كشف موقع إحصائيات دوري المحترفين السعودي "دوري عبداللطيف جميل"، بعد الجولة التاسعة من الدوري حتى الآن، عن شُح تهديفي كبير، سجلته بوضوح أندية الدوري، بعد الاكتفاء ب هدفا في تسع جولات ومباراة واحدة كانت مقدمة من الجولة العاشرة جمعت الخليج بنجران، أي بمعدل . هدف في كل مباراة، من مباراة لعبت حتى الآن في الدوري. وجاء مجموع أهداف الأندية التي تصدرت قائمة الأندية الأكثر تهديفاً في الدوري بنهاية الجولة التاسعة، وهي الهلال هدفا، ثم التعاون هدفا، فالأهلي والاتحاد بذات الرصيد هدفا، والنصر خامسا ب هدفا، إذ سجلت هذه الأندية مجتمعة هدفا، من المجموع التهديفي العام ، مقابل هدفا لبقية الأندية التسعة التي تلتها في الترتيب الهجومي، وهو واقع تهديفي منخفض. فيما سجلت الجولة العاشرة من الدوري، وفق موقع إحصائيات دوري المحترفين السعودي (دوري عبداللطيف جميل) أقل جولة في عدد الأهداف هذا الموسم، ب هدفا وثالث أقل جولة في عدد الأهداف منذ إقرار مشاركة فريقاً -م. التراجع التهديفي الكبير حتى الآن يشير بوضوح إلى ضعف العمل الهجومي في أندية الدوري، والمبالغة في الخطط الدفاعية، وتضاؤل تواجد صناع اللعب في الأندية، ممن يملكون اللمسة الأخيرة قبل تسجيل الأهداف، إذ تصدر مهاجم التعاون الكاميروني الهداف إيفولو قائمة اللاعبين الأكثر صناعة للاهداف بخمسة، تلاه ظهير الهلال الأيمن محمد البريك بأربعة، وبالرصيد ذاته جاء لاعب وسط الهلال نواف العابد، وهي إحصائية هزيلة أيضا على مستوى صدارة صناعة الأهداف، في مباريات الدوري حتى الآن، وقد أثر غياب الهدافين المحليين في المواسم الماضية، عن قائمة الأكثر تهديفا على ضعف المعدل التهديفي العام، ومن أبرزهم المهاجمون محمد السهلاوي ونايف هزازي وحسن الراهب من النصر، ومهند عسيري من الأهلي، ومختار فلاتة وعبدالرحمن الغامدي من الاتحاد. الرصيد التهديفي الضئيل لأندية "دوري عبداللطيف جميل" مقارنة بمواسم سابقة، يكشف أيضا ضعف الخيارات الأجنبية للأندية السعودية هذا الموسم، وهي التي تنحصر غالبا في مركزي صناعة اللعب والهجوم، غير الغياب المستغرب لمعظم العناصر المحلية، عن التألق في صناعة وتسجيل الأهداف حتى الآن، وهي التي يعول عليها في قيادة المنتخب خلال الاستحقاقات القوية القريبة ل"الأخضر". وفي جانب آخر وفي هذا الإطار يمكن القول إن تقارب مستويات الأندية وحرص الأندية ذات المراكز الوسط والمراكز المتأخرة على الظهور القوي في الدوري، والهروب الباكر من صراع الهبوط، أجبر أجهزتها الفنية على اللجوء للطرق الدفاعية؟ وسياسة إغلاق المناطق الخلفية تماما خصوصا أمام أندية المقدمة، للحفاظ على نظافة الشباك، وللخروج على الأقل بنقطة وحيدة. وتقلق مشكلة الضعف التهديفي في الدوري المتابعين على صعيد الحضور الجماهيري، إذا ما عرفنا أن متعة كرة القدم الحقيقية، تنحصر أولاً وأخيرا في غزارة الأهداف خلال المباريات، إذا تظل مباريات التعادل صفر-صفر، أو التي تنتهي 1-صفر، من المباريات المملة والرتيبة، التي لا تجذب الجمهور كثيرا لحضور المباريات المقبلة، وهي من العوامل المؤثرة في خلو جل المدرجات من المشجعين، على الرغم أن أكثر ما يميز الدوري السعودي عن غيره من الدوريات العربية وخصوصا الخليجية هو الحضور الجماهيري الكبير، الذي يتواكب مع ارتفاع الرتم الفني خلال المباريات والاستمتاع معه بمشاهدة الأهداف، ولعل أهم إشارات التفاؤل أن 70% من المباريات التنافسية المهمة "الدربي" و "الكلاسيكو" لم تلعب حتى الآن.