كشكول مشاركات ورسائل القراء صلاة الخلود صلّى الخلود نوافل الأحرار بمحراب الحسين(ع) صدحت حناجر تهتف... الله أكبر.. ترفع أكفها القانية... تهرع زحفاً أفئدة حرة نحو الشموخ المرمل والمعشوق النازفة جراحاته تناجيه من بعد الطريق تقصّر الخطى إذا ما لاحت لها معامل طفه فيعتصرها ألم الشوق ولذة اللقيا تسبح وتهلل ظلاماتها المستصرخة ولا يقر لضرامها المؤجج المفعم بالحرية قرار لا تهدأ زفرتها تشم عبقهُ فتتلعثم آيات الحنين على لسانها تخاطبهُ (لبيك داعي الله)... أتيناك لا نرجو سواك فتراهُ طيفاً يدغدغ كيانها وتصعد بدوحهِ أنفاسها المستضعفة تراه بعين الجلال فتقتفي بصائرها آثارُ تتعلق أراوحها برايته الخفاقة، فتنطلق بمسيرتها المليونية التي لا يحدها حد ومن كل حدب وصوب لا تبالي إن وقعت على الموت أو وقع الموت عليها كأنظومة شبله المبضّع علي الأكبر «ع» ويتقمصها من جنّ بهواه فيرى معانقة الشهادة دونه أشهى من العسل كشبل أخيه القاسم (ع). لقد سطرت دماؤهم الزاكية أروع آيات التفاني والإيثار بملحمة سجلها التأريخ فرحين بما آتاهم الله من فضله... تزف مهجهم إلى عالم الخلود ... فعنوانه المجلجل تحدى الطغاة وأقعس قوامهم مرددين ترنيمته المدوّية (هيهات منا الذلة) ينهل من معينها القاصي والداني... ولم تقتصر على ديانة بل على عزة الأحرار، فيبحر في لجها المتلاطم أمواجه أحرار البشرية، فهذا الزعيم غاندي يصرّح: تعلمت من الحسين أن أكون مظلوماً فأنتصر... لبت دعوته أمم وأجيال متعاقبة تجدد العهد والبيعة مع كبريائه المستبسل وأي ملحمة تلك التي أضحت أنشودة الغضب الإنساني ولحن الثائرين حيث تجسدت فيها معاني العطاء اللامتناهي في سبيل العلياء لا غرو أن شهادة الحسين (ع) أحرزت تسديد السماء تتصدر جميع الثورات عبر الزمان، فاستقطبت كل ذوي الألباب لقد قصدت رواقه الألمعي لتحط رحالها بنزله ولا تبالي في الله لومة لائم عساها تركب في سفينة الحسين الأمضى إلى الفردوس فتقر عيناً. نهاية الحواجالزوجة الثانية طرحت صحيفة الوسط قبل فترة سؤالاً «جدليا» للقرّاء يسأل (لماذا يلجأ الرجل للزوجة الثانية؟)، وهو سؤال قد تخمّن وتعرف مسبقا كيف ستكون شكل الإجابات والتعليقات سواء من الرجال او النساء، فالرجال سيقولون انه حق من الحقوق وإن الزوجة الأولى قد تكون مريضة او عاقرا... وغيرها من الأسباب، أما النساء فسيعزون ذلك غالبا الى أن الرجل بطبعه «عينه فارغة» وخِلوٌ من الإخلاص وانه لا يقنع ولا يشبع! غير أن السؤال الذي «يجب» ان يطرح وهو اكثر إشكالية وجدلية؛ هو لماذا تقبل المرأة نفسها ان تكون زوجة ثانية أو «ضرّة» كما يطلق عليها؟! فالفتاة تعرف أنها عندما تقبل ان تكون زوجة ثانية، فإنها ستدخل دوامة من الصراعات والحروب النفسية بدءًا من أهلها وليس انتهاءً بحنق الزوجة الأولى وأهلها وأبناء زوجها وإخوته... فضلاً عن شعورها ان نصف زوجها فقط لها -إن جاز التعبير- وهي ربما تكون في قلق ووجل من ان الرجل بعد فترة قد يعتبر زواجه منها نزوة، فيحنّ لبيته وزوجته الأولى فيهجرها او يطلّقها. ومع ذلك فالمرأة تغامر بالزواح من رجل متزوج راهنة حياتها لبعض الحظ والرجاء! فلِمَ تقبل على نفسها ذلك؟ غنيّ عن القول ان المجتمع قليلا ما يجد عذرًا للزوجة الثانية ونادرا ما يتعاطف معها او يتفهّم ظروفها وخصوصاً أولئك الذين يمكن ان يقع عليهم تبعات و»ضرر» دخول هذه «الضرّة» الغريبة الى (القبيلة). مما يجدر التذكير به هنا أن المجتمع دائما ما يدفن رأسه في التراب مُعرِضًا عن بعض المشاكل «الحساسة» التي تغوص في اعماقه، ومنها هنا ما يتصل بموضوعنا تحديداً؛ وهو بقاء الكثير من الفتيات دون زواج وقد تجاوزن السن المرغوب! وهو ما يرتبط فعلياً بالسؤال الذي طرحته الصحيفة بدءًا. اذ إن الرجل يتزوج الثانية والثالثة؛ لأنه يجد من تقبل ان تتقاسمه مع اخرى؛ ذلك لأن هذه «الثانية» كأي امرأة، لديها مشاعر واحاسيس مكبوتة ولديها احلام في ان يكون لها زوج وأطفال وتكوين اسرة ومستقبل «أياًّ يكن». لست في وارد سرد اسباب وعوامل تأخر أو عدم زواج الفتيات، فذلك ما يطول شرحه، ولكن ما يؤلم وما يمكن ملاحظته، وقد بدأ بالانتشار، أن شبابنا «القادر على الزواج» صار للأسف يختار أن يقترن بامرأة أجنبية «عربية أو آسيوية»، مفضّلاًّ اياها على مواطنته، وهو لو فكّر في الأمر لوجد أن سلوكه هذا -رغم انه حق وشأن شخصي- ولكنّ فيه كثير من الأنانية وعدم الشعور بالمسئولية تجاه مجتمعه وأهله، وليس هناك سبب واقعي او موضوعي يسوّغ له هذا العمل. وقد تحدّثت الى أحدهم ممن اعرف، فكان يطرح بعض الأسباب -لم يعد ارتفاع قيمة المهر من ضمنها- ولكن أهم أسبابه انه يريد أن يبتعد عن «وجع الرأس» بتدخل أهل الزوجة في حياته، وهو -بحسب زعمه- إذ يتزوج اجنبية فلن يكون لأهلها تأثير يذكر على حياته وسيعيش راحة بال واستقرارا. قطعا هذا من أوهى الأسباب وأكثرها تهافتا وسذاجة، فالزواج لدى مجتمعاتنا العربية ليس ارتباط رجل وامرأة فقط، وانما ارتباط بين أسرتين او عدة اسر؛ ذلك لأن الأطفال عندما يولدون لا بدّ أن يكون لهم جدود وجدّات وأخوال وخالات وأعمام وأبناء عمومة وخؤولة، وكل أولئك سيكون لهم دور وأثر «ايجابي» غالبا، ويكونون دعائم وظلالا و»عزوة» -كما يقال- لهذه الأسرة الصغيرة، ومنهم يُكتَسب الخلق وطيب المعشر والمودة. ختاماً، إن مناقشة ومعالجة أسباب قبول المرأة الزواج من رجل متزوج أحرى بأن يفتح باب مناقشة تأخر زواج الفتيات، وما يجب على المجتمع إزاءه من «تطبيع» وقبول فكرة الزوجة الثانية لخيره وصالحه وصلاحه. جابر عليحين تعود مقلباً صفحات أيامك حين تعود مقلباً صفحات أيامك عائداً إلى ذكرياتك باحثاً عن ما كرست له حياتك عن ما صور لك أنه أهم ما في حياتك، وأن في غيابه ستفقد طعمها ولونها ومعناها، ذلك الشيء الذي كان في الماضي يحتل قلبك ويشغل بالك، خسرت لأجله الكثير، وعشت لأجله المر، ذلك الشيء نفسه لا أهمية له، فقد مضى وبرحيله تلاشت صورته وظلاله، سيتفاجأ كيف أمضيت أيامك مهرولاً خلفه مدافعا عنه مستميتا لأجله. كان ولعك بذاك الشيء يحتل كيانك، ووجدانه كلمة عابرة كانت كافية لتوقظ فيك سيلاً من غضب كبير يقذفه عقله كحمم بركان رهيب، في كل اتجاه هذا كان حالك، وحين تهدأ الجروح وتذبل ألوانها، وتبوح بأنها كانت مجرد خيالات نفس واهمة غاضبة متعبة من الداخل ومنهكة، ستكون الدهشة نصيبك ومعها الذهول، الأمر برمته يبدو الآن في منتهى الغموض لماذا فعلت كل هذا؟ كيف آل لهذا المنحدر؟ افتح قلبك قبل أن تشرق الشمس إنه مجرد للنور أن يلمسه، مجرد مروره بداخله، مجرد عبوره فيه، ستكتشف حقيقته من تكون، وماذا تريد، وترى نفسك تفقد أهمية كل ما هو سيفنى ويخسر قيمته، فتبدو اللحظة التي تلي لحظته خالية من كل شيء وكأنه ما كان، وكأنه لم يمر أبداً حدثاً على صفحات الأيام. علي العرادي