أبوظبي (الاتحاد) أصدر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، مؤخراً، تقريره الثالث حول تصنيف أهم مراكز الدراسات والبحوث العربية والدولية، بعنوان «تقييم مراكز الدراسات والبحوث العربية والدولية 2014/ 2015»، وذلك بعد أن حظي التقريران الأول والثاني، اللذان أصدرهما المركز في العامين الماضيين، باهتمام كبير من مختلف مراكز البحوث والدراسات، وخاصة أن التقرير يتضمن قائمة تضم أفضل مراكز البحوث والفكر الإستراتيجية في المنطقة العربية والعالم. ورغبةً في التوصل إلى تقييم سليم وموضوعي يتسم بالحيادية والنزاهة، لم يُدخل مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية نفسه ضمن هذا التقييم. واتجه المركز إلى وضع خمس مجموعات رئيسية من المعايير استند إليها في إجراء عملية التقييم، وترتبط المجموعة الأولى بالمؤسسة نفسها ومواردها وحجم ميزانيتها، فيما تركز المجموعة الثانية على طبيعة عمل المؤسسة ودورها، وتتعلق المجموعة الثالثة بمدى قدرة المؤسسة على دعم عملية اتخاذ القرار، وتقيس المجموعة الرابعة مدى قدرة المؤسسة على الإسهام الأكاديمي الفعال، وأخيراً ترصد المجموعة الخامسة مدى كفاءة المؤسسة في تحقيق التواصل مع المجتمع. وفي ضوء هذه المعايير جرى اختيار أفضل عشرة مراكز بحوث في العالم العربي، حيث جاء مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية (جمهورية مصر العربية) في المرتبة الأولى، تلاه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية (المملكة العربية السعودية) في المرتبة الثانية، ثم مركز دراسات الشرق الأوسط (المملكة الأردنية الهاشمية) في المرتبة الثالثة، وفي المرتبة الرابعة جاء المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية (المملكة المغربية)، ثم كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية (دولة الإمارات العربية المتحدة) في المرتبة الخامسة، فيما حل مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية (دولة الكويت) في المرتبة السادسة، ثم في المرتبة السابعة المركز اللبناني للدراسات (الجمهورية اللبنانية)، تلاه مركز عيسى الثقافي (مملكة البحرين) في المرتبة الثامنة، ثم مركز هداية (دولة الإمارات العربية المتحدة) في المرتبة التاسعة، وجاء المركز المصري للدراسات الاقتصادية (جمهورية مصر العربية) في المرتبة العاشرة. كما اختار التقرير أفضل 20 مركزاً بحثياً في العالم من ضمن 219 مركز دراسات استراتيجية في 25 دولة لديها أكبر عدد من المراكز البحثية، وضمن المراكز العشرة الأولى، جاء معهد بروكينجز (الولايات المتحدة الأميركية) في المركز الأول، ثم في المركز الثاني المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتهام هاوس) (المملكة المتحدة)، ثم في المركز الثالث مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (الولايات المتحدة الأميركية)، وجاء في المركز الرابع معهد استوكهولم لأبحاث السلام العالمي (مملكة السويد)، تلاه في المركز الخامس مؤسسة راند (الولايات المتحدة الأميركية)، ثم في المركز السادس المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية (جمهورية ألمانيا الاتحادية)، ثم مجلس العلاقات الخارجية (الولايات المتحدة الأميركية) في المركز السابع، فيما حل المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية (المملكة المتحدة) في المركز الثامن، وتبعه معهد اليابان للشؤون الدولية (اليابان) في المركز التاسع، ثم مؤسسة فونداكاو جيتوليو فارغاس (جمهورية البرازيل الاتحادية) في المركز العاشر. وبهذه المناسبة أكد الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، أهمية هذا التقرير، وخاصة أن إعداده استغرق فترة طويلة من العمل الجاد والدؤوب لبلورة معايير علمية وموضوعية جديدة في تصنيف مراكز البحث والفكر (Think Tanks) لا يشوب حياديتها أو نزاهتها أي شك، وأشار سعادته إلى أن «إصدار هذا التقرير للعام الثالث على التوالي يأتي ضمن الجهود العلمية التي يبذلها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، عبر البحث والاستقصاء في المعايير العلمية لتصنيف المراكز، للخروج بتقرير دقيق ومتوازن». وذكر أن أهمية إصدار هذا النوع من التقارير تتضح بالنظر إلى أن معظم دول العالم باتت تعتمد على الفكر والعلم والمعرفة لطرح حلول ناجعة للتحديات المختلفة التي تواجهها، ولذا زاد الاهتمام بدور مراكز الدراسات والبحوث في دعم اتخاذ القرار، وصنع الإستراتيجيات، واقتراح السياسات. وأوضح سعادته أنه بناءً على ذلك، فقد أولى مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية مسؤولية إصدار تقييم سنوي للمراكز البحثية اهتماماً كبيراً، يأخذ في الاعتبار معايير موضوعية وشاملة للتقييم.