×
محافظة المنطقة الشرقية

وفاة شخص وإصابة اثنين في حادث بسكاكا

صورة الخبر

لم يسرق الفنان العراقي نصرت البدر أغنية مجهولة من التراث أو لفنان شعبي نسيه الزمن، بل سرق أغنية شهيرة للفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر هي أغنية "آه يا الأسمر يا زين" التي سجل كلماتها باسم جديد قصي عيسى وكتب أنها من ألحانه، وبثها في الفضائيات، في تجاوز صارخ لكل معنى من معاني حقوق الملكية الفكرية، متجاهلاً تاريخ الأغنية الطويل وشهرتها بين الناس منذ صدورها الأول نهاية ستينيات القرن الماضي وحتى اليوم، ومهمشاً من قاموا بصناعتها؛ الشاعر يوسف ناصر والملحن مصطفى العوضي والمطرب القدير عبدالكريم عبدالقادر. الفنان نصرت البدر قدم أنموذجاً فريداً في السرقة الفنية العلنية في تحدٍ مباشر لمؤسسات حفظ الحقوق الأدبية، ضارباً بالتاريخ وحقوق المؤلف والملحن والمغني عرض الحائط. ورغم فداحة الفعل إلا أن ما قام به هذا الفنان العراقي المغمور إنما يعتبر امتداداً لما يقوم به نجوم الأغنية السعودية والخليجية منذ سنوات حين تسلطوا على التراث السعودي وسطوا على إبداعات الفنانين الشعبيين، وسرقوا ألحانهم وكلماتهم ونسبوها لأنفسهم دون أي محاسبة من الجهات الرقابية المختصة. وطالما كان هذا حال النجوم الكبار الذين ينتمون للبيئة المحلية فكيف نلوم فناناً عراقياً على تصرف مفضوح مثل السطو على أغنية شهيرة مثل "آه يا الأسمر يا زين"؟. ماجد المهندس قبل ذلك كان قد قدم مجموعة من الأعمال الشعبية لفنانين راحلين مثل بشير وعيسى وحمد الطيار وسلامة العبدالله وطرحها في ألبوم كامل وصورها جلسة من إنتاج شركة روتانا، ونسب أغلبها لفلكلور، إلا أنه تدارك خطأه سريعاً وعدل مصادر بعض الأغاني وترك البعض الآخر عائماً دون مصدر، وغير المهندس كثير من الفنانين مازالوا يقتاتون على الإبداع الفني القديم بشكل يثبت أن الساحة الفنية مازالت تفتقد إلى صُناع موسيقيين حقيقيين من يحترمون ذائقة الناس. أين الجهات الرقابية عن هذه التجاوزات؟ وليت أن سرقة الألحان القديمة تأتي بالمحافظة على روحها الإبداعية بل على العكس يتم تشويهها كما فعل نصرت البدر في "آه يا الأسمر يا زين" حيث قدمها في قالب من النشاز والصراخ، معلناً عن نفسه أحد "شلة" فناني "البرتقالة" التي عاثت بالفن وساهمت معها القنوات الفضائية في تسطيح العمل الفني الراقي وتوجيه ذائقة المجتمع لأغان تافهة. إن سكوت جمعيات الحفاظ على التراث وأقسام حفظ الحقوق الأدبية عن نصرت البدر في سرقة أهم مطرب خليجي يحترمه كل الناس، سيكون بمثابة التصريح لأي فنان آخر بتكرار السطو والتلاعب بتاريخنا الفني العظيم دون مطالبة بالحقوق وفرض العقوبة. في الغرب والدول المثقفة موسيقياً، ليس هناك عبث في مسألة الحقوق، ولا يستطيع أحد الاستفادة من إبداعات غيره إلا بوثيقة عقد وإذا خالف ذلك فسيتعرض لمحاكمة وغرامات مالية وسجن، ولهذا تطورت صناعة الفن في العالم المتقدم واستمر المبدع الغربي في ابتكار أساليب فنية راقية ترضي الجمهور ولا تتجاوز على الإبداعات القديمة.