أكد زعماء عشائر وشهود عيان أن الجيش الأفغاني ومسلحين من طالبان يقومون بدوريات تفقدية مشتركة في منطقة سنكين التابعة لولاية هلمند، التي تعتبر معقل طالبان بالجنوب، في تطور غير مسبوق من نوعه. وأكد رئيس مجلس شورى محلي بمديرية سيد ولي خان أمس، أنه شاهد بنفسه دورية مشتركة لقوات الجيش بمعية مسلحي طالبان ينفذون دورية مشتركة بسوق المديرية، معرباً عن قلقه حيال هذا الغموض في الوضع. ونقل المسؤول المحلي عن شهود عيان قولهم، إن مسلحين من طالبان طلبوا من قوات الجيش الوطني إجراء دوريات مشتركة مع الجيش ليعلم المواطنون وسكان المنطقة أن طالبان عائدة إلى المنطقة. كما أكد عضو المجلس المحلي الآخر بالمنطقة حاجي كل محمد أنهم شاهدوا الأحد مسلحين من طالبان يرافقون دورية للجيش تجوب شوارع سوق المديرية. لكن قائد الفيلق الـ215 بالولاية رفض الموضوع برمته، وقال إن حادثة من هذا النوع لم تحدث بالمنطقة واعتبر ذلك دعاية من مسلحي طالبان لتشويه سمعة القوات الوطنية. في غضون ذلك، أنهت القوات الأسترالية أمس مهمتها القتالية بأفغانستان، وأعلنت انسحاب قواتها بعد 12 عاماً من مشاركتها في قتال طالبان، حيث أغلقت قاعدتها رسمياً بترينكوت عاصمة ولاية أرزكان الأكثر توتراً في الجنوب الأفغاني. وتعهد رئيس الوزراء الأسترالي توني آبوت، بتقديم كانبيرا 100 مليون دولار لصالح الجيش الأفغاني والإبقاء على 400 جندي لمدة عام آخر مهمتهم تدريب القوات الأفغانية. وخسرت القوات الأسترالية خلال فترة انتشارها في أفغانستان حوالى 40 جندياً فيما جرح 261 آخرون، بحسب التقديرات الرسمية. يأتي ذلك في الوقت الذي قتل فيه 4 أطفال كانوا يلعبون في مقاطعة "ديهراوت" بولاية أرزكان أمس عندما انفجر لغم أرضي أدى لمقتلهم. في الأثناء، قتل قائد الشرطة المحلية برفقة ثلاثة حراسه إثر انفجار عبوة ناسفة استهدف آلية عسكرية بمنطقة بشير آجام النائية بولاية ننجرهار القريبة من الحدود مع باكستان. من جهة أخرى، كشف مسؤول بالحكومة الأفغانية أن واشنطن وكابول تجريان مباحثات سرية لوضع الصياغة الأخيرة للاتفاقية الأمنية الثنائية بين البلدين، بعدما مدد وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري مهلة توقيع الاتفاقية. وفي باكستان، اغتال مجهولون يركبون دراجات نارية عالم الشيعة المعروف العلامة ناصر عباس عندما أطلقوا النار على سيارته بمدينة لاهور. ولم تعلن أية منظمة عن مسؤولية اغتياله، لكن حركة تنفيذ الفقه الجعفري نظمت تظاهرات ضد حكومة البنجاب احتجاجا على عدم مكافحة العنف الطائفي في أكبر الأقاليم الباكستانية. من جهة أخرى، أفاد مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء سرتاج عزيز بأن حركة طالبان الباكستانية ترفض عقد حوار مع ممثلي حكومة حامد قرضاي الأفغانية، مؤكدا أن الحكومة الباكستانية بذلت قصارى جهودها لإقناع الحركة بالحوار لكنها رفضت على اعتبار أن الحكومة الأفغانية واجهة لقوات الاحتلال الأميركية والأطلسية بأفغانستان. كما أكد عزيز أن الحكومة وضعت الملا عبدالغني برادر في بيت آمن شددت الحراسة عليه لاعتبارات أمنية، مستدركا بالقول إنه لا يمكن للحكومة أن تجبره على عقد حوار مع طالبان. لكن عزيز ذكر أن الحكومة الباكستانية تؤيد عملية المصالحة الوطنية الأفغانية وتعتبر أن استقرار الوضع في أفغانستان يخدم مصالح باكستان الحيوية العليا.