صراحة وكالات : قالت تركيا يوم الاثنين إنها لن تسحب مئات الجنود الذين وصلوا الأسبوع الماضي إلى قاعدة في شمال العراق على الرغم من توجيه بغداد إنذارا لها بضرورة سحبهم خلال 48 ساعة. ويعتبر الوصول المفاجئ لكتيبة تركية كبيرة مدججة بالسلاح إلى معسكر قريب من الجبهة الأمامية في شمال العراق تدخلا خارجيا آخر مثيرا للجدل في الحرب ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية التي تشارك فيها معظم القوى الكبرى في العالم. وتقول أنقرة إن جنودها يتواجدون في العراق في إطار مهمة دولية لتدريب وتجهيز القوات العراقية في قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية. لكن الحكومة العراقية تقول إنها لم توجه الدعوة قط لأنقرة لدخول هذه القوات وستحيل الأمر إلى الامم المتحدة إذا لم يتم سحبهم طواعية. وطلبت واشنطن من أنقرة وبغداد حل الأزمة بينهما مشيرة إلى أنها لا تدعم أي تواجد عسكري في العراق دون موافقة بغداد. ويمثل وجود القوات التركية حرجا لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي يتعرض لضغوط قوية من المجموعات السياسية الشيعية القوية المدعومة من إيران لطردهم من البلاد. واشتكت أيضا جماعات شيعية مرتبطة بمجموعات مسلحة تمولها إيران من خطط الولايات المتحدة لنشر قوات خاصة في العراق لتنفيذ غارات وتوجيه القنابل الذكية على أهداف للدولة الإسلامية. وقد يصبح من الصعب تنفيذ هذه الخطط نتيجة الضغوط السياسية على العبادي. واعتبر محللون سياسيون قيام تركيا التي تملك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي- بنشر جنودها في شمال العراق الأسبوع الماضي محاولة لتأكيد نفوذها في وجه التدخل الروسي والإيراني المتزايد في العراق وسوريا. وقال ايدين سيلجين القنصل العام السابق لتركيا في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق يبدو أن تركيا تميل إلى أن تثبت للروس والإيرانيين أن المسرح في سوريا أو العراق لن يكون لهما وحدهما.