الرباط: لطيفة العروسني حصلت القارئة المغربية هاجر بوساق على الجائزة الأولى في المسابقة العالمية لتجويد القرآن الكريم بالطريقة الشرقية (صنف النساء) في نسختها الخامسة والخمسين، التي نظمت أخيرا في كوالالمبور بماليزيا، وتسلمت جائزتها من ملكة ماليزيا. لتصبح ثاني مغربية وعربية، بعد حسناء خولالي، تفوز بهذه الجائزة. واستحقت بذلك تهنئة من العاهل المغربي الملك محمد السادس الأسبوع الماضي. وبوساق من مواليد 1992 في مدينة الرباط، والتحقت بدور القرآن في سن الثامنة، وعندما بلغت سن العاشرة بدأت تشارك في مسابقات محلية أمام الجمهور، ومنها مسابقة تجويد القرآن الكريم التي تنظمها القناة التلفزيونية المغربية الثانية كل رمضان، حيث فازت بالمرتبة الأولى عام 2005، وتوالت مشاركاتها في المسابقات الدولية. «الشرق الأوسط» التقت بوساق وأجرت معها الحوار التالي: * كيف تلقيت برقية التهنئة التي بعث بها إليك الملك محمد السادس بمناسبة فوزك بهذه الجائزة الدولية؟ - بصراحة لم أكن انتظر التهنئة من قبل أمير المؤمنين الملك محمد السادس، إذ سبق أن قدم لي عام 2009 جائزة بمناسبة فوزي بالمركز الأول في مسابقة الملك محمد السادس الدولية لحفظ وتجويد القرآن الكريم بالطريقة الشرقية، التي أقيمت في المغرب، لكني ما كنت أنتظر أن تصلني برقية التهنئة من طرف الديوان الملكي إلى غاية منزل عائلتي، وهو ما فرحني كثيرا لأنه ليس من السهل أن يهنئك أمير المؤمنين ببرقية رسمية تضمنت كلمات رقيقة جدا ودعوات صادقة كانت بالنسبة لي تشريفا كبيرا لشخصي الضعيف، وأسأل الله تعالى أن يقدرني على حمل هذه الرسالة على أحسن وجه. * الجائزة التي حصلت عليها أخيرا في كوالالمبور قدمت إليك من قبل ملكة ماليزيا.. هل وجهت إليك الملكة أي ملاحظات أو إطراء؟ - لم أكن أعلم أن حفل الاختتام يحضره ملك وملكة ماليزيا، والملكة هي التي تقدم الجوائز للفائزين، فكان لدي تخوف لأن المنافسة كانت قوية بين المشاركين من الرجال والنساء خاصة العام الحالي بشهادة لجنة التحكيم، فكانت من بين المشاركات سمية علي الدين من مصر، ومتسابقة من ماليزيا من مستوى عال جدا، وبالتالي لم أكن أتخيل أن أحصل على المرتبة الأولى، فما إن أعلن عن اسمي حتى ذرفت الدموع لأن الأمر مسؤولية كبيرة قبل أن يكون فوزا، فالسفير المغربي في ماليزيا كان حاضرا في الحفل، وأيضا ممثلون لوزارة الأوقاف. ولاحظت أن الملكة كانت فرحة جدا بفوزي، ولا أعرف سبب ذلك، ودعت لي بقلب خالص، رغم أنه كانت من بين المتسابقات مقرئة ماليزية. وأرجو هنا أن يجازيهم الله عنا حسن الجزاء لاستقبالهم لنا واهتمامهم الكبير بالقرآن وأهله. وقد اعتبرت الفوز تشريفا للمرأة المغربية خاصة أنني سيدة مطلقة والطلاق لم يؤثر في ولم يجعلني أتراجع، فكما للطلاق سلبيات فإن له أيضا إيجابيات. * كنت متزوجة من ابن الداعية المصري المعروف الشيح محمد حسان، أليس كذلك؟ - نعم كنت زوجة أحمد حسان ابن الشيح محمد حسان، لكني اليوم طليقته منذ سنتين، وعندي طفل اسمه محمد يبلغ من العمر ثلاث سنوات أسال الله أن يساعدني على تربيته. * كيف التقيت بابن الشيخ حسان؟ - التقيته في مسابقة محمد السادس الدولية للقرآن الكريم، وكان يمثل مصر، واجتمعنا على القرآن، ولعلنا افترقنا على القرآن. * يلاحظ أنه في السنوات الأخيرة ظهرت برامج عدة لاكتشاف المواهب الغنائية ترصد لها أموال طائلة، هل تتمنين أن يحظى حفظة القرآن ببرامج مماثلة؟ - والله العظيم حتى القرآن يمنح أموالا كثيرة واهتماما كبيرا، إلا أنه لا ينظر إلى الأمر بجدية، فلدينا مسابقة لتجويد القرآن على القناة التلفزيونية المغربية الثانية، وبرامج خاصة بتجويد القرآن على قناة «الجزيرة للأطفال»، طبعا ليس بنفس الزخم الإعلامي، لكن هذا لا يمنعنا من القول إننا في المغرب الدولة الوحيدة التي يقرأ فيها ورد يومي في المساجد، فبلادنا محفوظة بحفظها للقرآن، وطبعا أتمنى أن نهتم بالقرآن أكثر مما عليه الأمر حاليا لأننا لم نوفه حقه بعد. ولا مجال للمقارنة بين القرآن والموسيقى، نحن نطمح أن ينتشر القرآن على نطاق واسع لكن ليس بنية مقارنته مع برنامج غنائي، فمثلا المسابقة الدولية التي تنظم في ماليزيا مستواها عال جدا، تنقلها عدة قنوات تلفزيونية وتحضرها شخصيات كبيرة في البلد، لو كان في كل بلد عربي تنظم مسابقة بهذا الحجم فسوف تغمض الأعين عن كل مسابقة في مجال آخر. * ما هي خططك المستقبلية، وفي أي مجال تتابعين دراستك؟ - أتابع دراستي في العلوم الرياضية بكلية العلوم في الرباط، وأتمنى من الله أن يوفقني ويجعل القرآن في قلبي وليس في صوتي فحسب، وهذه مسألة صعبة لأنه توجد كثير من الأصوات الجميلة لكن القليل من بينها من تشعر بأنه أثر فيك، كما أتمنى من الله أن يرزقني الإخلاص ويقدرني على إنشاء مؤسسة لحفظ وتجويد القرآن للنساء فقط، كما أستعد لتسجيل القرآن المرتل بصوتي بعد رمضان. * من هم المقرئون المفضلون لديك.. لا شك أنك تفضلين المقرئين المشارقة؟ - لديّ أيضا بعض القراء المغاربة المفضلين، ومن بينهم عمر القزابري والعيون الكوشي، أما المفضلون لدي من المشارقة فيوجد ضمنهم الشيوخ محمد عمران، وعبد العزيز حصان، والصياد، ورمضان، ورفعت، والشحات، ومدارس كثيرة مثل مدرسة عبد الباسط والمنشاوي والحصري. * هل لديك اهتمامات أخرى، سياسية مثلا؟ - لا علاقة لي بالسياسة ولا أتابعها، وأي شيء ينجز في المغرب يعجبني، والمهم عندي هو أن نعيش في أمان. أنا عشت في مصر عامين أيام الثورة، وكنت حزينة جدا لأنني فارقت المغرب لأننا ننعم فيه بالأمن والاستقرار، نحمد الله الذي يحفظ لنا هذا البلد بحفظه للقرآن. وأغتنم هذه المناسبة لأوجه شكري الخالص لأمير المؤمنين، وأسأل الله تعالى أن يصلح به البلاد، ويقدره على ما فيه خير، وأتمنى من الله ألا يخذلني وأن أبقى عند حسن ظن الشعب المغربي. كما أشكر أمي التي دعمتني طوال هذه الرحلة لأنها هي السبب بعد الله تعالى في تحفيزي ووضعي في طريق القرآن منذ أن كان عمري ثماني سنوات، ولولاها لما كنت تابعت هذا الطريق، وأتمنى أن ينعم الله عليها بجنة الفردوس. * كم قيمة الجائزة التي حصلت عليها؟ - 11 ألف دولار.