "إنها المشكلة نفسها دائما.. الأمر بسيط. على المستوى البدني (اللاعبون الانجليز) يكونون في حالة جيدة في سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر. في مارس أيضا لكن في مايو لا." وتعني النكهة الدولية للدوري الانجليزي الممتاز أنه ليس اللاعبين الانجليز فقط هم الذين سيعملون لوقت اضافي خلال عيد الميلاد وبداية العام الجديد لكن مع ذلك كل لاعب في تشكيلة روي هودجسون مدرب انجلترا سيصل الى نهاية الموسم دون راحة. وهذه مشكلة لا يواجهها يواكيم لوف مدرب المانيا لأن دوري الدرجة الأولى الالماني يغلق أبوابه لاربعة أو خمسة اسابيع في الشتاء كل موسم منذ 1986-1987 والسبب الأساسي هو تفادي الطقس السيء. وتستفيد أندية مثل بايرن ميونيخ - الذي يضم لاعبي منتخب المانيا مانويل نوير وفيليب لام وباستيان شفاينشتايجر وماريو جوتسه وتوماس مولر بين صفوفه - من فترة الراحة في السفر لمناطق أكثر دفئا لاقامة معسكر تدريبي. وفي وجود 18 ناديا فقط به يمتلك الدوري الالماني أفضل وضع للحصول على فترة راحة طويلة رغم أن ذلك ليس في صالح الجميع. وقال فرانز بيكنباور الرئيس الفخري لبايرن "نمتلك كدولة أكبر عدد من السكان بين كل الاتحادات الخمسة الكبيرة في اوروبا لكننا بطولة الدوري الوحيدة التي تضم 18 فريقا." وأضاف "وفوق كل ذلك نمنح أنفسنا رفاهية الحصول على فترة توقف شتوية يجب علينا بعدها البدء من الصفر." وستقام مباريات في الدوري الاسباني والايطالي والفرنسي في بداية الاسبوع المقبل قبل أن تتوقف البطولة حتى الاسبوع الأول من يناير كانون الثاني وهي ليست عطلة شتوية بقدر ما هي توقف للتأمل. وفترة توقف عيد الميلاد التقليدية في اسبانيا راسخة بعمق في الإرث الكاثوليكي للبلاد رغم أن منتقدين قالوا إن دوري الدرجة الأولى الاسباني يفقد فرصة كبيرة لملء الاستادات. ويقول محللون إن الأندية الاسبانية يجب أن تجني المزيد من حقوق البث التلفزيوني واللعب اثناء العطلة قد يساعد في تقليص الفجوة المالية مع الدوري الانجليزي الممتاز الذي يجني أكثر من ضعفي الدوري الاسباني. وقال خافيير تيباس رئيس رابطة الدوري الاسباني "من الصعب للغاية التنافس مع الدوري الانجليزي الممتاز لكن يجب أن نحاول اللحاق به ونواصل التقدم على بطولات الدوري الأخرى في اوروبا." وأضاف "أنا أول من سيحب مشاهدة المزيد من المشجعين في الاستادات لكن يجب أن نكون واقعيين." وأي محاولة للضغط من أجل أي تغيير في اسبانيا ستواجه معارضة شديدة من اللاعبين والمجموعات الدينية وهو الموقف نفسه في ايطاليا حيث تأتي الأسرة أولا في هذه الاوقات. وستقام اخر جولة من المباريات في دوري الدرجة الأولى الايطالي قبل عيد الميلاد في بداية الاسبوع القادم وستعود المنافسات في السادس من يناير كانون الثاني. ووفق اتفاق بين رابطة اللاعبين الايطاليين والسلطات يحصل لاعبو دوري الدرجة الأولى والدرجتين الثالثة والرابعة على سبعة أيام على الأقل كل موسم لا يلعبوا أو يتدربوا خلالها. وقال ستيفانو سارتوري المسؤول في رابطة اللاعبين الايطاليين "اللاعبون يتوقون بشدة لفترة التوقف الشتوية وكلما طالت مدتها تصبح أفضل." وأضاف "هناك العديد من اللاعبين الأجانب الذين يرغبون في العودة لبلادهم في فترة عيد الميلاد." ومع ذلك من الممكن أن تتغير الأمور. واقام دوري الدرجة الثانية الايطالي مباريات في اليوم التالي لعيد الميلاد في الموسم الماضي وكان الحضور الجماهيري جيدا. وخلال العام الحالي ستقام مباريات أيضا في دوري الدرجة الثانية يوم 29 ديسمبر كانون الأول قبل التوقف حتى 25 يناير كانون الثاني. ومنذ عامين في فرنسا اقترحت رابطة الأندية اقامة مباريات يوم عيد الميلاد لكن اللاعبين - بدعم من اتحاد اللاعبين - صوتوا ضد الاقتراح بنسبة 95 بالمئة. وليس هناك أي مباريات في دوري الدرجة الأولى الفرنسي بين 23 ديسمبر كانون الأول والثالث من يناير كانون الثاني لكن نيكولا هولفيك نائب رئيس نادي نانسي المنتمي لدوري الدرجة الثانية قال إن فرنسا يجب أن تقتفي أثر انجلترا. وقال لرويترز "اتحاد اللاعبين ضد ذلك لكني لا أفهم لماذا." وأضاف "نمتلك العديد من اللاعبين الافارقة ومن امريكا الجنوبية. يعودون الى بلادهم والأمر قد يكون كارثيا لأنهم يقضون يومين أو ثلاثة من العطلة في الطائرة." وفترة التوقف الشتوية ليست مشكلة في النرويج والسويد لأن الدوري في الدولتين يقام خلال الصيف لكن في الدنمرك يقام الموسم بين يوليو تموز ومايو ايار ويتوقف من ديسمبر كانون الأول الى فبراير شباط وهو سيناريو ليس نموذجيا بالنسبة للأندية التي تكون لا تزال تنافس في دوري أبطال اوروبا.