استضاف الزميل علي العلياني في برنامج (يا هلا) وزير الصحة السابق الطبيب حمد المانع وحاوره حوارا صريحا، وعندما يحاورك محاور خارج القنوات الرسمية ومجامليها فإن الحوار لا يخلو من الصراحة والإحراج، وكنت أتمنى أن تعود قنوات تلفزيوننا الرسمي لحالة مضت من الحوارات الصريحة الجريئة المفيدة للوطن والتي كان يديرها شباب من أمثال الزميل المبتعث عادل أبو حيمد. برنامج (يا هلا) طلب من الوزير المانع التعليق على مقطع لي في حوار قديم مع البرنامج ذاته قلت فيه ما أقوله منذ مدة وهو أن الإدارة ليست تخصص الأطباء ولا يجيدونها ولا يمكنهم إجادتها مستشهدا بأن نجاح فترة وزارة الدكتور غازي القصيبي (رحمه الله) للصحة أثبتت ذلك وأثبتها كتابه (حياة في الإدارة) حول تعصب الأطباء للطبيب وانحيازهم معه كواحد من فريق العمل الصحي عندما يخطئ، والتعليق على رأي لي آخر أركز عليه دوما في التنبيه إلى أن ثمة تضارب مصالح كبيرا بين تخطيط وإدارة الأطباء للصحة واستثمارهم في مجال تخصصهم عبر مشاركة المستشفيات الخاصة والاستثمار الصحي بصفة خاصة. معالي الوزير حمد المانع قال إنه يخالفني في الجزئية الأولى محتجا بأننا جربنا وزارة إداريين هما فيصل الحجيلان وغازي القصيبي للصحة ووجدنا أن من الأفضل أن يكون الوزير طبيبا ولم يوضح لماذا؟! ولا كيف وجدوا؟! مع أن ثمة اختلافا كبيرا بين الحجيلان والقصيبي في التخصص وطريقة الإدارة فالأول فوض كثيرا من الصلاحيات لمساعديه من الأطباء فلم تختلف عن إدارتهم، أما الثاني فقد اكتشفهم وكشفهم ولم يترك لهم الحبل على الغارب. دعونا نترك ما اختلفنا عليه للمنطق العلمي حول تطبيق التخصص وللحال التي كانت عليها الصحة زمن القصيبي، ونركز على الاستفادة من شهادة الوزير المانع كطبيب حول ما أيدني فيه من أن ثمة تضارب مصالح مؤكدا بين إدارة الطبيب واستثماره في العلاج خاصة في غياب التأمين الصحي كما ذكر هو، دعونا نستفيد وطنيا من هذه الحقيقة والإثبات، ليس إثبات أنني كنت على حق ولكن إثبات أن واقعنا الصحي لا يخدم مصلحة المواطن المريض ولا من سيمرض.