كلنا يعلم الهدف الأساس للكتاب في اتجاهه إلى التنوير عبر الإضافة المعرفية التي يقدمها من خلال الكتب الفكرية، والفلسفية، والنقدية، والتأصيلية في جوانب المعرفة الإنسانية المختلفة، ومن خلال التشكيل الإبداعي لعلاقة الإنسان بعالمه عبر النصوص الإبداعية، وتشكيلات الفنون، لكن طابع الاحتيال الإنساني، واستمراء الإنسان لخداع من يمارس عليهم تسلطه في الاحتيال، ما زال يقوي طريق هذا الشيطان في النفس الإنسانية؛ فإذا بفعل التنوير للكتاب، والتشكيل الخلاق للإبداع يؤول إلى مصائد غش وخداع عبر الكتاب، ولكي أقبض معكم على نماذج لهذه المصائد أذكركم بنتاج بعض الأسماء الكبيرة في بعض دور النشر، تجدون الكتب المتتابعة لبعضهم في أحسن الأحوال عبارة عن إعادة طبع لكتب سابقة، الذي يختلف: عنوان جديد مع إعادة ترتيب للفصول أو إضافة جديدة من جماع فصول سابقة، فقط. قفوا على فوارق الكتب تجدون الأمر واضحاً. وتجدون بعض الكتب تجميعاً لتقارير إنجازية لبعض المؤسسات، مع اختلاس ما أعد للرؤية والرسالة والاستراتيجيات لهذه المنجزات وتضمينه في الكتاب (المزعوم). وتجدون هناك من يدخل عالم النقد لمجرد أنه بعثر كلمات مبدع متنفذ أو بُعثرت له. وهناك كتب لا يؤهلها لأن تكون في كتاب إلا كونها مجموعاً لمقالات توخى صاحبها صدى إعلامياً اصطاده. وأما في الإبداع فانهالت المؤلفات التي لا يفصل بين مؤلف وآخر إلا شهور هي الفوارق بين أزمنة معارض الكتب من الدار البيضاء غرباً إلى الشارقة شرقاً، وكأن الإبداع كلمات تتدفق في غياب عن تشظي الذات مع عالمها ومحاولاتها الالتئام معه عبر خوانق الذات، ومصاعب الالتقاط، أظن أن دكاكين الكتابة لمن يدفع ويمهر زادت عن الحد، فاستشرت شهوة الحضور الكتابي دون كتاب. وعلا استسخاف عقل القارئ ووعيه، حتى أن بعض من أُثير لغط حول سرقاتهم للكتب، وجرت محاكمات قضائية لهم، يتفاجأ الناس بأن له كتاباً جديداً مسروقاً. إننا إذا استشرى فينا هذا الداء أصبح بلاؤنا من التنوير فلا به استضأنا ولا من الفساد سلمنا، والله المستعان.