×
محافظة الرياض

عام / كشافة لجنة التنمية بحي البديعة تختتم مشاركتها في مشروع نظافة وحماية البيئة

صورة الخبر

تستعد دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة لتنظيم الدورة 18 من مهرجان الفنون الإسلامية، التي تقام هذا العام تحت شعار النور، وتنطلق في 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري ويشارك فيها ما يقارب من مئة فنان من مختلف أنحاء العالم بأعمالهم في فعاليات المهرجان وأنشطته المختلفة، تتناول أعمالهم موضوع النور من زوايا مختلفة وبتمثيلات وأساليب ووسائط فنية مختلفة، تتنوع بين اللوحة والعمل التركيبي والتصميم وغيرها. يعتبر النور الذي اتخذ شعاراً للمهرجان ذا بعد أصيل في الفكر والعقيدة الإسلامية، فالنور رمز الإيمان الصحيح والطريق المستقيم الذي يسلكه المؤمن في مقابل الظلام الذي هو نهج الضالين، وفي الرؤية الصوفية النور هو نور الله الذي تستمد منه الأكوان أنوارها، ويعتبر شكل الدائرة أحد أدوات تمثيل هذا النور عند الفنان الإسلامي لأنها ترمز للشمس والقمر، وهذا ما يفسر الحضور الدائم للدائرة في الفنون الإسلامية، سواء كان ذلك الحضور ظاهراً كقباب المساجد، وكما هو في المحاريب والأقواس الدائرية في المساجد والقصور، كما حضرت الدائرة ظاهرة في زخرفة الخط العربي، حيث يضع الفنان دائرة أو عدة دوائر حول النص الذي يكتبه، وتشيع الدائر خاصة في لوحات الحلية الشريفة، وقد تكون الدائرة متخلية في البناء وكذلك في الخط حيث كثيراً ما يركب الفنان نصه الذي يخطه على شكل دائري من دون أن يرسم خط الدائرة، لكنه يتخيله في ذهنه، ويعمل عليه، ولا يقتصر تمثيل النور على شكل الدائرة، بل إن الحرف العربي في مخيلة الفنان الإسلامي هو تمثيل للنور، لأنه هو حرف القرآن، والقرآن من أسمائه النور، وهو نور الله الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلام للعالمين، ومن هنا كانت العناية بالحرف واستقصاء كل طاقته الجمالية هي في بعدها العميق محاولة فنية لتمثيل دلالة ذلك النور الذي يرمز له. وتسعى دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة من خلال موضوعة النور، إذاً، إلى أن تحفز مخيلات الفنانين المعاصرين على اختلاف مشاربهم على مقاربة موضوع أصيل في الفن الإسلامي، وإقامة اشتباك فني مع أطروحات الفنان الإسلامي القديم، سعياً لمنحهم فرصة تقديم رؤية جديدة وبأساليب معاصرة لموضوع فني أصيل، ما يفتح الباب للتطوير في الفنون الإسلامية، وتقديمها بحلة معاصرة، وهذه العملية ظلت المرتكز الدائم لمهرجان الفنون الإسلامية في كل ما يطرحه من شعارات، منذ تأسيسه إلى اليوم وفي ضوء شعارات دوراته السابقة ومنها: طريق الحرير وفلك الفسيفساء ونقش ورقش ومنمنمات ومما جاء في تقديم إدارة المهرجان حول شعار الدورة: في طيات هذا المفهوم، يتداعى منسوبان أساسيان بين الشكل والمضمون، فالنور بمعناه العميق أبعد مما نتخيل، نشعر به رضى ذاتياً، ومصدر إبداع وإلهام وفكر، وبارقة أمل، ينبع من الداخل ليرتقي بالواقع المحسوس، ويرفع من شأن الإنسان، ومن خلال الثيمة تتجسد الرؤية الفنية لهذا المفهوم بعين الفنان الرهيف، الذي يختبر بشكل متواصل عوالم الضوء المادية.دورة هذا العام تتضمن معارض عدة مهمة، من بينها معرض وهكذا ستصعد إلى النجوم للأمريكي أريك ستاندلي، ومعرض الانطباع الأول للبريطاني بروس مونرو، ومعرض الحمراء - غرناطة للبريطاني بن جونسون، ومعارض أخرى لفنانين عرب وأجانب، كما تتضمن الفعاليات ورشاً متنوّعة، من بينها ورش فن الخط العربي، وورشة مدارس الخط الديواني، وورشة حياكة السجاد الخوارزمي، وورشة الطباعة بالألوان، إضافة إلى محاضرات وندوات وجلسات حوارية، وعروض لأفلام وثائقية ومعارض عدة. يذكر أن مهرجان الفنون الإسلامية في الشارقة تأسس عام 1998 وهو يسلط الضوء على إبداعات الفنان المسلم عبر العصور، والتي اشتركت في صناعاتها ثقافات متعددة، عربية وآسيوية وهندية وصينية وإفريقية، وأصبحت خلال قرون ممتدة من أغنى الفنون البشرية، وأغزرها بالتمثيلات والأساليب الفنية، ومثلت في عمقها رؤية الفنان الجمالية المرتبطة بالرؤى الفكرية والفلسفية للعقيدة الإسلامية.