بحضور رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي أطلق صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة ورئيس مؤسسة الفكر العربي، مساء أمس مؤتمر المؤسسة السنوي (فكر) في دورته الـ 14 بالقاهرة. ويأتي المؤتمر بالشراكة مع جامعة الدول العربية، وبمناسبة الذكرى السبعين لتأسيسها، ويحمل موضوع (التكامل العربي). وألقى الأمير خالد الفيصل كلمة مؤثرة عن واقع الأمة العربية، حيث تطرّق سموه في الكلمة إلى الواقع الصعب الذي تعيشه الأمة العربية، في ظل الاحتراب العربي وفقدان الضمير، معربًا سموه عن أسفه الشديد للإنقسام العربي والاقتتال الداخلى وعدم الوحدة. وتساءل سموه عن الواقع العربي الصعب والاعتماد على الخارج فى كل شىء، ودعا إلى الاستيقاظ من الغفوة والكبوة الراهنة، مشيرًا إلى أننا قادرون على ذلك لإستعادة المجد من خلال تشمير السواعد، وإعداد الشباب، والتسلّح بالعلم والمعرفة. وفيما يلي نص الكلمة: صاحب الفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.. أصحاب السمو والمعالي والسعادة.. الأخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته باسم أمناء مؤسسة الفكر العربي أشكر لمصر العظيمة رئيساً وحكومة وشعباً احتضانها مؤتمر الفكر العربي الرابع عشر كما أشكر الجامعة العربية أميناً ومسؤولين على مشاركتهم المؤسسة في هذه المبادرة الفريدة من نوعها.. وأشكر جميع من ساهم بفكره وجهده في الإعداد والتنظيم لهذه التظاهرة الفكرية وبعد.. أيها الرئيس الموفق ترعى اليوم الفكر بالإبداع يتفتق والعقل بالحكمة يتدفق.. في حدث غير مسبوق، وأسلوب غير مطروق امتزجت فيه السياسة بالثقافة والرأي بالحصافة. واتكأت فيه التمنيات على الدراسات واحتضنت فيه القيادات المؤسسات في مشروع عربي الهوية تحت مظلة الجامعة العربية في ذكراها السبعين.. أيها الأخوة والأخوات.. عالم مضطرب.. ومنطقة تلتهب.. وعرب تحترب.. همش العقل نفسه.. وفقد الضمير حسه. تلاوم القادرون.. فاستفرس الجاهلون. حاولنا الوحدة فأنقسمنا.. واستوردنا السلاح فأقتتلنا.. واجتمعنا للتفاهم فاختلفنا. أنظروا إلى الحال كيف أصبح؟ وإلى الوضع كيف يجرح. نتأثر ولا نؤثر.. ننظر ولا نرى.. نستهلك ولا نصنع.. ونلدغ من كل جحر مرتين. الأخ يقتل أخاه لا يدري لماذا؟ ولا يجد المواطن في الوطن ملاذا. تقاذفتنا المهاجر.. وتباكت لنا المحاجر.. وضحك العدو ساخر.. أما آن لنا أن نستيقظ من الغفوة؟ ونهب وننهض من الكبوة؟ بلى والله.. لقد دعا الزمان.. واستصرخ المكان. ونحن بعون الله قادرون وعن استعادة المجد مسؤولون.. فلنشمر عن السواعد.. ونعد الشباب الواعد. ونسلحه بالعلم والمعرفة.. والجودة والإتقان والتقنية. ولننبذ المكابرة.. ونبدأ المشاورة. فما للعرب إلا العرب.. وهاكم التكامل مشروعا.. بالفكر مطبوعاً من مؤسسة أهلية.. لا حزبية فيها ولا تبعية حرة الرأي.. عربية. والسلام. هذا وقد ألقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، كلمة في افتتاح المؤتمر مساء أمس ، قال فيها: إن التحديات التي يمر بها الوطن العربي، لا سيما بعض دوله لم تعد تقتصر على كونها مجرد مشكلات تواجهها الدول العربية، وإنما باتت تشكل تهديدًا وجوديًا مباشرًا لكيانات تلك الدول ومقدرات شعوبها، وهو الأمر الذي يتطلب ضرورة الحفاظ على وحدة التراب الوطني للدول العربية القائمة، والعمل على تطوير وتفعيل النظام الإقليمي العربي كإطار منظم لكل أوجه العلاقات التكاملية، وللاتفاقيات العربية على كل الأصعدة الاقتصادية والعسكرية والثقافية. وأضاف خلال كلمته مساء أمس في الافتتاح الرسمي لمؤتمر مؤسسة الفكر العربي (فكر 14)، بمشاركة صاحب السمو الملكى الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة ورئيس مؤسسة الفكر العربي، وبحضور العديد من السياسيين والخبراء والمفكرين ورؤساء تحرير الصحف العربية والمصرية، أن المؤتمر يأتي إيمانًا بأهمية تحقيق التكامل العربي وتعزيز العمل العربي المشترك، وصولاً إلى غايات الشعوب العربية في تعاون اقتصادي تتوجه السوق العربية المشتركة وتعاون عسكرى وأمني تدعمه القوة العربية المشتركة، وترابط ثقافي وحضارى يقي الأمة العربية ويلات الفكر المتطرف ومخاطر وتهديدات الإرهاب، ويرتقي بالذوق العام، فينتج نهضة ثقافية تكلل كل هذا التعاون، وتغلفه في إطار حضاري راقٍ ومتميز. وأكد الرئيس المصري على أهمية ربط استراتيجية التنمية الصناعية بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية؛ لتؤتي ثمارها المرجوة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي فتساهم في تحسين مستوى معيشة المواطن، وتخفض من الاعتماد على الاستيراد من خارج الوطن العربي إلى حدود مناسبة تعمل على إصلاح الخلل في الموازين التجارية، وتوفر العملات الصعبة. وشدّد على ضرورة إنشاء القوة العربية المشتركة كأداة مهمة من أدوات التكامل العربي اللازمة؛ للدفاع عن قضايا الأمة العربية حيث تتخذ مصر والمملكة خطوات جادة في هذا الصدد، ومن بينها إنشاء مجلس التنسيق المشترك بين البلدين، والذي تتضمّن أعماله موضوع القوة العربية المشتركة إلى جانب العديد من جوانب تعزيز العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين. ويشهد (فكر 14) للمرة الأولى موضوعي (التقرير العربي ومؤتمر فكر واحد)، في سياق التكامل العربي، ويعتبر المؤتمر استكمالاً لمؤتمر (فكر 13) الذي عقد في مدينة الصخيرات بالمغرب، حيث ستغطى محاور المؤتمر موضوعات(التكامل العربي على كافة المستويات).