قال مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى ليبيا مارتن كوبلر إن الأطراف المتقاتلة قريبة جداً من التوصل لاتفاق طال انتظاره لتشكيل حكومة وحدة، وإنها قد توقعه خلال شهر، وبينما نفى حلف الناتو عزمه التدخل لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي الذي أفادت تقارير إعلامية بعزمه التمدد شرقاً باتجاه أجدابيا أبدت دول الجوار الليبي قلقها حيال التمدد الإرهابي في البلد الذي يعاني حرباً أهلية منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي في وقت لوحت مصر بتدابير أخرى لم تحددها حال تعذر توقيع الأطراف الليبية على اتفاق ينهي حالة الانقسام الماثلة. وأكد وزير الخارجية المصرية سامح شكري أهمية العمل على التوصل قبل نهاية شهر ديسمبر الجاري إلى إنجاز الاتفاق السياسي في ليبيا واعتماده من قبل مجلس النواب ولو بالأغلبية، حتى لا نضطر إلى النظر في خطط بديلة قد تواجه بمقاومة من بعض الأطراف على الساحة الليبية. وشدد في الكلمة التي ألقاها مساء الثلاثاء في الاجتماع الوزاري السابع لوزراء خارجية دول جوار ليبيا والمنعقد بالجزائر، على أنه لن يكون هناك استقرار سياسي أو تنمية ورخاء اقتصادي لليبيين في ظل انعدام الأمن. وأضاف الوزير أن مصر تأمل عقب إقرار الاتفاق وتشكيل حكومة وفاق وطني أن يتم تطبيق الشق الخاص بالترتيبات الأمنية وما يرتبط بها من حل ودمج للميليشيات المسلحة بنجاح في أسرع وقت ممكن لتجنب أسباب عرقلة عمل الحكومة الجديدة. وتضغط حكومات غربية لتوقيع الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة بوصفه السبيل الوحيد لإنهاء الفوضى في ليبيا التي تتنازع فيها السلطة حكومتان تساند كل منهما فصائل مسلحة. وقال مبعوث الأمم المتحدة متحدثاً لرويترز عبر الهاتف في ساعة متأخرة يوم الثلاثاء خلال محادثات في الجزائر نحن قريبون للغاية من اتفاق رغم بقاء بعض العقبات. أعتقد أننا يمكن أن نوقع خلال شهر. المحادثات استمرت عاماً وحان وقت التوقيع. وأضاف كوبلر حكومة الوحدة يجب أن يكون مقرها طرابلس. وقال إنه لا يوجد حديث في هذه اللحظة عن فرض عقوبات على أي طرف يرفض الاتفاق بل تبذل جهود لتشجيع الليبيين على التوصل إلى حل. وفي الأثناء جددت دول جوار ليبيا خلال اجتماعها في الجزائر تأكيدها على أن الحل السياسي على النحو الذي اقترحته الأمم المتحدة يمثل قاعدة تضمن تسوية دائمة للأزمة الليبية وتمكن من الحفاظ على سيادة البلاد ووحدتها، معربة عن قلقها البالغ من تنامي النشاط الإرهابي في هذا البلد خاصة لداعش والقاعدة وأنصار الشريعة. وشارك في الاجتماع السابع الذي ترأسه عبد القادر مساهل الوزير الجزائري للشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، وزراء خارجية مصر وتشاد والنيجر وليبيا والسودان وتونس. كما حضره ممثلو جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي. وفي سياق ذي صلة أعلن مسؤول عسكري في القوات الموالية للحكومة الليبية المعترف بها دولياً أن تنظيم داعش يحاول التمدد نحو مدينة أجدابيا في شرق ليبيا، وأن هذه القوات تحاول منعه غبر تنفيذ غارات جوية ضد أهداف له.