×
محافظة حائل

مدير جامعة الملك سعود يرعى مسابقة «اخسر واربح» للعام السادس

صورة الخبر

في كل لقاء مع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يتزود الكتّاب والمفكرين بجرعة من حكمة تفتح بوابات الفكر أمام حوار مع الذات، ليبدأ كل منا مساءلة نفسه عما قدم للوطن ليشكره ، ومن أين سنبدأ وقد وضع سموه أمامنا قائمة عناوين حوارات حيوية لا تنتهي قبل أن يأتي لقاء آخر مع سموه، فيبادرنا بحكمة أعمق وبوح أشد تأثيراً يناوش الفكر ويستثير الوعي عما يدور في العالم ولماذا يحدث. حينما قال سموه: لكي يبحر الكتّاب بالفكر بعيداً عن التغرب والسفاهة يجب عليهم احترام العقول بكل ما تحويه من تشوهات حتى يتمكن المفكر من إيصال فكرته لها وأن يوصل الكاتب رسالته إليها لأن البطون إذا جاعت أكلت الجيف كذلك العقول إذا جاعت أكلت عفونة الأفكار، فقد دق جرس بمعنى أن يكون المثقف مثقفاً ولماذا يحمل الكاتب والأديب قلماً والفنان آلة تصوير أو ريشة؟ ولماذا وضعت فيهم موهبة البوح، فهل يبوح المبدع لإرضاء ذاته أم لأنه عون لأفكار الآخرين ؟ إن عبارة احترام العقول وحدها، كافية لتصبح عنواناً للبحث في كل ما أنتجناه من ثقافة طوال السنين، لنعيد قراءة ما قدمناه من فكر لمن حولنا، وما كتبته أقلامنا وما رسمناه على لوحاتنا وما أطلقنا آلات التصوير لنحفظه وما سعينا لتوثيقه وتخليده، وما جال في الخاطر من بوح، لنستكشف مدى رضانا عما بنته وغرسته أيدينا وما أسهمت فيه عقولنا في محتوى الثقافة الذي تحرص قياداتنا على الارتقاء به وتنقيته ليغسل كل شوائب الأفكار وطفيليات التغريب، ولنتذكر كل فكر أخرجته عقولنا وما اجتهدنا في قوله ونشره، وقد أصبح اليوم أساسا في بناء بدأه من سبقنا. فهل كتبنا ورسمنا وصورنا ما يحترم العقول، وهل استخرجنا من أنفسنا وذواتنا البوح الذي يستحق أن يصل إليها جميعها من دون استثناء؟. وهل نجحت مؤسساتنا الثقافية في احتضان كل قلم وريشة وفكر ومنحتهم الفرص المناسبة والبيئة الملائمة للبوح بما يزيح عن الساحة كل سفاهة لا تلائم نقاء الوطن وتخلصه من كل غريب لا يحفظ الهوية الوطنية ولا يتفق مع احترم عقل من حولك لتحترمك كل العقول. وهل علمنا أبناءنا وشبابنا في المدارس والبيوت وعبر الإعلام بأن من يحترم عقله سيقدم ما يملأ عقول الآخرين بالنقاء وبأن الكلمة التي تقال والصورة التي ترسم أو تلتقط، لن يتوقف تأثيرها عنده أو على من حوله، بل ستنطلق رصاصتها إلى أبعد ما يمكن تصوره فتترك أثراً يحمل مطلقها مسؤوليته الخالدة عما فعل. فهلا بدأنا بإعادة قراءة ما كتبنا وعدنا لكتابة ما يحترم كل العقول؟ basema.younes@gmail.com