أصبح منزل الطفلة جوري الخالدي التي عادت لأسرتها بعد 288 ساعة من اختفائها، مزاراً لأهالي الحي وغيرهم الذين حضروا مباركين ومهنئين بسلامة جوري خلال اليومين الماضيين. فغص الحي الذي تقطنه جوري بسيارات المباركين، الذين حضروا مصطحبين أسرهم وأطفالهم لتقديم التهاني لأسرة الخالدي، فاكتظ المنزل بهم، بالإضافة إلى وسائل الإعلام الذين حضروا لينقلوا فرحة الجميع بعودة جوري. ورصدت "الاقتصادية" خلال زيارتها إلى منزل العائلة في حي الندوة شرق الرياض، مشاهد الفرح التي ظهرت على محيا والدتها وأقاربها والحضور، حيث كانت جوري هي نجمة المجلس، الكل يريد السلام عليها، والتصوير معها. جوري والأرق وبالرغم من مظاهر التعب والإرهاق، الذي وضح على محيا جوري إلا أنها تتفاعل بـ"الابتسامة" مع عدسات الكاميرات التي حضرت لتوثيق الفرحة، زميلات جوري من أقاربها كانوا من بين الحضور، حيث حاولوا اللعب معها ببراءة الطفولة، إلا أنها كانت متمسكة بوالدتها طيلة لقائنا بها، وكأنها تشكو ألم الفراق. أيام عصيبة الدعاء والثقة بالله والرجاء به ثم برجال الأمن كان سلاح أسرة جوري، حيث كانوا واثقين من عودتها سليمة وإن طال الوقت، هكذا وصف عبد الحكيم الخالدي خال الطفلة جوري، الأيام الماضية كانت عصيبة على الأسرة دون استثاء، فكل اتصال في الهاتف أو طرق باب يفتح لهم أملا بعودة جوري. العجوز والبكاء ويرى خال جوري أن الترقب والسؤال عن جوري لم يقتصر على أسرتهم فقط، بل إن هواتف الأسرة لم تتوقف طيلة الأيام الماضية، من رجال ونساء لا تربطهم صلة بالعائلة في جميع أنحاء المملكة، للسؤال عن جوري، مستشهداً باتصالات متكررة بإحدى كبيرات السن من المنطقة الشرقية التي لا يعرفونها، وسمعت بقصة الاختطاف التي كانت تتصل بشكل مستمر للسؤال عن جوري، وهل هناك خبر عنها، وكانت فرحتها حين سماعها خبر العثور عليها لا توصف، حيث كان البكاء حاضراً. الطلفة جوري مع والدتها وخالها. هنا تداخلت والدتها التي أكدت أن سؤال الناس الدائم عن ابنتهم والدعاء بأن يحفظها الله، وثقتها بالله ثم بوعود رجال الأمن ساهم في التخفيف عن فراق ابنتها الكبرى، لتضمها لأختها التي تصغرها، مشيرة إلى صعوبة أن تصف حالها قبل وبعد العثور على جوري، مقدمة نصيحة لابنتهم بأن يحافظوا على أطفالهم في جميع الأماكن العامة. مصير الخاطفين وحول مصير الخاطفين، قال خال جوري إنهم ينتظرون الإجراءات الأمنية والتحقيقات، ولكل حادث حديث، وإنه على ثقة بأن السلطات ستعمل على إيضاح جميع الملبسات. الرعاية الصحية والنفسية وعن خضوع جوري لرعاية صحية بعد عملية الخطف، أوضح أنهم تلقوا اتصالا من مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض، يؤكدون أن الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، وجه بتقديم كامل الرعاية الصحية والنفسية لابنتهم جوري، معتبراً أن ذلك ليس غريباً على قيادات الوطن وشعبه. وذكر أن تخصيص مكأفاة لمن يعثر على ابنتهم والتي قاربت الستة ملايين جاءت من قبل رجال أعمال، فمليون من رجل نعرفه، والخمسة الملايين الأخرى من محبين ومتعاطفين لا نعرفهم قدموها لوجه الله. وحول تفاعل المجتمع في وسائل التواصل الاجتماعي مع قضية ابنتهم، قال إن ذلك ليس غريباً على السعوديين الذين عرفوا بطيب معدنهم وفزعتهم، منوهاً أنه وضع له حساباً في "تويتر" لأول مرة لمتابعة تفاعل الناس مع جوري الذي أسعده، وأنه سيغلقه الآن بعد العثور عليها، مقدراً شكره وتقديره لكل من تعاطف وتفاعل مع ابنتهم، سواء بالسؤال أو الحضور، أو في وسائل التواصل الاجتماعي. الإشاعات والمضايقات وأشار إلى أن أبرز ما كان يضايقهم هي الإشاعات التي يروجها بعض الأشخاص في وسائل التواصل الاجتماعي، فمرة يشيعون قتل جوري، وأخرى يختلقون القصص الخيالية التي لا تمت للحقيقة بصلة، فكانت تؤذي أهلها وأقاربها. وكانت شرطة منطقة الرياض، أكدت أنها أجريت لها الفحوص، وتم التأكد من أنها بصحة جيدة وسلمت لأسرتها. وأوضح العقيد فواز الميمان الناطق الإعلامي في شرطة منطقة الرياض، أن خاطف الطفلة شخص خطير للغاية، ومطلوب في قضايا مهمة، حيث جرت مباغتته والقبض عليه والعثور عليها داخل شقة مع خادمة إثيوبية، كما تم القبض على مقيم سوري مشارك في واقعة الاختطاف حاول الفرار على متن سيارة حيث تم ضبطه. وأبان أنه جرى تسليم الطفلة المحتجزة لوالدتها عقب إجراء الكشف الطبي عليها، والتثبت من سلامتها وضبط كل من له صلة بهذه القضية. وقال إنه تم العثور على سلاح من نوع مسدس وكمية من مادة الحشيش المخدر، كما تم رفع العينات، وإحالة المقبوض عليهم والمضبوطات لجهة الاختصاص لاستكمال التحقيقات.