رعى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود آل سعود، أمير منطقة القصيم يوم أمس فعاليات وبرنامج «الأمن الفكري.. مطلب للجميع»، الذي تنظمه مؤسسة الشيخ ابن عثيمين الخيرية، عبر عدد من الأنشطة والبرامج المختلفة. وكان في استقبال سموه محافظ عنيزة الأستاذ فهد السليم، ومدير مؤسسة الشيخ ابن عثيمين الأستاذ عبدالله العثيمين، ومدير شرطة منطقة القصيم اللواء بدر الطالب، وعدد من أعيان المنطقة. وقص سموه شريط المعرض المصاحب للفعاليات الذي يضم مشاركة الكثير من الجهات ذات العلاقة، ثم شرف توقيع الاتفاقية بين مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ومركز ابن عثيمين للتدريب. وقد تضمن الحفل الرسمي كلمة لرئيس مجلس إدارة المؤسسة عبدالله العثيمين، أوضح خلالها الأهمية القصوى لمثل هذه الموضوعات التي تعد مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع، ويجب الاستفادة منها لذا فقد استحضرت المؤسسة واجبها تجاه المجتمع وسعت بكل ما تملك لإقامة هذا البرنامج؛ مشيرًا إلى أن البرنامج يصاحبه معرض متكامل يجسد دور المملكة في محاربة هذا الفكر، ومشاركة المختصين بالبحوث والدراسات وإصدارات المؤسسة بهذا الشأن. ووجه العثيمين، عدة رسائل أولها لولاة الأمر مفادها: إن أبناء هذا الوطن المعطاء متماسكون وهم السند والطاعة للمحافظة على أمن وأمان البلاد، وثاني تلك الرسائل للجنود البواسل الذين يذودون في الدفاع وأنهم في قلوبنا جميعًا، وثالث تلك الرسائل لأبناء شهداء الواجب الذي هم محل عناية واهتمام لكل فرد من أفراد المجتمع. ثم عرض مرئي عن دور الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-، في السعي لتحقيق الأمن الفكري، وعن جهود المملكة الفاعل والمؤثر في محاربة الإرهاب. في حين أكَّد الشيخ الدكتور خالد المصلح، في كلمته أن هذه الليلة تعد سابقة تاريخية لمؤسسة خيرية لأهمية القضية المطروحة التي تستهدف الجميع دون استثناء، لأن بتحقيق الأمن الفكري تعمر الدنيا وتصلح، وبغيابه يحل لباس الجوع والخوف. وفي كلمة لراعي الحفل قال الأمير فيصل: بداية أثني على هذه المؤسسة الكريمة التي أنشئت باسم علامة ورجل نذر نفسه لدين الله عزّ وجلّ ولنشر الرسالة المحمدية، وكل ما يجلب الخير للأمة فضيلة الوالد الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين، -رحمه الله-. ويضيف سموه: لقد استمعت لكثير من الخطب والدروس التي ألقاها فضيلة الشيخ أمام ولاة الأمر، ومن أبرزها عندما زار الملك فهد -رحمه الله-، هذه المنطقة وكان بمعيته الملك عبدالله، -رحمه الله- إِذ أوضح فضيلته أنه لم يشاهد دولة تطبق كتاب الله وسنة رسوله، مثل هذه الدولة رعاها الله. وقال سموه: عدما نتحدث عن الأمن الفكري فنحن نتحدث عما يخالف الترجمة الأساسية فبكل أسف نحن أمام اختطاف أفكار أبنائنا وبناتنا، وخطف ذلك العقل السوي الذي يلتمس الوسطية ثم يسير على منهج هذه الدولة بتحكيم كتاب الله وسنة رسوله، لذا يجب علينا إلا نترك مداخل من أي جهة لتشتت أفكارهم والتغرير بهم، ويجب إلا أن يكون هناك غلو ولا نغفل ما أمرنا الله به. ويضيف أمير القصيم: جاءت هذه الأفكار الضالة من خلال غزو ثقافي وفكري، بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي - وبحد علمي - لم نسمع عن بداية للخروج عن طلبة العلم الراسخين في الوسطية وفي الفتوى الصحيحة إلا عندما قدم الإنترنت، وبدأ أبناء المسلمين يأخذون الفتوى من بعض العلماء غير المسلمين الذي يجتهد كل حسب رأيه فالواجب أن تؤخذ الفتاوى من طلبة العلم الراسخين في العلم، أمثال ابن عثيمين وابن باز وبقية مشايخنا، وكبار العلماء الذين يرجعون لأمهات الكتب من خلال العلم الشرعي. ويؤكد سموه أن هناك اختطافًا للأفكار وهناك غزو فكري خطير ما لم نتمالك أنفسنا ونقوم بتحصين أبنائنا ضد هذا الغزو، وإذا لم يكن هناك رابطة قوية بين الوالد وأبنائه وبين الأسرة بوجه عام فلن نصل إلى الهدف المنشود. ويقول سموه: أبشركم أن البلاد تقوم بكل ما تستطيع لمحاربة هذا الفكر الضال، وافتخر وأعتز بأن منطقتنا تأخذ قصب السبق في محاربة الفكر الضال، وكون مؤسسة خيرية تتبنى مثل هذه الأعمال فإنني أثمن كثيرًا ما بدأت به؛ متمنيًا من بقية المؤسسات أن تحذو حذوها لتعم الفائدة الجميع ويظهر التفاعل بشكل أكبر. وفي ختام الحفل كرم سموه أبناء شهداء الواجب في محافظة عنيزة، والمشاركين في تنظيم وإعداد البرنامج.