سلوكيات عديدة، وأفكار مختلفة، ومصادر معلوماتية كثيرة، يجدها الأبناء في متناولهم على اختلاف مراحلهم العمرية، والتي يمكنها بسهولة اختراق أفكارهم وقلب موازين حياتهم، خصوصاً إن لم يكن لديهم حصانة فكرية قادرة على أن تسعفهم وتمنحهم القوة في مواجهة وسائل الإقناع وأدواته الكثيرة التي يستخدمها البعض، بهدف التأثير على الحماس الفكري لهؤلاء الأبناء وجذبهم إلى مستنقعات ضحلة يصعب الخروج منها بدون أضرار سلبية. محمد سعود اختصاصي اجتماعي قال إن أولياء الأمور مطالبون برفع ثقافتهم الفكرية وتطوير أساليبهم لتأكيد تربية إيجابية للأبناء تمنحهم القدرة على مواجهة هجمات العولمة والتطور التي تؤثر على أفكارهم وطموحاتهم وتوجهاتهم، مشيراً إلى أن الأدوات والأساليب التي يستخدمها الطرف الآخر الكامن في العالم الافتراضي أصبح لها مفعول سحري في جذب عقول الأبناء وخصوصا من هم في سن المراهقة. وأشار إلى أن أفضل وسيلة لتجاوز هذه الصعوبات، تكمن في تحصين الأبناء ضد الأفكار السلبية من خلال تشجيعهم على ممارسة الشعائر الدينية وتوجيههم إلى الفكر المستنير الذي يعكس قيم الدين وسماحته ومبادئه، وحثهم على طلب العلم والابتعاد عن وصفهم بكلمات سلبية تحمل في طياتها معاني الإحباط والفشل،.. لأن ممارسة ذلك تفقد الابن ثقته بنفسه وبالتالي يشعر أنه عديم الفائدة، فيفقد الإحساس بالإيجابية ويتنازل عن طموحه ويبدأ ممارسة سلوكيات خاطئة يشعر فيها بأنه صاحب قرار وله القدرة على ذلك. وأضاف: متابعة ولي الأمر للأبناء بصورة مستمرة وبقاؤه بالقرب منهم وعلى دراية بطباعهم وطموحاتهم، تسهل عليه اكتشاف أي تغيرات عليهم، ومعالجتها بصورة فورية دون أن يكون لها أثر سلبي، مؤكداً أن الاستباقية وتعزيز الصور والأنماط الإيجابية مطلب تربوي أساسي لا يمكن على رب الأسرة أن يتنصل منه مهما كانت الظروف والمناسبات.