حملت الجلسة الأولى لفعاليات قمة المعرفة 2015 عنوان الابتكار في التعليم، نظرة مستقبلية، وتناوب على الكلام كل من حسين إبراهيم الحمادي وزير التربية، وإلياس بوصعب وزير التربية والتعليم العالي في لبنان، والدكتور لحسن الداودي وزير التعليم العالي وتكوين الأطر في المغرب، وبونام بوجاني رئيس مؤسسة الأنظمة الإبداعية في التعليم، وأدارتها ميساء جلبوط الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبدالله الغرير للتعليم. أكد الحمادي أن دولة الإمارات وضعت حلولاً ابتكارية لسدّ الفجوة التي نشأت بين قطاع التعليم العام والعالي وسوق العمل في الدولة، تمثلت في تطوير المناهج في التعليم العام، وإشراك قطاعي التعليم العالي والقطاع الصناعي في الدولة في وضع هذه المناهج، التي سيتم تجديدها بشكل مستمر كل ثلاث سنوات، لتتناسب مع التغيرات التي تطرأ عالمياً ومحلياً، مشيراً إلى الهيئة الوطنية للمؤهلات بوصفها شريكاً رئيسياً في هذه الخطة. وأكد ان الدولة حققت تغييراً جوهرياً كبيراً، مقابل الكثير من الدول ليست العربية فقط، بل الأجنبية أيضاً، في حين أن القيادة في الإمارات تأخذ قرارات حاسمة وتنفذها على الفور، وتضعها على الطريق الصحيح، وهذا ما يحتاج إلى استثمارات ضخمة في مجال التعليم تكفل للجميع من المواطنين والقاطنين على ارض الدولة جودة متميزة في التعليم. واستطرد، أن المحك الحقيقي للعملية التربوية يكمن في المعلم الذي يحتاج منا إلى الكثير من التدريب. وهذا الموضوع أكد أهميته صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ووجه بضرورة تدريب المعلم وتطويره. وأشار إلى أن خطة الوزارة تستهدف تخريج أول دفعة من الطلاب الدارسين للمناهج الجديدة، بعد ثلاث سنوات فقط، وليس أكثر كما هو مطبق في دول أخرى، باتباع أساليب وطرق ابتكارية، ولفت إلى أن الوزارة تقيس كفاءة المعايير المطبقة في مناهجها بقياسها بالمتبعة عالمياً بشكل مستمر. وطالب بتوحيد معايير المنهاج الدراسية عربياً. وأكد أن أكبر التحديات التي تواجه العملية التعليمية هي إعداد الطلاب لوظائف مستقبلية غير معروفة حتى الآن، الأمر الذي فرض ضرورة إعداد وتأهيل الطلاب لأن يكونوا مؤهلين ذاتياً لشغل أكثر من وظيفة. وطالب الحمادي الأنظمة التعليمية بضرورة إنشاء ورش لاستشراف المستقبل بشكل مستمر، لتأسيس الطالب لما هو متوقع حدوثه خلال 20 عاماً على الأقل، وتحقيق الاستفادة القصوى من سنواتهم الدراسية. وأكد أن القرارات الحاسمة التي اتخذتها القيادة الرشيدة في الدولة فيما يخص التعليم، أحدثت تغيرات جوهرية في هذا القطاع، ووضع الدولة على خريطة التعليم العالمية. وقال إن الإمارات تحرص على تشارك تجاربها وأفكارها المبتكرة في مجال التعليم مع الدول الأخرى، لتبادل الخبرات وتحقيق الاستفادة القصوى لكل الأطراف على مستوى الوطن العربي، فضلاً عن مبادرات الدولة العالمية مثل مسابقة تحدي القراءة العربي التي تجمع كل مدارس العالم العربي، كذلك مبادرة محمد بن راشد للتعلم الذكي. المناهج التفاعلية من جهته أفاد إلياس بو صعب بأن التطوير دائماً ما يواجه تحديات وصعوبات كثيرة لدى بعض الحكومات، أبرزها البيروقراطية، مشيراً إلى أن المناهج التي تدرس في كثير من النظم التعليمية دائماً متأخرة عن الحديثة التي يجب أن يتعلمها الطلاب ما بين 15 إلى 20 سنة. من جانبه، قال الدكتور لحسن الداودي، إن الابتكار هو ثقافة تنشئة تبدأ من المنزل، وثقافة بذل الجهد والعطاء، وليس ثقافة الأخذ فقط التي تعززها طرق التربية في عالمنا العربي. ولفت إلى أن العلم موجود، لكن المطلوب هو تنمية ثقافة المجتمع، وتعزيز المعرفة وصولاً إلى الابتكار. وأكد أن العلم وحده لا يكفي، إذ إننا نعرف كيف نستهلك العلم والتكنولوجيا، لكن يبقى الارتقاء به للوصول نحو الابتكار.