في خطوة جديدة، اصطحب الجيش الإسرائيلي المراسل العسكري الإسرائيلي لصحيفة يديعوت أحرونوت، رون بن يشاي،إلى إحدى البلدات الفلسطينية، في محاولة للعثور على ما بات يسمى بـ"المنفذ الوحيد" للعمليات الفلسطينية الأخيرة. قائد كتيبة عتصيون رومين غوفمان، أبلغ المراسل الإسرائيلي أن منطقة غوش عتصيون في الضفة الغربية باتت أكثر الأماكن استهدافا من قبل الفلسطينيين في تنفيذ عمليات الطعن والدعس وإطلاق النار، حيث وقعت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الأخير وحده 11 عملية في هذا المكان، حتى إن الفلسطينيين باتوا يطلقون عليه اسم "مفترق الموت". واستلهم الفلسطينيون هذه التسمية -بحسب الصحيفة- بتحريض من حركة حماس التي زعمت أن أي منفذ لعملية لا بد أن يلقى حتفه في هذا المكان. وقد دأبت الوسائل الإعلامية التابعة لحماس والسلطة الفلسطينية على توزيع إرشادات للفلسطينيين حول كيفية تجاوز هذه المنطقة دون أن يتعرضوا لتنكيل الجنود الإسرائيليين الذين يتواجدون في هذا المكان على مدار الساعة منذ اندلاع العمليات الفلسطينية أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأضاف المراسل أن قيادات كبيرة في الجيش الإسرائيلي باتت قلقة جدا مما يحدث في منطقة غوش عتصيون، وأن هناك من أصبح يطالب بصوت عالٍ بضرورة الانفصال الكامل بين الفلسطينيين واليهود، رغم أن قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي لا تريد المس بما تسميه التكيف القائم بين الجانبين في هذه المنطقة الحساسة، لأن مستوطني غوش عتصيون في معظمهم من مؤيدي التعايش مع الفلسطينيين، ولديهم نوايا جادة بالبقاء في هذه المستوطنات حتى بعد التوصل لاتفاق سلام شامل مع الفلسطينيين، كما أن السياسيين الإسرائيليين يعطونهم وعودا بأنهم سوف يبقون في أماكنهم، كونهم جزء من الاستيطان الذي يحظى بالإجماع الصهيوني. " يديعوت: الاختبار الجدي أمام الجيش الإسرائيلي يكمن في مدى قدرته على قطع هذه الموجة من العمليات الفلسطينية واستعادة الهدوء، على الأقل حتى اندلاع الموجة القادمة من العمليات، ولذلك سيبقى التعامل مع ظاهرة المنفذين الوحيدين للعمليات الفلسطينية التحدي الأبرز الذي يواجه الجيش " وأوضح أن أي دعوة للفصل بين اليهود والفلسطينيين سيكون مصيرها الفشل التام، ومع ذلك فإن عمليات الطعن والدعس لا تتوقف، ولذلك فقد قرر الجيش -قبل إقدامه على خطوة الفصل بين الجانبين- إدخال قوة عسكرية جديدة ذات تدريب وتأهيل غير مسبوق إلى بعض المدن الفلسطينية، وأفراد هذه القوة العسكرية مكونة من الجنود الإسرائيليين المدربين جيدا، وسوف يعملون في أوساط الفلسطينيين في محاولة منهم للعثور على المنفذ المحتمل للعملية القادمة. وأكد أن الجنود لن يكتفوا بالوقوف في الحواجز العسكرية وخلف المكعبات الإسمنتية، بل سيقومون بالانخراط بين الفلسطينيين لذلك الغرض، انطلاقا من قاعدة "المبادرة والهجوم" التي أعلنها مؤخرا قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي روني نوميه، المسؤول عن الضفة الغربية، دون التحرش أكثر بالسكان الفلسطينيين، زاعما أن لديه تقديرات بإمكانية العثور على المنفذ المحتمل للعملية القادمة قبيل أن يتخذ قراره بالطعن أو الدعس، واعتقاله وتوقيفه. وختم بالقول إن الاختبار الجدي أمام الجيش الإسرائيلي يكمن في مدى قدرته على قطع هذه الموجة من العمليات الفلسطينية، واستعادة الهدوء على الأقل حتى اندلاع الموجة القادمة من العمليات، ولذلك سيبقى التعامل مع ظاهرة المنفذين الوحيدين للعمليات الفلسطينية التحدي الأبرز الذي يواجه الجيشفي الضفة الغربية. وكتب خوفي عاموس في صحيفة معاريف تقريرا ميدانيا حول السياسة الإسرائيلية المفترضة تجاه العمليات الفلسطينية المتواصلة للشهر الثالث على التوالي. وجاء في التقرير أن المستوطنين الإسرائيليين في مدينة الخليل يرون أن الرد الإسرائيلي تجاه أي عملية تستهدف اليهود يجب أن يكون متمثلا بفرض الحكم العسكري على المدينة، ووضع حد لحرية حركة الفلسطينيين. وبرر عاموس ذلك بأنه ليس معقولا أن يستمر الفلسطينيون في تنفيذ عمليات الطعن ضد اليهود، بينما يواصل باقي سكان المدينة التجول في أنحائها، ويصفقون ترحيبا بهذه العمليات. وأشار إلى أن المدينة تتحكم بها منظمات فلسطينية "معادية تواصل التحريض بلغة إسلامية معادية للسامية، ولا يمكن التسليم باستمرار هذا الوضع إلى إشعار آخر". جانب من التدريبات المفاجئة التي أجراها الجيش الإسرائيلي مؤخرا عند تخوم قطاع غزة (الأوروبية) خوف من تنظيم الدولة ونقل المراسل العسكري لصحيفة هآرتس،أمير آورن،عن ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي شاركوا في نقاشات عملياتية، قولهم إن ثلاث كتائب عسكرية قادرة على إيقاع الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية، وإن الهجمات الدامية في باريس، والتدخل الروسي في سوريا، يشجعان على الاستعداد لتنفيذ عمليات برية واسعة في جبهتي سوريا والعراق. ودارت تلك النقاشات في قاعدة عسكرية إسرائيلية قرب تل أبيب، بمشاركة عدد من كبار قادة الجيش الإسرائيلي ونظرائهم الأميركيين في صفوف الاحتياط. لكن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، اللواء يعكوب عميدرور، وخلال لقاء إذاعي على موجة "أف أم 103" مع الصحفي نسين مشعال، حذر من هجوم عسكريمحتمل قد ينفذه تنظيم الدولة الإسلامية ضد إسرائيل، سواء من جبهة الجولان أو سيناء، دون الدخول في حالة من الهستيريا جراء هذه التهديدات، لأن ما يقال عن استعداد آلاف المسلحين من "داعش" لمهاجمة إسرائيل مبالغ به كثيرا، رغم أن التنظيم قادر على مهاجمتها من خلال ثلاثة أشكال محتملة. وبحسب عميدرور، فإن الشكل الأول يتمثل في إيجاد مجموعات منظمة تابعة للتنظيم من عرب إسرائيل، ممن باتت لديهم القدرة على حيازة السلاح والمواد المتفجرة وامتلاك المعلومات الأمنية، ويمكن أن ينفذوا هجوما على غرار ما حصل في باريس، لكن هذه المرة في قلب إسرائيل، وهو ما يتطلب إعدادا كبيرا وتنظيما لخمسة أشخاص على الأقل، مما يوجب على جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك) أن يقوم بتعقب الشبان العرب داخل إسرائيل، ممن يعتنقون أيديولوجيات ومعتقدات تقترب من تنظيم الدولة. ومع أن رئيس مجلس الأمن القومي السابق يرى أن احتمال قيام تنظيم الدولة بمثل هذا الهجوم داخل إسرائيل صعب جدا، فإنه يقر بأنه ليس مستحيلا. وأضاف أن الجبهة الثانية التي قد يهاجم منها تنظيم الدولة إسرائيل هي الأراضي الفلسطينية في القدس أو الضفة الغربية، وذلك لأن إمكانية العمل لديهم تبدو أكثر أريحية، والأعداد متزايدة بصورة ملحوظة، حيث كانت تعتبر تلك المناطق معاقل مركزية لحركة حماس، مما يتطلب من أجهزة الأمن الإسرائيلية التنبه جيدا لمثل هذا السيناريو، وهو ما تقوم به فعلا. وأوضح أنه "إذا راقبنا العمليات الفلسطينية الأخيرة سنجد أن 10% منها فقط استخدمت السلاح الناري، والباقون استخدموا السكاكين والسيارات". وأشار إلى أنه إزاء هذه العمليات "فليس هناك الكثير لكي نفعله نحن الإسرائيليين، حتى لو قام الجيش الإسرائيلي باحتلال مدينة الخليل عدة مرات، وقمنا بجمع سكاكين المطابخ الفلسطينية، فلن نوقف العمليات بجرة قلم". الاحتمال الثالث الذي تحدث عنه عميدرور، يتعلق بهجمات لتنظيم الدولة ضد إسرائيل عبر حدودها، ولذلك قام الجيش الإسرائيلي مؤخرا بتنفيذ تدريبات مفاجئة في المنطقة الجنوبية، "لأن هذه التهديدات تتطلب من إسرائيل العمل خارج حدودها، رغم توقع حصول مفاجآت أمام الجيش". ناشطات من حركة السلام الآن الإسرائيلية في تل أبيب يقفن بجوار ملصقات تنادي بمقاطعة منتجات المستوطنات (رويترز) وسم المنتجات نقل مراسل صحيفة معاريف،أمري سدان،عن وزيرة القضاء الإسرائيلية أياليت شاكيد من حزب البيت اليهودي، أنها وجهت انتقادا ضمنيا للموقف الألماني لأنه لم يساند إسرائيل حين أصدر الاتحاد الأوروبي قراره بوسم منتجات المستوطنات الإسرائيلية. وحذرت الوزيرة -خلال لقائها مع نظيرها الألماني هايكو ماس في برلين- من أن القرار الأوروبي يمهد الطريق لفرض مقاطعة مستقبلية على إسرائيل. وتطرقت شاكيد لقانون الجمعيات الإسرائيلي الذي يسعى لمراقبة تمويل المؤسسات الفلسطينية والإسرائيلية المحرضة على إسرائيل، وأبلغت الوزير الألماني أن بلادها تمول منظمات فلسطينية تسعى لإيصال إسرائيل لمحكمة العدل الدولية في لاهاي، وتدعم حركة المقاطعة الدولية ضدها المعروفة اختصارا باسم "بي دي أس" (BDS). وتساءلت هل سيكون مقبولا لدى الاتحاد الأوروبي أن تدعم إسرائيل مؤسسات تدعو لاستقلال إسكتلندا؟ في ذات السياق، نقل مراسل صحيفة معاريف، زئيف كام، أن مداولات عاصفة شهدتها اللجنة الاقتصادية في الكنيست الإسرائيلي حول وسم منتجات المستوطنات الإسرائيلية، حيث اتهم رئيس مجلس مستوطنات غور الأردن دافيد الحياني، المنظمات اليسارية الإسرائيلية الداعمة لهذا القرار بأنها عميلة للاتحاد الأوروبي، لأنها زودته بمعلومات وصور ووثائق ساعدته على اتخاذ ذلك القرار ضد المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، خاصة منظمتي "بيتسلم" و"السلام الآن". عضو الكنيست ميخال روزين اتهمت رؤساء المستوطنات الإسرائيلية بأنهم يخلطون بين إسرائيل والضفة الغربية، مما يتسبب في أذى كبير للدولة، وسيضر بصورة كبيرة بها. وأضافت "نحن قلقون على المشروع الصهيوني، والمستوطنات الإسرائيلية تدمر هذا المشروع. المستوطنون يأخذون الإسرائيليين نحو الخراب". عضو الكنيست الإسرائيلي والناطق العسكري الأسبق باسم الجيش الإسرائيلينحمان شاي، رأى في القرار الأوروبي خطوة خطيرة يجب مواجهتها بكل قوة، متهما الحكومة الإسرائيلية بتجاهل القرار وعدم إدراك خطورة الرسالة التي يوجهها الاتحاد الأوروبي لإسرائيل من خلال تلك الخطوة، بينما هي تحصر اهتمامها بمواجهة العمليات الفلسطينية. واعتبر نحمان شاي أن الاتحاد الأوروبي لديه قناعة بأن الإسرائيليين يتحدثون عن حل الدولتين مع الفلسطينيين، لكنهم يقصدون الدولة الواحدة.