لا صوت يعلو على صوت الأهلي، يتمنى عشاق قلعة الكؤوس أن تتحدث عبارة كهذه مع صوت الصدارة والنتائج الإيجابية لتحقيق طموحات جماهيره الكبيرة الباحثة منذ عقود عن لقب الدوري، لكنه صوت عال يرتفع خارج الميدان، ويهاجم في كل اتجاه، لم تسلم من ضجيجه لجنة، ولم ينجُ من آثاره مسؤول، وجاءت قضية إيقاف مهاجمه عمر السومة مباراتين رسميتين وهي العقوبة المستحقة من قبل لجنة الانضباط والمطابقة للقانون بعد ركله المنافس، وما تبعها من صراخ فاق المعقول تضمن تصريحا لا تلميحا بوجود مؤامرات هدفها حرمان الأهلي من خدمات هدافه في المواجهة المرتقبة مع المتصدر الهلال، وهو ما يؤكد أن الفرق السعودية ورؤساء الأندية ومن يدعمها من كثير من الإعلاميين تتملكهم قناعة خاطئة بأن المؤامرات هي من تصوغ كل قرار، وأن القرارات التي تصدرها اللجان والحكام هي من تحدد هوية بطل الدوري؛ وما يقال عن الأهلي يتعرض له النصراويون عند أي تعثر، بعد أن لاحت في الأفق بوادر فقدان اللقب الذي سيطروا عليه عامين متتاليين، ولم يسلم الهلاليون من الحديث عن المؤامرات، ومهاجمة الحكام؛ خصوصا في الموسم قبل الماضي؛ حين حاول منسوبوه وإعلاميوه إقناع جماهيرهم بأن فوز النصر ببطولتي الدوري لم تكن لقوته وجدارته؛ بل لمساعدات خارجية، وهي السياسة التي لم تجد نفعا، ولم تسعفه لاستعادة اللقب. الدوري للأفضل غالبا حقيقة يجب أن تقتنع بها الجماهير الرياضية، حتى حين حقق الفتح اللقب لأول مرة في تاريخه قبل ثلاثة مواسم بصورة مفاجئة ومبهرة كان أبناء النخيل الأفضل والأجدر، وعندما تحققت للنصراويين أسباب التفوق بصناعة فريق بطل تكاملت معه عناصر القوة الإدارية والفنية والكفاءة في اللاعبين لم يتمكن أحد من عرقلتهم عن تحقيق هدفهم بالعودة للبطولات الكبيرة مرتين متتاليتين، وحين يجد النصراويون فريقهم اليوم في المرتبة السابعة لا بد أن يركزوا على معاناته الإدارية والفنية ومسببات هبوط مستوى معظم نجومه؛ بدلا من الحديث عن اللجان والحكام والتحكيم. الأهلي لا ينقصه من الناحية الفنية أي شيء للحاق بمنافسه، والفارق النقطي الضئيل يمكن تقليصه متى ركز مسيروه على الملعب فقط، الأهلي يتفوق على الهلال فنيا ولياقيا، ومن شاهد الأخير أمام التعاون في كأس ولي العهد رغم خروجه منتصرا لا يمكن أن يضمن له إحراز اللقب بسهولة. شاهدت تصريحات فضائية لرئيس الأهلي بعد التعادل مع الفيصلي، كلَّما سأله المذيع سؤالا تحول للحديث عن التحكيم، لم يكن الرئيس الأهلاوي مقنعا للمشاهد، رؤساء الأندية يبذلون جهودا للتخفيف من الضغوط الجماهيرية بمهاجمة الحكام واللجان أكثر من عملهم على تطوير فرقهم.