أطلقت هيئة الصحة في أبوظبي أمس الاجتماع الثالث حول هشاشة العظام بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي تنظمه المؤسسة الدولية لهشاشة العظام وجمعية الإمارات لمرض هشاشة العظام في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وستركز اجتماعات هذا العام على العلاقة التي تربط مرض هشاشة العظام بمرض السكري، اللذان يعدان من أكثر الأمراض انتشاراً في المنطقة، نظراً لارتباطهما الوثيق بأسلوب الحياة غير الصحي. وغالباً ما يرتبط مرض السكري بالعديد من المضاعفات السلبية والتي تؤثر بدورها وبشكل مباشر في صحة العظام، وفي الوقت الذي يتم فيه العمل على استكشاف مرض هشاشة العظام بكافة جوانبه، سيقوم الخبراء خلال الاجتماع بمواصلة البحث للتعرف بشكل أكبر إلى العلاقة التي تربط مرض السكري بمرض هشاشة العظام، والسعي لاقتراح حلول مبتكرة للتعامل معها. وأظهرت إحصائيات هيئة الصحة في أبوظبي أن عدد حالات الإصابة بمرض هشاشة العظام في إمارة أبوظبي، كانت قد بلغت 2143 حالة في عام 2014، تم التعرف إليها من خلال تقارير حوادث كسور العظام لدى كافة المستشفيات في الإمارة، حيث بلغت نسبة المصابين من الإناث 77%، ويعتبر نقص فيتامين د من أبرز العوامل المسببة لزيادة احتمالية الإصابة بمرض هشاشة العظام، علماً بأن الهيئة كانت قد سجلت 203 آلاف و 281 حالة نقص فيتامين د في عام 2014 كان 61% منها إناثاً. كما تشير الإحصاءات إلى أن 8-20% من سكان المنطقة تفوق أعمارهم ال 50 عاماً وسترتفع النسبة لتصل إلى 25% في عام 2020، وإلى 40% في عام 2050، وفي الوقت الذي ينتشر فيه مرض هشاشة العظام في المجتمعات ذات المعدلات العالية من الشيخوخة، فإنه يمثل عبئاً إنسانياً واجتماعياً واقتصادياً على المستويين الإقليمي والدولي. وقالت الدكتورة مها تيسير بركات، المدير العام لهيئة الصحة في أبوظبي: في منطقتنا، ليس هناك وعي كاف بمرض هشاشة العظام، فهو مرض لا يحظى بالاهتمام اللازم كغيره من الأمراض غير المعدية. أضافت: إن الوقاية هي جزء أساسي من عملنا، وإننا في إمارة أبوظبي نعتبر الأمراض غير المعدية كمرض هشاشة العظام من أبرز أولوياتنا. إن هشاشة العظام تجمع بين كونها مرضاً، وكونها أحد عوامل الخطر التي قد تعرض الإنسان للكسر في العظام، وبصفتنا رواد قطاع الرعاية الصحية في المنطقة، فإننا على دراية تامة بافتقارنا إلى بيانات دقيقة حول أنماط وأسباب وآثار مرض هشاشة العظام، ومن هنا، جاء هذا الاجتماع مع زملائنا على مستوى المنطقة لتعزيز الجهود الرامية للتعامل مع هذا المرض من خلال تبادل المعارف والبحوث العلمية المتخصصة.