×
محافظة المنطقة الشرقية

خلف يستقبل السفير الاماراتي

صورة الخبر

المهيب هنا في هذا اليوم بلغتي الأم الفرنسية، وإنه لشرف عظيم قد لا يحصل عليه المرء إلا نادرًا، ولذا سأنتهز هذه الفرصة في التأكيد على علاقات الصداقة الفرنسية البحرينية في كلمتي في هذا اليوم. صاحب الجلالة: قبل بضعة أشهر مضت، اجتمعت 100 من الوفود من البحرين والدول الأخرى في باريس في شهر يونيه في إطار النسخة الجديدة لفعاليات مهرجان هذه هي البحرين. وكان ضمن أفراد المجموعة العديد من الشخصيات الدينية من المسلمين، السنة، الشيعة، اليهود، المسيحيين، الهندوس، البهائيين، رجال وسيدات الأعمال والمسؤولين المنتخبين، بالإضافة لشريحة واسعة من المجتمع البحريني والصحفيين. جاءوا جميعًا إلى باريس ليشهدوا بوجود المجتمع البحريني المنفتح والمتطور والمتسامح الذي يسوده الاحترام المتبادل فيما بين أتباع الديانات. وتلك الرسالة وجدت صدى طيبا لدى المسؤولين الفرنسيين الذين استقبلوا الوفد. وتلك الرسالة ذات أهمية خاصة يجب سماعها اليوم، حيث إن بلادكم، يا صاحب الجلالة، هي الدليل على إمكانية بناء مجتمع مبني على الاحترام المتبادل في العالم العربي في هذا اليوم والوقت بالذات، حيث الشرق الأوسط يعطي الكثير من الأمثلة على العكس من ذلك، حيث النسخة من الإسلام والنموذج المجتمعي الفظيع الذي يريد فرضه دعاة التطرف بالعنف. إن مبادرة جلالتكم المتعلقة بفعالية هذه هي البحرين تأتي في وقت حرج للحيلولة دون حصول المتطرفين على احتكار الاتصالات. في 13 نوفمبر قام الإرهابيون الذين دربتهم وأرسلتهم داعش بقتل 130 شخصًا وإصابة أكثر من 200 آخرين في باريس. وأصيب العالم برمّته بالذعر وأظهروا التضامن مع فرنسا، ومن بين الدول البحرين التي كانت سبّاقة في إبداء قلقها. وهذا الدعم ضروري لأننا يجب أن نرد بالتضامن. وستظل فرنسا تدافع عن قيمها وأنموذجها الاجتماعي ونظامها السياسي بالرغم من تلك الهجمات. البحرين وفرنسا تتشاطران وجهة نظر مشتركة حول هذا الموضوع ونحن نعمل سويًا كجزء من نفس التحالف في محاربة تنظيم داعش ومنعه من فرض قوانينه الهمجية. وهذا الهدف لن يتبدل وسنظل نسخّر كافة جهودنا لتحقيقه. لن أنسى اللفتة التي قمتم بها جلالتكم تجاه بلادي في وقت الهجمات المميتة في شارلي ايبدو ومركز التسوق اليهودي، في 7 يناير 2015، حينما قام بتمثيل جلالتكم صاحب السمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة بجانب وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة في مسيرة الجمهورية الرافضة للهجمات التي حضرها قادة العالم في باريس. وفي أعقاب الهجمات قام وزير الداخلية الفرنسي بالتعاون مع العديد من الشركاء بالتفكير العميق حول موضوع الاسلام في فرنسا. ويشاطر نفس التفكير الإمام حسن شلغومي (المعروف) لمعالجة ضمن نقاط أخرى تدريب رجال الدين التنفيذيين، والذي بدأه رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، للدفع باتجاه الصورة الناصعة للإسلام في فرنسا والتطابق بين الإسلام والديمقراطية. وأود أن أنتهز هذه الفرصة التي منحتموني إياها جلالتكم لمخاطبتكم، يا صاحب الجلالة، لأخبركم بأنني أعتز وأفتخر بالعلاقات الطيبة بين البحرين وفرنسا في شتى المجالات. وقبل حوالي أكثر من عام مضى منذ توليت مهامي في المنامة، لقد اجتمعتم جلالتكم مع الرئيس فرانسوا أولاند في قصر الأليزيه في مناسبتين. وكانت زيارة جلالتكم الأخيرة بتاريخ 8 سبتمبر رافقكم فيها عدد من الوزراء. وعلى هامش زيارة جلالتكم لباريس، يا صاحب الجلالة، تم التوقيع على أربع اتفاقيات (مذكرات تفاهم) تتعلق إحداها بطلب الخبرات الفرنسية في مجال التخطيط الحضري والتي سيتم استكمالاً التفاصيل الفنية لها في القريب. وفي 20 نوفمبر اجتمعت اللجنة العليا المشتركة في جلستها الثانية في باريس والتي أوضحت مجالات التعاون للسنتين القادمتين. ومن الجانب الفرنسي، استقبلتم جلالتكم كلاً من وزير الدفاع جان إيفز لودريان الذي قام برحلتين إلى البحرين بالإضافة لرئيس أركان الجيش الفرنسي، الجنرال بيير دوفيليير. وتغطي مجالات التعاون والتبادل العديد من الجوانب. ففي قطاع التعليم، فالجامعات الفرنسية مستعدة لمساندة البحرين بأفضل الطرق. وقام وزير التربية والتعليم الدكتور ماجد بن علي النعيمي بعرض مشروعه لإنشاء جامعة جديدة في أغسطس المنصرم خلال رحلته الأخيرة لفرنسا. وقامت الغرفة التجارية الفرنسية في البحرين هذه السنة بتقديم حافز اضافي لتجارتنا. صاحب الجلالة: أخيرًا، تعتزم الشركات الفرنسية حضور معرض البحرين الدولي للطيران في يناير 2016 بأعداد كبيرة. صاحب الجلالة: بما إنكم منحتموني الشرف بدعوتكم لي لأتحدث باللغة الفرنسية، أولاً أتقدم لجلالتكم بالشكر بخصوص قيامكم بتعليم اللغة الفرنسية في البحرين. وفي ظل عهدكم أصبحت البحرين الدولة الأولى بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي التي عممت تدريس اللغة الفرنسية في مدارسها الحكومية والخاصة. والآن لديكم أكثر من 130 مدرسًا يقمون بتدريس الفرنسية وأنا على تواصل مع الجهات المختصة في المنامة لتعزيز تدريب المعلمين، وإذا كان ممكنا، إعادة نظام شهادات المؤهل. إن تعزيز ثلاثية اللغة والذي أعتقد إنه له مستقبل في العالم العربي من المغرب إلى سلطان عمان هو كذلك الرسالة التي تستهدفها المدرسة الفرنسية في البحرين (مدير المدرسة موجود هنا مع عدد من أعضاء السفارة) وتستقبل المدرسة 600 طالبًا بمن فيهم حوالي 100 شاب بحريني. صاحب الجلالة: شكرًا لجلالتكم على مكرمتكم الغالية بمنح هذه الفرصة لفريق السفارة الفرنسية وطلبة المدرسة الفرنسية للاحتفاء بالصداقة بين البلدين. بعد ذلك ألقت أم الشهيد كوثر الاربش كلمة هذا نصها: حضرة صاحب الجلالة المفدى.. أصحاب السمو والسعادة... الحضور الكريم بعد التحية.. يسعدني ويشرّفني أن أكون هنا أمام جلالتكم وأمام هذا الحضور الكريم من القائمين والمشاركين في فعالية (هذه هي البحرين)... هذه القافلة التي تابعنا أخبارها وتناقل الجميع أصداءها الايجابية أو السلبية عبر وسائل الإعلام المختلفة، وخاصة خلال زيارتهم إلى بلجيكا، وباريس، وأخيرًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ولهذا السبب كان قدومي الى بلدي الثاني البحرين، فقد جئت للالتقاء بالقائمين على هذه الفعالية المميزة.. لماذا؟.. ولأؤكد لهم تضامني واستعدادي للمشاركة معهم في نقل رسالة التسامح والتعايش بين الطوائف والأديان، ومواجهة التطرف المقيت الذي كان سببًا في مقتل ابني (محمد). تضامني لمواجهة السبب ذاته الذي كاد أن يقوم بتخريب البحرين الجميلة، البحرين التي كانت ولاتزال ببحرها وبرها بداخلي منذ أن كنت طفلة، مواجهة تلك الطائفية التي لا تؤمن سوى باللون الواحد، لا تؤمن سوى بالعنف وسلب حياة الآخرين دون أدنى سبب. ولطالما كانت التساؤلات التي تجول في خاطري: هل هم الأعداء الذين يسيرون بجانبنا وعلينا في كل مرة أن نحذرهم أكثر من كل مرة؟ لماذا يريدون منا أن نصبح أكثر شتاتًا وضياعًا؟ أن نكون ملطخين بدماء الابرياء، أن نكون أشرارًا لا نعرف سوى لغة البنادق والرصاص وإلغاء الآخر؟.. ألا نسكن سوى في خرابهم الذي يؤمنون به؟.. لماذا... هنا في البحرين؟ ففي هذه المملكة التي أسرتني بطيبها وتسامحها... مات الكثير من النساء، من الرجال والأطفال بسبب هؤلاء، بالمستقبل الذي انتظروه كي يصبحوا كبارًا ويخدموا أمهاتهم وأوطانهم كما كنت أتمنى أن يحدث لابني محمد الذي استشهد بسبب حزام ناسف من شخص داعشي، فأنا لست الوحيدة التي دفعت الثمن وضحيت بفلذة كبدي... بل هناك الكثير هنا وهناك قدموا التضحيات. مات محمد... ولكنني لم أتلقَ عزاه... فقد عزيت أم قاتله وعظّمت لها الأجر في وفاته،... لأنه اختار ابن من خيرة الشباب ليغتال نقاءه وبراءته وطموحه،... أعزيك سيدتي... وأنا على معرفة تامة ان قلبك كقلب أي أم يتقطع ألمًا وحزنًا على فرقى فلذات أكبادها... جلالة الملك لقد كنتم منذ القدم تسيرون نحو تحقيق ذلك.. تنشرون روح التسامح والمحبة والتعايش والانتماء في أرجاء العالم، وتؤكدون انه رغم الاختلاف إلا ان روح التجاذب الإنسانية والحرية الممنوحة هم السلاح الحقيقي لدرء أي شر او خراب او تطرف والنهوض بالعزة والكرامة والانجازات. سيدي حضرة صاحب الجلالة.. إن الموحّد الملك عبدالعزيز رحمه الله، بدأ خطوة الألف ميل باتجاه خلق فكرة الوطن للفرقاء والمختلفين، إنسان الجزيرة، صحرائية وساحلية، شيعية وسنية، صوفية وإسماعيلية وغيرهم، كل هذا الاختلاف الجميل حصّنه بحصن الوطن الحصين، وكذلك هي التجربة البحرينية الفريدة في استراتيجيتها الجامعة، التي استوعبت ضرورة الاختلاف في صنع الحضارات، وإثراء الأوطان. وجاءت قافلة هذه هي البحرين التي ترعاها جلالتكم حفظكم الله مثالاً حيًا لما تحتاجه المنطقة حقًا من نموذج حي للمحبة والتسامح اللامتناهي الى مختلف الأديان والثقافات، حيث تعد مملكة البحرين اكبر مثال ليست في منطقة الخليج العربي فقط بل في المنطقة العربية الكبرى تشمل تنوع الأديان والثقافات والحضارات المختلفة، وتضم المقدسات والبيوت الدينية والعقائدية المتنوعة من مآتم، ومساجد، ومعابد للبوذا والهندوس والسيخ، والكنائس الكاثوليكية، والارثودوكسية، والقبطية وغيرها. كل هذه الشواهد أثرت وعززت من التنوع المذهبي والفكري والديني والحزبي المجتمعة في مملكة البحرين، والتي اتضحت معالمها بكل وضوح خلال العهد الإصلاحي لجلالتكم، وكان تنوع مقاعد المجالس النيابية والبلدية منذ عام 2002 وحتى يومنا هذا خير رهان لهذه المبادرة الواعية الحكيمة، حيث باتت التجربة البحرينية تجربة تقض مضاجع الطائفيين وأصحاب ثقافة اللون الواحد، وجعلت المخربين والداعشيين وغيرهم من الطائفيين يشتعلون حقدًا ويصرون على أفكارهم الدموية؛ لأن عواطفهم الهشة واللا إنسانية لا تؤمن إلا بالخراب والشتات، في بلد جميل كالبحرين يمد يده للجميع. ختامًا يا جلالة الملك المفدى أود أن أقول: اليوم نحن نعرف خصمنا جيدًا، ونعرف أنه لا يريد أي شيء سوى نشر الخراب تحت اسم الحقوق والمظلومية المزيفة والفوضى، وأن الوطن الحصين هو الدرع المكين تجاه هؤلاء الطامعين الذين يريدون أن نكون مكشوفين للعراء والشتات وأطماع الدول الأخرى التي تسعى دومًا لتوسّعاتها العرقية تحت اسم الإسلام. وبنهاية القول: أعلنها من هنا من قصركم العامر. باسمي وباسم أخواني وأخواتي من أبناء المملكة العربية السعودية، نؤكد مشاركتنا ودعمنا لفعالية هذه هي البحرين القادمة... لنشر الرسالة الإنسانية لجلالتكم ونقلها للعالم بأسره.. هذه الرسالة التي تحمل في طياتها بث روح التسامح والتعايش والسلام بين الجميع. وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والصلاح.. وحفظ الله البحرين من كل شر ومكروه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا، والجدير بالذكر أن فعالية هذه هي البحرين ستكون في العام القادم 2016 في العاصمة الايطالية روما.