×
محافظة المنطقة الشرقية

القمة المنتظرة

صورة الخبر

الرياض متابعة عناوين رأى الكاتب السعودي عبده خال إن الفهم الخاطيء للأديان هو السبب الأساسي وراء ما تعانيه الإنسانية حاليا من تطرف وتعصب وكراهية ، داعياً أتباع الديانات السماوية الثلاث إلي استعادة جوهر الدين من هؤلاء قبل أن تستحيل الحياة المشتركة بينهم . وكتب عبده خال عبر مقالته بصحيفة عكاظ: هذا زمن الحرب المقدسة، فما يحدث من عداء ديني في كل رقعة من هذا العالم هو نتاج تغذية ثقافية مغلوطة لمفاهيم وأسس الدين..وتحفل الخارطة السياسية العالمية ببروز اليمين المتطرف مما يجعل الساحة مهيأة للاحتراب والبحث عن فناء الآخر، لأن في هذا الفناء تحقيق لنبوءات دينية مغلوطة. وللأسف لم تناقش المفاهيم الخاطئة بقدر ما سعى كل معتنق لهذه الفكرة إلى تحقيق تلك النبوءة.. وأضاف : لمحة سريعة ستجد أن العالم مجتمعا يحكم بتفسيرات لمفاهيم مغلوطة عن الدين وليس باتساع الدين.. ويصبح التبرير لكل الجرائم المقترفة أن كل ما يحدث حدث من أجل خدمة الدين، بينما كل الديانات السماوية هي رسالة محبة تسعى إلى الناس كافة من أجل الانضواء تحت مظلة الحب.فكيف تحولت رسالة الحب إلى كراهية عند البعض لكل ما هو خارجها؟ وتابع : هو سؤال يفترض أن يكون مبحثا أساسيا لتجمعات حوار أتباع الأديان، كون الديانات الثلاث وصل بعض معتنقيها إلى حالة التطرف الشديدة بعيدا عن لب وجوهر كل ديانة. ويمكن تبرير العداء قديما لبعد المسافات واختلاف اللغات وافتقار الفهم لماهية الدين وتحميل تحقيق المصالح بالقضاء على الآخر كخدمة دينية، وبهذه الجزئية البسيطة يمكن فهم العداء التاريخي بين معتنقي الديانات السماوية وهو العداء المبني على البعد المكاني والحواري أيضا. ومع بطلان تلك المسببات بالقرب الجغرافي (أو التغلب على هذا البعد بالمواصلات السريعة أو الاتصالات الأسرع) ومع وجود لغة موحدة تقرب المفاهيم والماهية تبقى الجانب السياسي غير منضبط، بمعنى أنه بقي أداة إشعال لأي تعصب كخدمة للدين . واستطرد خال : رجل السياسة رجل برغماتي (ذرائعي يقدم المصلحة أو الفائدة على معايير أخرى)، يسير على قاعدة فناء الثلث من أجل الإبقاء على الثلثين.. فحين يصل إلى قمة الهرم السياسي يغدو رهينة لمعتقدات مجتمعه ويسعى إلى تحقيقها وإن كانت مغلوطة فلا يعنيه التصحيح بقدر ما يعنيه إرضاء المنظومة الاجتماعية والثقافية والعقدية للمجتمع المتواجد فيه.. أو يكون (رأس الهرم السياسي) متدينا بمفهوم المعتنق للرسالة المشوهة فيسعى من خلال سلطته لتحقيق تشوه الرسالة التي يؤمن بها. ومشكلة بعض المتدينين أنهم تابعون لمدارس فكرية ظهرت في زمن قريب من الرسالة ونظرت لها تنظيرا عدائيا لكل من يخالفها ثم تراكمت الأفكار على فكرة مغلوطة فأنتجت عداء ظل يتدحرج عبر الزمن يحمل كارثا لكل ديانة. وقال : لأن تباشير الفناء حاضرة في كل المفاهيم المغلوطة عن الدين نجد أتباع تلك الديانات السماوية ينشطون من أجل التهيئة للمعركة الفاصلة بتدمير البشرية. والثلاث الديانات السماوية تؤمن بعودة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، لكنه إيمان اختلف في كل منها وفق التنظير الفكري، ومن تلك المغالطات في هذا التنظير أن على المتدين السعي الحثيث نحو تدمير الحياة لكي يظهر المخلص وينعتق الناس من العذابات ويحل السلام الأبدي، أي أن القتل هو مهمة مقدسة لدى هؤلاء الأتباع، كما أن الذي لايؤمن بما تؤمن به هو الكافر الذي يجب عليك قتله، ورغم كل ما نعيشه من تواصل مهول لم يتم فهم جوهر الدين أنه رسالة حب لكل البشر، بل فهم أنه قتل لكل البشر.